محتويات
أنواع المعنى في علم الدلالة
يشير المعنى إلى صورة الشيء الذهنية أو بمعنى آخر العلاقة بين الرمز والصورة أي الشيء المشار إليه، بين الرمز والشيء الخارجي، بين الموقف والاستجابة لمثير معين، بين الكلمة وما تؤديه في غيرها، [١]وهذا كله يعني أن المعنى يشير إلى علاقة الكلمة بالكلمات الأخرى في النص أي الحقل الدلالي، وتجمع من دلالات عديدة ذات علاقات متبادلة.[٢]
وللمعنى في علم الدلالة أنواع عدة، وهي كالآتي:
المعنى الأساسي
ويسمى أيضًا بالمعنى الدلالي والمركزي، والمعنى التصويري أو المفهومي، والمتصل بالوحدة المعجمية، وهو أساس عملية الاتصال اللغوي وأساس بيان الوظيفة الأساسية للغة التي تتمثل في التفاهم ونقل الأفكار وتحقيق التواصل، ويحظى هذا المعنى بتنظيم مركب يمكن مقارنته بالتنظيمات المتشابهة فونولوجيًا ونحويًا، ويعد تقاسم المعنى الأساسي شرطًا لاعتبار متكلمين بلغة أساسية.[٣]
المعنى الإضافي
ويسمى بالمعنى العرضي والثانوي والتضمني، وهو معنى اللفظ إضافة للمعنى التصويري الخالص، ويعد زائدًا على المعنى الأساسي ومتغيرًا عبر الزمن والثقافة والخبرة، وليس من صفاته الثبوت والشمول، فمثلًا كلمة امرأة مرتبطة بثلاثة ملامح (إنسان، ذكر، بالغ) ولكن هناك معانٍ إضافية كثيرة لها مثل (الثرثرة، الطبخ، الملابس، البكاء)، ولا يشترط الاتفاق في المعنى الإضافي لدى المتكلمين باللغة.[٣]
المعنى الأسلوبي
ويشير إلى معنى وحدة لغوية أو لفظ نسبة للظروف الاجتماعية والمنطقة الجغرافية للشخص المستخدم للفظ، كما يشير إلى التخصص ودرجة العلاقة بين المتكلم والسامع ورتبة اللغة المستخدمة (أدبية، رسمية، عامية) ونوع اللغة (لغة الشعر، لغة النثر، لغة القانون)، والواسطة (خطبة، كتابة، حديث)، ومثال على ذلك الكلمات التي تدل على معنى الأبوة وتعكس طبقة المتكلم، فمثلًا: الوالد: لغة فصحى، داد: لغة الأرستقراطيين، وهكذا.[٣]
المعنى النفسي
ويسمى بالمعنى العاطفي، ويعني الدلالات المتضمنة في اللفظ عند الفرد، وهذا يعني أنه معنى فردي ذاتي ومقيد بمتحدث واحد فقط، فلا يمتاز بالعموم والاستخدام لدى أفراد كثر، ويظهر كثيرًا هذا النوع من المعنى في الأحاديث العادية للفرد، وفي الأشعار وكتابات الأدباء، ففيها تنعكس المعاني الذاتية النفسية بشكل قوي وواضح تجاه الألفاظ والمفاهيم المختلفة.[٣]
المعنى الإيحائي
ويشير إلى المعنى المتعلق بكلمات ذات قدرة على الإيحاء، وتمتاز بالشفافية، وتأثيرات المعنى الإيحائي ثلاثة، وهي كما يأتي:[٣]
- التأثير الصوتي: تأثير مباشر عندما تدل الكلمة على أصوات أو ضجيج يحاكيه التركيب الصوتي للاسم، مثل: صليل (السيوف)، خرير (الماء)، والتأثير غير المباشر مثل القيمة الرمزية للكسرة.
- التأثير الصرفي: ويشير إلى الكلمات المركبة والكلمات المنحوتة مثل: صهصلق (من صهل وصلق)، وبحتر (من بتر وحتر).
- التأثير الدلالي: ويشير للكلمات المجازية، والمؤسسة على المجاز، والصور الكلامية المعبرة، ويدخل في هذا المعنى المنعكس الذي يظهر حال تعدد المعنى الأساسي، فيترك المعنى الأكثر شيوعًا وانتشارًا أثرًا إيحائيًا على المعنى الآخر، ويظهر كثيرًا في الدلالات المكروهة والممنوعة مثل الكلمات المرتبطة بالجنس، أو الموت، أو موضع قضاء الحاجة وغيرها.
أهمية علم الدلالة في دراسة اللغة
يعد علم الدلالة في غاية الأهمية عند دراسة النصوص، وتكمن أهميته في النقاط الآتية:[٤]
- يساعد على فهم طبيعة اللغة وذلك من خلال فهم المعنى لما له من دور كبير في التحليل اللغوي وتطبيقات علم اللغة.
- يدل على أهمية المعنى وذلك من خلال اتصال الألفاظ وعلاقتها بالتفكير، وله أهمية كبيرة في العلوم الإنسانية مثل علم النفس وعلم الاجتماع والفلسفة.
- يعتبر علم الدلالة اللفظ عنصرًا من العناصر، ولذلك يجب تناولها من قبل الباحثين في الدراسات حول الألفاظ ومعاني الألفاظ.
- إن دلالة اللفظ متصلة في الجوانب الحياتية المختلفة المتعددة، وكذلك في التواصل بين الأفراد، وإن حدوث الخلل في فهم دلالة اللفظ يؤدي لحدوث خلل في التواصل بين الأفراد.
- مختصر علم الدلالة يشير إلى أن اللفظ مثل الجسد والدلالة هي روح هذا الجسد، ولا دلالة دون لفظ ولا لفظ دون دلالة، الكلمة تعبر عن معناها وهنا يكمن الجوهر في علم الدلالة في فهم معنى الكلمة المقصود، معرفة روح اللفظ.
المراجع
- ↑ منقور عبدالجليل، علم الدلالة أصوله ومباحثه في التراث العربي، صفحة 7-14. بتصرّف.
- ↑ أحمد مختار، علم الدلالة، صفحة 11-16. بتصرّف.
- ^ أ ب ت ث ج أحمد مختار، علم الدلالة، صفحة 36-41. بتصرّف.
- ↑ محمد الخولي، علم الدلالة علم المعنى، صفحة 13-29. بتصرّف.