أنواع النية في الإسلام

كتابة:
أنواع النية في الإسلام

تعريف النية

تُعرّف النية في اللغة والاصطلاح على النحو الآتي:[١]

  • لغةً: هي قصد النفس إلى العمل.
  • اصطلاحاً: هي اعتقاد القلب فعل الشيء وعزمه عليه من غير تردّد.
  • محلها: القلب، ويُباح التلفّظ بها، ويُؤتى بها في أول العبادة، والهدف منها تمييز العبادات عن العادات، وتمييز العبادات عن بعضها.

أهمية النية

العمل لا يقبل عند الله -سبحانه وتعالى- من غير نية صالحة خالصة لوجهه الكريم، فالنية هي الشرط الأول لقبول العمل، والشرط الثاني هو أن يكون العمل موافقاً للشرع على سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-،[٢]يقول الله -عز وجل- في بيان أهمية النية المخلصة: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ)،[٣]وقال -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى).[٤]

أنواع النية

لكل عمل نيته الخاصة؛ فللصلاة نية ولكل صلاة نية وللزكاة نية ولكل نوع من الزكاة نية وهكذا، وسنقسم تنوع النيات على النحو الآتي:

من حيث الكيفية

تعدّدت آراء الفقهاء في النطق بالنية عند بداية العمل -إضافة إلى استحضارها في القلب- إلى ثلاثة آراء، وهي:[٥]

  • استحباب التلفظ بها وهو رأي متفق عليه عند الشافعية والحنابلة.
  • التلفّظ بالنية بدعة، ويستحسن لدفع الوسوسة وهو رأي الحنفية.
  • إنّ التلفظ بها هو خلاف الأولى إلّا أنها تستحب للموسوس حتى يذهب اللبس في نفسه، وهذا رأي المالكية.

تعدد النيات للعمل الواحد

يمكن للمسلم أن ينوي أكثر من نية واحدة عند مباشرة عمل واحد، وله -بإذن الله عز وجل- أجراً على كل نية، كما لو أنه فعل الأمر عدة مرات في كل مرة نية واحدة، ومثال ذلك من يدخل المسجد فينوي أنه داخل لزيارة ربه -سبحانه وتعالى-، ولينتظر الصلاة بعد الصلاة، والابتعاد عن شواغل الدنيا للتفرغ للتفكر، وإرشاد من يحتاج ذلك، وهكذا والأمثلة على ذلك كثيرة،[٦]وقد قيل في وصف العلماء بأنهم تُجّار نيات.

بين العادات والعبادات

النية كما أسلفنا تُميّز بين العبادات وبين العادات، ولكن المسلم الذكي يمكنه أن ينوي نية حسنة عند ممارسته حياته وأعماله العادية فيكسب على ذلك الأجر، ودليلنا الأول على ذلك قول الحق -سبحانه وتعالى-: (قُل إِنَّ صَلاتي وَنُسُكي وَمَحيايَ وَمَماتي لِلَّـهِ رَبِّ العالَمينَ)،[٧]حيث تُبيّن الآية أن المسلم ينذر حياته وموته لربه -عز وجل-، وكان بعض العلماء يقول: "إني أُحِبُّ أن يكونَ لي نيَّةُ في كلِّ شيءٍ، حتى في نومِي وأكلِي وشربِي".[٦]

ومثال ذلك أنّ المسلم إذا تناول طعامه وشرابه وتحرّز أن يكون مصدر طعامه وشرابه من حلال، وذكر اسم الله -سبحانه وتعالى- قبل أن يتناوله، ثم حمد ربه -عز وجل- بعد الانتهاء منه، وأن ينوي بهذا الطعام والشراب التقوِّي على طاعة الله -سبحانه وتعالى-، فإذا بهذا الطعام الذي هو عمل دنيوي عادي يتحول إلى طاعة تجلب لصاحبها الحسنات، وغيره يأكل ولا يحصل من ذلك على شيء.[٦]

المراجع

  1. المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في مصر، موسوعة المفاهيم الإسلامية العامة، صفحة 660، جزء 1. بتصرّف.
  2. عمر الأشقر، دروس الشيخ عمر الأشقر، صفحة 3-5. بتصرّف.
  3. سورة البينة، آية:5
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم:1، صحيح.
  5. عبد الرحمن الجزيري (2003)، الفقه على المذاهب الأربعة دار الكتب العلمية، بيروت (الطبعة 2)، بيروت:دار الكتب العلمية، صفحة 195، جزء 1. بتصرّف.
  6. ^ أ ب ت الغزالي، إحياء علوم الدين، بيروت:دار المعرفة ، صفحة 368-373. بتصرّف.
  7. سورة الأنعام، آية:162
7636 مشاهدة
للأعلى للسفل
×