طيف التوحُّد
يُعرَف طيف التوحُّد بأنّه اضطراب تطوُّري إنمائي يتضمن ضعف التواصل الاجتماعي والتفاعل، وتكرار ممارسة السلوكيات، ووجود صعوبات في المعالجة الحسية، ويشير مصطلح الطيف إلى حقيقة تفاوت الأعراض بين المصابين واختلافها في النوع والشدة؛ أي إنّ أعراضه تظهر بشكل طيف أو تسلسل متصل فيتَّضح تفاوتها من النطاق الخفيف إلى الشديد، وقد يظهر المصابون منعزلين غير مُكترثين أو متأثرين، وقد يعانون أيضًا من صعوبة تكوين العلاقات العاطفية مع غيرهم، وقد تبدو ردود الفعل على التجارب الحسية غريبةً، فقد يصبح المصاب شديد الانزعاج نتيجة صوت الماء المتسرِّب من الصنبور -مثلًا-، كما قد قُدِّر انتشاره بـ 1٪ من سكان العالم، إذ يوجد في الكثير من الدول باختلاف البيئات العِرقية والاقتصادية والدينية.[١]
أنواع طيف التوحُّد
تُعدّ مُسبِّبات التوحُّد غير معلومة في الوقت الحاضر، ورغم ذلك تُجرَى الكثير من الدراسات لفهم كيفية تطوُّره، فقد عرف الباحثون بعض الجينات التي ظهرت علاقتها بالاضطراب سواءً من خلال إمكانية توارُثها أو تغيُّرها تلقائيًا، كما قد يعاني المصاب من حدوث تغيُّرات في أجزاء الدماغ الرئيسة التي تؤثر في تصرُّفه وحديثه، بالإضافة إلى ذلك، فقد يبدو للعوامل البيئية دور في تطوُّر الاضطراب رغم أنّ ذلك غير مثبت لغاية الآن، لكنّه لا ينتج من بعض المُسبِّبات الشائعة؛ مثل: سلوكيات الأهل، وفقًا لما يذكره الباحثون، ويُذكَر أنّ مصطلح اضطراب طيف التوحُّد يضم مجموعةً من مشاكل تطوُّر الأعصاب الصحية[٢]، وفي ما يأتي أنواع التوحُّد التي تُسمى حاليًا اضطراب طيف التوحُّد:[٣]
- متلازمة أسبرجر، تمثِّل هذه المتلازمة الجانب الأخف من طيف التوحُّد، ورغم معاناة المصاب من صعوبة الحالة الاجتماعية، غير أنّه قد يبدو شديد الذكاء، وقادرًا على تنفيذ نشاطاته اليومية، وربما يُركِّز على كلّ ما يهمه من المسائل، ويتحدَّث عنها باستمرار.
- اضطرابات نمائية شاملة غير محددة، يتضمن تشخيص الإصابة بها أغلب حالات التوحد الأكثر حدةً من متلازمة أسبرجر لدى الأطفال، لكنّها أقل حدةً من اضطراب التوحد.
- اضطراب التوحُّد، استُخدم هذا المصطلح مع مصطلح طيف التوُّحد قبل النوعَين السابقين، ويتضمن أنماط الأعراض ذاتها لكن بمستوى أشدّ.
- اضطراب الطفولة التحلُّلي، يصف هذا الاضطراب حالات التطوُّر الطبيعي لدى الأطفال الذين سرعان ما يفقدون الكثير من مهاراتهم العقلية والاجتماعية واللغوية في المرحلة العمرية بين سِنَي الثانية والرابعة، كما أنهم غالبًا ما يعانون من اضطراب التشنُّج، ويمثِّل هذا الاضطراب النوع الأكثر ندرةً وشدةً بين أنواع طيف التوحُّد.
أعراض طيف التوحد
يعاني كل طفل مصاب من نمط سلوكي مميز ومستوى شدة فريد، وفي ما يأتي بعض الأعراض المنتشرة التي قد يعاني منها بعض مصابي طيف التوحُّد:[٤]
- التفاعل والتواصل الاجتماعي، قد يعاني مصاب التوحّد البالغ أو الطفل من وجود مشاكل في مهارات التواصل الاجتماعي، ومنها ما الآتي:
- عدم الاستجابة عند مناداته باسمه، كما أنه قد يُظهِر عدم سماعه لغيره أحيانًا.
- ضعف التواصل البصري وتعابير الوجه.
- رفض الإمساك والاحتضان، وتفضيل العودة إلى عالمه الخاص واللعب وحده.
- تأخُّر النطق، أو عدم التكلُّم، أو فقد القدرة السابقة على نطق الجمل والكلمات.
- التحدُّث بنبرة غير طبيعية، وإمكانية استخدام صوت رتيب، أو شبيه بكلام الروبوت.
- تكرار العبارات حرفيًا بالضبط لكن دون استيعاب كيفية استخدامها.
- عدم القدرة على بدء الحديث أو مواصلته في غير حالات محادثات طلب شيء ما أو تسميته.
- عدم التعبير عن العواطف والمشاعر وتجاهل مشاعر الآخرين.
- عدم إظهار فهمه لأبسط الاتجاهات أو الأسئلة.
- المعاناة من صعوبة إدراك الإشارات غير اللفظية؛ مثل: تفسير نبرة الصوت، أو وضعيات الجسم، أو تعابير وجوه الآخرين.
- أنماط السلوك، قد تكون لدى مصاب التوحُّد البالغ أو الطفل أنماط متكرِّرة ومحدَّدة من النشاطات أو السلوكيات أو الاهتمامات، ومنها الآتي:
- تنفيذ حركات متكرِّرة؛ مثل: الدوران، والتأرجح، وضرب اليدين.
- تنفيذ الأفعال التي قد تضر بالنفس؛ مثل: ضرب الرأس، أو العض.
- المعاناة من مشاكل التنسيق واتباع أنماط حركية غريبة؛ مثل: أداء بعض الحركات الخرقاء، والسير على أصابع القدم، وقد تبدو لغة جسده عنيفة أو مبالغ فيها أو غريبة.
- تطوير عادات روتينية خاصة، والانزعاج من أبسط تغيير فيها.
- الانجذاب إلى تفاصيل جسمٍ ما؛ مثل: دوران عجلات السيارة اللعبة، وعدم إدراك وظائفها.
- الحساسية تجاه الصوت أو الضوء أو اللمس، كما أنه قد يبدو غير مُكترث بالحرارة أو الألم.
- التركيز في نشاط أو جسم ما بشدة وبشكلٍ غير طبيعي.
- تفضيل تناول أطعمة محددة؛ مثل: تناول القليل من الأطعمة فقط، أو تجنُّب تناول أطعمة بقوام محدد.
علاج طيف التوحُّد
يُوصَى ببدء علاج مريض التوحُّد بعد التشخيص مباشرة، والعلاج المبكِّر ضروري؛ لأنّ العناية الصحيحة قد تقلِّل الصعوبات الفردية، وتساهم في تعلُّم مهارات جديدة، والانتفاع من نقاط القوة لدى المُصابين، كما يُوصى بالعمل مع اختصاصي العناية الصحية والطبيب لإيجاد البرنامج العلاجي الملائم للاضطراب المُلخَّص وفق الآتي:[٥]
- الأدوية، قد يلجأ الطبيب إلى استخدام الأدوية في معالجة المصاب من بعض الأعراض المنتشرة لدى حالات الاضطراب، وباستخدام الأدوية تقلّ بعض المشاكل لدى المصابين؛ مثل: العدوانية، وفرط النشاط، والاكتئاب، وتكرار السلوكيات، وحدة الطبع، ومشاكل في الانتباه.
- العلاجات السلوكي والتعليمي والنفسي، قد يلجا المصابون إلى الأطباء الاختصاصيين في تزويدهم بالبرامج النفسية أو التعليمية أو السلوكية أو بناء المهارات، وتتميز هذه البرامج بتنظيمها وكثافتها؛ فقد يشارك فيها أفراد العائلة كلهم، كما أنّها قد تساعد في تعلّم المهارات الضرورية للعيش بصورة مستقلة، وتعزيز نقاط القوة، وتعلّم مهارات اللغة، ومهارات التواصل الاجتماعي، وتقليل السلوكيات الصعبة.
- العلاجات العائلية: يساعد أفراد الأسرة مريض التوحّد في تعزيز اللعب والتعلّم وكيفيّة التفاعل الاجتماعي وإدارة المشكلات السّلوكية[٦].
المراجع
- ↑ "Autism Spectrum Disorder", www.psychologytoday.com,23-2-2019، Retrieved 18-5-2019. Edited.
- ↑ Rachel Nall MSN CRNA (20-11-2018), "What to know about autism"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 18-5-2019. Edited.
- ↑ Renee A. Alli, MD (12-11-2018), "What Are the Types of Autism Spectrum Disorders?"، www.webmd.com, Retrieved 18-5-2019. Edited.
- ↑ Mayo Clinic Staff (6-1-2018), "Autism spectrum disorder"، www.mayoclinic.org, Retrieved 19-5-2019. Edited.
- ↑ "Autism Spectrum Disorder", www.nimh.nih.gov,3-2018-_، Retrieved 19-5-2019. Edited.
- ↑ "Treatment", www.mayoclinic.org, Retrieved 14-5-2019. Edited.