مرض السل
السل أو التدرّن هو أحد الأمراض شديدة العدوى الذي يُنقل عن طريق رذاذ السّعال والعطاس، ويُصيب الرّئتين بشكل رئيس، إلا إنّ بكتيريا المُتفطِّرة السليَّة المسؤولة عن الإصابة بالمرض قد تستهدف أعضاء أخرى في جسم المريض، مما جعله في سنوات سابقة من أشدّ الأمراض المُعدية فتكًا وأكثرها خطرًا على حياة الناس، وهذا ما يُفسّر تسميته المرض الضّموري، الذي يُهدّد حياة المرضى خاصّة من يُعانون بالأصل من ضعف في أجهزة المناعة؛ كمرضى الإيدز، ويُذكر أنّ السل أصاب ما يُقارب 10 مليون شخص في عام 2017 وحده، وتسبّب في وفاة مليون و300 ألف منهم، لكن مع تطوّر المطاعيم، وتحديد الخُطط العلاجيّة بخطوات مدروسة، وحصر الإصابات في مناطق مُحدّدة بعزل المرضى، أصبح السل يتركّز في بعض الدول المُكتظّة؛ كالصين، والهند، والدول الفقيرة في شمال إفريقيا.[١][٢]
أنواع مرض السل
قُسّم السل حسب مكان الإصابة نوعين: السل الرئوي، والسل خارج الرئوي، كما قُسّم حسب نشاطه نوعين أيضًا؛ هما: السل النّشط، والسل الخافي، وفيما يأتي تفصيل لكل الأنواع على حدة.
السل النشط هو الحالة المرضيّة الخطيرة من السل والمُعدية، التي تتميّز بظهور الأعراض واختلافها تبعًا لمكان تأثير المرض، سواء أكان ذلك رئويًّا أم خارج الرئة، وتكون أعراضه وفق ما يأتي:[٣]
- ارتفاع في درجة حرارة الجسم.
- قشعريرة.
- فُقدان الشهية، وفُقدان الوزن.
- تعب، وإعياء عام.
- زيادة التعرّق، خاصّة أثناء الليل.
السل الكامن هي الحالات المرضيّة التي تُظهر نتائج إيجابيّة لوجود بكتيريا السل أثناء إجراء الفحوصات لها، إلا أنّها لا تُعاني من أيّة أعراض ظاهرة، كما لا تنقل العدوى إلى غيرها، وقد تتحول إلى الوضع النشط في حالات نادرة لا تتعدى نسبتها 5 إلى 10%.[٣]
السل الرّئوي هو سلّ نشط يحدث عندما تستهدف بكتيريا السل رئتيّ المريض، كما يحدث في مُعظم الحالات، وتظهر فيه الأعراض الآتية بالإضافة إلى أعراض السل النشط:[٣]
- سُعال متواصل لمدة 3 أسابيع أو أكثر.
- السّعال المُصاحب للبلغم والدم.
- قصور في الأنفاس.
- ألم في الصدر.
السل خارج الرئوي هو ما يحدث عندما تُصيب بكتيريا السل أعضاء أخرى غير الرّئة، لتنتج منها الحالات المرضيّة الآتية:[٣]
- التهاب العقد اللمفاوية العنقية السَّلِي، ويُطلق عليه أيضًا اسم داء الخنازير، وهو أكثر أنواع السل خارج الرّئوي شيوعًا، إذ تتورّم العُقَد الليمفيّة الموجودة في الرقبة بشكل خاص وتلتهب، أو الموجودة في أماكن أخرى من الجسم.
- السل العظمي، الذي يحدث عندما تُنقَل البكتيريا من الرّئة أو العُقد الليمفيّة المُصابة إلى العظم، ولا تظهر أعراضه بدايًة، إلا أنّها مع الأيام قد تكون وفق ما يأتي:
- تصلّب الظهر وآلام شديدة فيه.
- تورّم.
- تكوّن خُرّاج أو قَيْح.
- تشوّهات في العظام.
- السل البولي التناسلي، هو الذي يُصيب الأعضاء التناسليّة، أو أحد أعضاء جهاز التبول، خاصة الكليتان، ويُعدّ ثاني أكثر أنواع السل خارج الرئويّ شيوعًا، وقد تُلاحَظ أعراضه في شكل تقرّح في القناة التناسليّة، أو على سطح القضيب، كما يُعاني مرضاه من الأعراض الآتية:
- آلام في الحوض.
- ألم أثناء التبوّل.
- ألم في الظهر.
- تقطّع في البول.
- تورّم في الخصيتين.
- تناقص في حجم السائل المنوي.
- ضعف في الخصوبة، أو العقم.
- التهاب السحايا السَّلِي، الذي تُصيب فيه البكتيريا خلايا السحايا المُحيطة بالدماغ والحبل الشّوكي، وتتطوّر أعراضه تدريجيًّا وببطء وفق الآتي:
- صُداع متواصل في الرأس، ومع تطوّر المرض يُصبح الصُداع حادًّا وشديدًا.
- تعب وإعياء عام مع آلام في الجسم.
- فُقدان الشهية.
- ارتفاع بسيط في درجة حرارة الجسم.
- تقيّؤ وغثيان.
- حساسيّة تجاه الضوء.
- تصلّب في الرّقبة.
- السل الدّخني، هو الذي يُؤثّر في عدّة أعضاء في الجسم في الوقت نفسه؛ كالقلب، والدّماغ، والكبد، وغيرها، وتختلف أعراضه باختلاف الأعضاء المُصابة، فيُنقص عدد كُريات الدّم الحمراء، على سبيل المثال، في حال أصاب هذا النوع النّخاع العظميّ للمريض.
- السل الهضمي، إذ تختلف أعراضه باختلاف العضو المُصاب في جهاز الهضم، وتكون عادًة وفق ما يأتي:
- فُقدان الشهيّة، وتناقص في الوزن.
- تقيّؤ، وغثيان.
- ألم في البطن.
- إسهال أو إمساك على غير المُعتاد.
- الشعور بوجود كُتلة في البطن.
علاج مرض السل
الخطوة الرئيسة الأكثر أهمية في علاج السل هي تناول العلاج كاملًا لمدة زمنيّة كافية، إذ يختلف علاجه عن غيره من الالتهابات أو الأمراض؛ فقد تصل مدّة أخذ العلاج من 6 إلى 9 أشهر بالاعتماد على وضع المريض الصحّي، وعمره، واحتماليّة وجود مُقاومة لنوع الدواء المُستخدم، ومن أشهر الأدوية لعلاج السل ما يأتي:[١]
- آيزونيازيد.
- ريفامبيسين.
- إيثامبيوتول.
- بيرازيناميد.
في حالة السل الخافي يكتفي الأطباء بصرف واحد من الأدوية السابقة أو اثنين، أمّا في حالة السل النشط تُستخدم عدّة علاجات معًا، ويُضاف إليها في بعض الأحيان:[١]
- أحد الأدوية من عائلة الفلوروكوينولون.
- الأميكاسين.
- الكابريومايسين.
- البيداكويلين.
- اللنزوليد.
المراجع
- ^ أ ب ت "Tuberculosis", mayoclinic,Jan. 30, 2019، Retrieved 7/5/2019. Edited.
- ↑ Charles Patrick Davis (1/8/2019), "Tuberculosis (TB)"، medicinenet, Retrieved 7/5/2019. Edited.
- ^ أ ب ت ث Adrienne Santos-Longhurst (February 26, 2019), "Types of Tuberculosis"، healthline, Retrieved 7/5/2019. Edited.