محتويات
تعريف نظرية الذكاءات المتعددة
حيث يرى جاردنر صاحب نظرية الذكاءات المتعددة (بالإنجليزية: Multiple Intelligence) ويرمز لها بالرمز (MI)، أن الذكاء عبارة عن قدرات تمثل الذكاء العام عند المتعلم، ويعتبر جاردنر أن الذكاء عبارة عن مجموعة من المهارات التي تمكن الفرد من حل مشكلاته وكذلك بأنها القدرات التي تمكن الشخص من إنتاج ما يحدد قيمته في المجتمع، والقدرة على إضافة معرفة جديدة، والذكاء ليس واحداً بل عدة أبعاد وأن كل شخص متميز عن الآخرين، كما أن الذكاء يختلف من شخص إلى آخر، كما يذكر جاردنر أن أنواع الذكاءات لا عدد لها حيث إنه بدأها بسبعة ذكاءات وفي عام 2005 وصلت إلى 72 نوع ذكاء.[١]
أهداف الذكاءات المتعددة
تتمتع نظرية الذكاءات المتعددة بعدة أهداف من أهمها:
- تنمية وتطوير الذات من خلال تعليم الطلبة التكيف مع نقاط قوتهم في التعلم.
- تصميم دروس بحيث تشمل كل أنواع الذكاء المختلفة.
- تهتم نظرية الذكاءات المتعددة في الأخلاق.
- تساعد على تقييم الطلبة بصورة أكثر عدالة.
فوائد نظرية الذكاءات المتعددة
بشكل عام، تتمتع نظريات الذكاءات المتعددة (MI) بعدة فوائد منها:[٢]
تنمية وتطوير الذات
يمكن أن تساعد نظرية الذكاءات المتعددة الطلبة والمعلمين على فهم قدراتهم بشكل أفضل، كما تساعد الطلبة على تعزيز ثقتهم بأنفسهم لأنها توضح كيف يمكنهم استخدام نقاط قوتهم لمعالجة نقاط ضعفهم، كما أنها تحفز الطلبة على العثور على مكمن اهتمامهم وقوتهم ودفع قدراتهم إلى أبعد من ذلك، وتعتبر نظرية الذكاءات المتعددة فاعلة عندما يتعلق الأمر بتزويد الطلبة بفهم أفضل لكيفية تعلمهم.[٢]
في الصفوف النموذجية عادة ما يتم تشجيع أسلوب تعليمي واحد بحيث يكون أسلوب يناسب المتعلمين في الدرجة الأولى الذين يتمتعون بذكاء لغوي عالي (القراءة والكتابة)، ولكن من خلال مساعدة المتعلمين على تحديد نوع الذكاء الذي يناسبهم، يمكنهم تكييف المحتوى مع أسلوب التعلم الخاص بهم لمساعدتهم على استيعاب المواد، حتى لو تم تدريسه بطريقة مختلفة، فعلى سبيل المثال يمكن للمتعلمين ذوي الذكاء الموسيقي العالي نظم قافية لمساعدتهم على التعلم، كما يمكن للطلبة ذوي الذكاء البصري المكاني العالي إنشاء رسومات للمفاهيم لمساعدتهم[٢].[٢]
تصميم الدروس بحيث تشمل كل أنواع الذكاء المختلفة
كل الذكاءات مطلوبة للفرد ليعيش حياة كاملة، لذلك يحتاج المعلمون إلى الاهتمام بجميع الذكاءات، وليس فقط الذكاءات التي يركز عليها الذكاء التقليدي، حيث تعد نظرية الذكاءات المتعددة مناسبة للتعلم المتمايز والفردي والتي تعمل على تزويد المعلمين بإمكانية تطوير برامج جديدة ومرنة قد تلبي احتياجات المتعلم بشكل أفضل، كما يمكن للمدرسين أيضًا إعادة تصميم المقررات الدراسية القديمة لتلائم المتطلبات الجديدة، ويمكن تضمين مجموعة متنوعة من الأنشطة في المنهج الجديد، والتي من شأنها أن تحفز المتعلمين وتجذبهم بسهولة.
على سبيل المثال، عند التدريس حول الحرب الثورية، يمكن للمعلم أن يوضح خرائط المعركة للطلبة، وتشغيل الأغاني الحربية الثورية، وتنظيم مسرحية لتوقيع إعلان الاستقلال، وأن يطلب من الطلبة قراءة رواية عن الحياة خلال تلك الفترة، فهذا النوع من العرض لا يحفز الطلبة على التعلم فقط، ولكنه يسمح أيضًا للمعلم بتعزيز المادة التعليمية من خلال مجموعة متنوعة من الطرق التعليمية ومن خلال تفعيل مجموعة واسعة من الذكاءات، ويمكن أن يحقق التدريس بهذه الطريقة فهماً أعمق للموضوع.[١]
تهتم نظرية الذكاءات المتعددة بالأخلاق
أراد جاردنر إضافة (الذكاء الأخلاقي) إلى نظرية الذكاءات المتعددة، لكنه توصل لاحقًا إلى استنتاج مفاده أن الأخلاق مفهوم معقد مقترن بالعديد من الجوانب النفسية مثل الشخصية والإرادة، لذلك فهي ليست ذكاء في حد ذاتها، لكنه لم يتخل عن فكرة الذكاء الأخلاقي وذكر أنه (يجب علينا معرفة كيف يمكن للذكاء والأخلاق العمل معًا لخلق عالم يرغب فيه عدد كبير من الناس في العيش).[٢]
تساعد على تقييم الطلبة بصورة أكثر عدالة
بينما يؤكد نظام التعليم التقليدي على أهمية تنمية الذكاء الرياضي واللغوي، وبالتالي يعتمد نجاح الطالب فقط على المهارات المقاسة في هذين الذكاءين، إلا أن نظرية الذكاءات المتعددة تعتقد أن هذا التركيز منحاز وغير متوازن وغير عادل، فمثلاً الأطفال الذين يتمتعون بذكاء موسيقي عالٍ قد يتم التغاضي عن هذا الذكاء ويوضع الطلبة في صفوف التربية الخاصة لأنهم لا يحصلون على درجات جيدة في الرياضيات أو اللغة.[١]
يجب أن نسعى إلى تقييم احتياجات تعلم طلابنا بطرق تعطي توضيحًا لنقاط القوة والضعف لديهم، نظرًا لأن جميع الأطفال لا يتعلمون بنفس الطريقة، فلا يمكن تقييمهم بنفس الطريقة، ومن هذا المنطلق من المهم أن ينشئ المعلم ملفاً خاصاً لكل طالب يطلق عليه (ملف تعريف الذكاء) موضحاً فيه كيف يتعلم كل طالب وبالتالي تحديد استراتيجية التقييم التي تناسبه، كما أن ممارسة التقييم الفردية التي سيقوم بها المعلم ستساعده على تقييم تقدم الطفل بشكل صحيح وبالتالي تساعد المعلم على اتخاذات القرارات الصائبة بتحديد ماذا يدرس وكيف سيدرس.[١]