أهل الحديث

كتابة:
أهل الحديث

أهل الحديث في العقيدة

قام مجموعةٌ من العلماء بالعناية بالحديث النبويّ الشريف، وساروا في ذلك على درب السلف الصالح، وقد سُمّي هؤلاء العلماء بأهل الحديث، وقد اقتدوا بسنّة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- والتزموا هديه، وتخلّقوا بأخلاقه، فساروا على الطريق المستقيم باتّباع كتاب الله وسنّة رسوله،[١][٢] وكان المتقدّمون يُطلقون مسمّى أهل الحديث على ما يقابل أهل الكلام؛ وهم أنفسهم أهل الرأي لكنّهم أدخلوا إلى العلم ما ليس منه،[١] وينطبق مصطلح أهل الحديث على مصطلح أهل السنة والجماعة، ويتبيّن ذلك من خلال استعمال العلماء لهذين المصطلحين دون تفريق بينهما،[٣][٤] من هؤلاء العلماء ابن تيمية والصابوني وغيرهم.[٣]


أهل الحديث في علوم الحديث

تطوّر إطلاق مصطلح أهل الحديث عبر الزمن ليختصّ بالفئة التي تهتمّ بالحديث النبوي الشريف إمّا روايةً فقط أو روايةً ودرايةً معاً،[٥] وهم الفئة التي يُؤخذ منها الأحكام المتعلقة بالأحاديث بالتصحيح والتضعيف، ويأتي هذا الحكم على كل حديثٍ بعد رحلةٍ طويلة من البحث، والتدقيق، والتمحيص في سند الحديث ومتنه،[٦] ويُطلق أيضاً مصطلح أصحاب الحديث ورجال الحديث على المحدّثين، وهم ذاتهم أهل الحديث المُعتَنين به سنداً ومتناً.[٧]


أهل الحديث في الفقه

اعتنى أهل الحديث بالجانب الفقهي؛ أمثال البخاري، ومسلم، وأصحاب السنن، والدارمي، وأحمد بن حنبل، وغيرهم، ثمّ بعد ذلك انفصل علماء الحديث عن علماء الفقه، فسمّي المحدثين بأهل الحديث، وأهل الفقه في مدرسة أبي حنيفة بأهل الرأي،[٨] وقد اختلف العلماء في التقسيم بين أهل الرأي وأهل الحديث، فمنهم من يعتبر أنّ الذي يتعامل بالقياس والاستنباط فهو من أهل الرأي، ومنهم من يجعل السنّة هي المعيار في تصنيف العالِم إن كان من أهل الحديث أم من أهل الرأي،[٩] وظهرت الحاجة لمثل هذا التقسيم بسبب ما وقع من اتّساع الدولة الإسلامية، ودخول اللسان الأعجميّ، وكثرة المجتهدين، واختلاف أساليبهم وطرقهم.[١٠]


المراجع

  1. ^ أ ب عثمان ضميرية (1996)، مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية (الطبعة الثانية)، المملكة العربية السعودية، مكتبة السوادي، صفحة 154. بتصرّف.
  2. ربيع المدخلي (1985)، مكانة أهل الحديث ومآثرهم وآثارهم الحميدة في الدين (الطبعة الأولى)، الكويت، الدار السلفية، صفحة 10. بتصرّف.
  3. ^ أ ب محمد عبد الله (1994)، وسطية أهل السنة بين الفرق (الطبعة الأولى)، عمّان، دار الراية، صفحة 116. بتصرّف.
  4. الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 197، جزء 64. بتصرّف.
  5. عثمان ضميرية (1996)، مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية (الطبعة الثانية)، المملكة العربية السعودية، مكتبة السوادي، صفحة 155. بتصرّف.
  6. محمد الشهري، علم التخريج ودوره في حفظ السنة النبوية، المدينة المنورة، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، صفحة 56. بتصرّف.
  7. أحمد عمر (2008)، معجم اللغة العربية المعاصرة (الطبعة الأولى)، الرياض، عالم الكتب، صفحة 454، جزء 1. بتصرّف.
  8. عبد المجيد محمود (1979)، الاتجاهات الفقهية عند أصحاب الحديث في القرن الثالث الهجري، مصر، مكتبة الخانجي، صفحة 641-642. بتصرّف.
  9. عبد المجيد محمود (1979)، الاتجاهات الفقهية عند أصحاب الحديث في القرن الثالث الهجري، مصر، مكتبة الخانجي، صفحة 86. بتصرّف.
  10. موفق الدين ابن قدامة (2002)، روضة الناظر وجنة المناظر (الطبعة الثانية)، بيروت، مؤسسة الريان، صفحة 16، جزء 1. بتصرّف.
4333 مشاهدة
للأعلى للسفل
×