أهمية التفسير بالمأثور

كتابة:
أهمية التفسير بالمأثور

التفسير بالمأثور

يمكن أن نعرّف التفسير بالمأثور أنه كل ما جاء في القرآن الكريم من التبيين والتفصيل لآياته، وكل ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من آثار، وكل ما ورد عن الصحابة رضوان الله عليهم- والتابعين -رحمهم الله- من توضيح وتبيين لكتاب الله تعالى، فكل ذلك هو من قبيل التفسير بالمأثور،[١] وقد ذهب بعض العلماء إلى أن التفسير بالمأثور هو ما كان أحد ثلاثة أشياء: ما روي عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من تفسيره القرآن، أو ما ورد عن الصحابي مما له حكم الرفع كالكلام في الغيبيات، أو ما كان إجماعاً عند الصحابة والتابعين، مما أخذ حكم الإجماع، وبهذا يكون تفسير الصحابة راجع إلى ما له حكم الرفع.[٢]


أهمية التفسير بالمأثور

تتجلى أهمية التفسير عموماً باعتبارات مختلفة؛ فبالنظر إلى علم التفسير ذاته فهو أشرف العلوم وأجلها؛ وذلك لتعلقه بكتاب الله تعالى، فشرف العلم من شرف المعلوم، ولا ريب أن التفسير بالمأثور هو رأس الهرم من حيث أنواع التفسير، بل هو أجلها وأشرفها، فهو أوّل العلوم الإسلامية، أما من حيث مرتكزاته، فهو مستمدّ من كتاب الله تعالى، وسنة رسوله الكريم، وأثر الصحابة، الذين عاينوا التنزيل، وأثر التابعين؛ الذين درسوا منهج النبوة من الصحابة الكرام، ومن ثم فهم تأويل كلام رب العالمين، ومعرفة معانيه، وإدراك مقاصده، وعليه فإن التعرض لمثل هذا الموضوع يعّد من قبيل الدراسات القرآنية التي تمسّ أصل الإسلام، وجوهر الرسالة النبوية، وعليه يمكننا القول بأن التفسير بالمأثور تكمن أهميته في كونه تفسيرٌ للوحي بالوحي، كما أسلفنا الكلام في تعريفه.[٣]


حكم التفسير بالمأثور

يعود حكم التفسير بالمأثور إلى مدى صحة الأثر الوارد؛ فإن كان الأثر ثابتاً وجب الأخذ به، ومن ثم العمل به، وأما إذا كان الأثر ضعيفاً، أو لا يقوى للأخذ به فتركه واجب، ولا يجوز العمل به، ولا الأخذ به، إلا إذا كان ذكره لغاية التحذير منه.[٤]


أشهر مؤلفات التفسير بالمأثور

لا يمكن حصر المصنفات للتفسير بالمأثور في هذا المقام، لكن يمكن ذكر أبرزها:[٥]

  • جامع البيان عن تأويل آي القرآن للإمام الطبري: وهو من أحد أهم الكتب التي اعتنت بهذا النوع من التفسير، بل إنه لم يؤلف مثله لا قبله ولا بعده، والجميع عيال عليه، وقد اعتمد الإمام الطبري في تفسيره على عدة أمور، أشهرها: اعتماده بالرواية عن النبي والصحابة والتابعين، بالإضافة إلى ذكر الإسناد، وتوجيه الأقوال وترجيحها، وكذلك ذكر وجوه الإعراب، واستنباط الأحكام الشرعية.
  • تفسير القرآن العظيم للإمام ابن كثير: وهو في المرتبة الثانية بعد تفسير ابن جرير الطبري، ويعد تفسير ابن كثير من التفاسير السهلة المتداولة، حيث يورد الآية ثم يذكر تفسيرها بعبارة واضحة، ثم يسرد نظائر الآيات التي تتحدث عن الموضوع الواحد، ومع هذا فهو يضيف الأحاديث والآثار المتعلقة بالباب الواحد، وقد يشير إلى بعض الإسرائليات إجمالاً، وأحيانا تفصيلاً.
  • الدر المنثور في التفسير بالمأثور للإمام السيوطي: وهو كتاب اختصره السيوطي من كتاب (ترجمان القرآن)، حيث اقتصر فيه على متون الأثر دون ذكر الإسناد، ومن ثم العزو والتخريج إلى مظانها.
  • أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن للإمام محمد الأمين الشنقيطي: وقد وصل هذا الإمام في تفسيره إلى سورة المجادلة، ثم أكمل تفسيره تلميذه عطية سالم، وطبع في عشرة مجلدات، وقد امتاز هذا المؤلف بميزتين: التزامه في التفسير بالقراءات السبعية، فلم يعتمد على قراءة شاذة، والتحقيق لكثير من المسائل اللغوية والأصولية، والأحكام الفقهية، والكلام على الأسانيد الحديثية.


المراجع

  1. محمد حسين الذهبي، التفسير والمفسرون، صفحة 112. بتصرّف.
  2. مساعد الطيار، فصول في أصول التفسير، صفحة 74. بتصرّف.
  3. حكمت بشير الياسين، الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور، صفحة 5. بتصرّف.
  4. فهد الرومي، دراسات في علوم القرآن، صفحة 154. بتصرّف.
  5. فهد الرومي، دراسات في علوم القرآن، صفحة 155-159. بتصرّف.
4968 مشاهدة
للأعلى للسفل
×