أهمية الرحمة في الإسلام

كتابة:
أهمية الرحمة في الإسلام

مفهوم الرحمة

تتّضح معالم الرحمة في الإسلام من خلال الفهم السليم لتعريف الرحمة لغةً واصطلاحًا، فالرّحمة في اللغة هي ما دلّ أصله على الرأفة والرّقّة والعطف، ويُقال عن تراحم القوم أن يرحموا بعضهم البعض، وأمّا في الاصطلاح فقد جاء في مفهوم الرّحمة أنّها ما يلزم تقديمه من مشاعر العطف وإبداء الرّقّة والرأفة إلى المرء الذي يستحقّ الرّحمة، وتُشير في بعض مواضعها إلى الرّقة والإحسان المطلقان، وقد قيل في الرّحمة أنّها سوق الخير لمن يستحقّ، وفي هذا المقال سيتمّ التركيز على أهمية الرحمة في الإسلام وطرح بعض الصور والمظاهر الإسلامية عن الرحمة.[١]

أهمية الرحمة في الإسلام

تكمن أهميّة الرّحمة في الإسلام بكونها صفةٌ من صفات المولى -عزّ وجلّ- وهي خُلقٌ عظيمٌ من مكارم الأخلاق التي دعا إليها الإسلام، فالتّحلّي بهذه السجيّة الحسنة يدفع إلى مكنونات وفوائد عظيمة ينتفع بها المرء في دنياه وآخرته، وفيما يأتي بعض النقاط التي تُبيّن أهمية الرحمة في الإسلام وفوائدها:[٢]

  • أن يكون المرء رحيمًا يسمو بنفسه إلى رحمة الله، فالرّاحمون يرحمهم الله.
  • أن يكون المرء رحيمًا يعني أنّه قد نال محبّة الخالق ومحبّة الخلق من بعده، فمن يُحبّه الله -عزّ وجلّ- يغرسُ حبّه في قلوب عباده المؤمنين.
  • كونها من أخلاق الأنبياء ومن خلق الرسول محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّم، حيث قال تعالى في سورة الأنبياء: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ}.[٣]
  • كونها من الركائز الرئيسة التي يقوم عليها المجتمع الإسلاميّ، وذلك لما رُوي عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في الحسن من الحديث قوله: "ليسَ منَّا منْ لمْ يرحمْ صغيرَنَا، و لمْ يعرفْ حقَّ كبيرِنا، و ليسَ منَّا منْ غشَّنَا، و لا يكونُ المؤمنُ مؤمنًا حتى يحبَّ للمؤمنينَ ما يحبُّ لنفسِهِ".[٤]
  • كونها سببًا من الأسباب التي تُورث المغفرة من الله تعالى، وكونها سببًا من الأسباب التي تدفع البشر إلى البحث عن الضعفاء من الخلق والإحسان إليهم.

رحمة الله سبحانه بعباده

إنّ بيان أهميّة الرّحمة في الإسلام يُلزم الخوض في بعض الصور التي تُشير إلى رحمة الله -عزّ وجلّ- بعباده، فالرّحمة من الصّفات العظيمة التي اتّصف بها الله سبحانه، فهو الرّحمن الرحيم، وقد أشارت الآيات القرآنيّة بكثرة إلى رحمة الله، حيث قال تعالى في سورة النور: {وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَمَسَّكُمْ فِي مَا أَفَضْتُمْ فِيهِ عَذَابٌ عَظِيمٌ}،[٥] وقال في سورة الأنعام: {كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَىٰ نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ ۖ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}،[٦] وفي الكثير من مواطن القرآن الكريم، وقد جاء في الحديث المتّفق عليه عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قال: "قدِم على رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- بسبْيٍ، فإذا امرأةٌ من السَّبيِ تسعَى، إذ وجدت صبيًّا في السَّبيِ فأخذته وألصقته ببطنِها وأرضعته، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أترون هذه طارحةً ولدَها في النَّارِ؟ قلنا: لا واللهِ، وهي تقدرُ أن لا تطرحَه، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: اللهُ أرحمُ بعبادِه من المرأةِ بولدِها".[٧][٨]

المراجع

  1. "معنى الرَّحْمَة لغةً واصطلاحًا"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-01-2020. بتصرّف.
  2. "فوائد الرَّحْمَة"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-01-2020. بتصرّف.
  3. سورة الأنبياء، آية: 107.
  4. رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن ضميرة بن أبي ضميرة، الصفحة أو الرقم: 7676، حديث حسن.
  5. سورة النور، آية: 14.
  6. سورة الأنعام، آية: 54.
  7. رواه أبو نعيم، في حلية الأولياء، عن عمر بن الخطاب، الصفحة أو الرقم: 3/264، متفق عليه.
  8. "الرحمة والتراحم بين الخلق"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 05-01-2020. بتصرّف.
4454 مشاهدة
للأعلى للسفل
×