أهمية القيم

كتابة:
أهمية القيم

أهمية القيم

إنّ ما يُمَيّز شخصاً عن آخر المَبادئ والقيم التي يتبناها؛ وتظهر أهمية القيم الأخلاقية من خلال ما يأتي:[١]

مؤشّر على النضج وفهمِ الحياة

هناكَ دراساتٌ كثيرة تُشيرُ إلى أنّ البلاد التي تسودُ فيها القيم تَكونَ أكثرَ نُضجاً، وفِهماً للحياة بالإضافةِ إلى أنّها مجتمعات مبدِعَة فِي حياتها أوصلتها إلى نجاحٍ عَظيم؛ فالقيم هِيَ التي تَبني الأمّة أو تهدِمها، كما أن التفكير القيمي الأخلاقي هو الذي يدفع الإنسان للبحث الدائم عن الأعمال الأخلاقية المثالية، وهو الذي يدفع الإنسان إلى السمو، والرفعة باستمرار وإلى الأفضل.

توجيه الذات الإنسانية وتنميتها

إن طريق الخير هو الطريق المستقيم؛ وأن الأخلاق والقيم الإسلامية هو التي تهدي إلى هذا الطريق؛ قال -تعالى-: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)،[٢] كما يرى علماء التربية أن الغرض من القيم تكوين شخصيات متماسكة، وأن الأخلاق الإسلامية بصفة خاصة تجعل المرء يتغلب على نوازع نفسه.

أما الشخص غير الأخلاقي فتتنازع نفسه، وتتشتت بين الاتجاهات المختلفة؛ قال -تعالى-: (أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)،[٣] وقال أيضاً -سبحانه-: (رَبَ اللَّهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ).[٤]

اكتساب تنمية القيمة الإنسانية

تزداد قيم الإنسان بقدر عمله بالمبادئ الأخلاقية؛ لأن الأخلاق من أهم مميزات السلوك الإنساني، ومن أهم مميزات الإنسان عن سائر المخلوقات، والإنسان يقاس بالإنسانية ولا تقاس الإنسانية بالإنسان، قال -تعالى-: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً).[٥]

القيمة المادية

إن القيم والأخلاق تدعو الإنسان إلى المثابرة والاجتهاد، كما تدعوه إلى تجنب الإسراف والتبذير، والحرص على الجد والإتقان بالعمل؛ ومنها هنا تظهر أهمية القيمة الأخلاقية الاقتصادية؛ من ناحية الإنتاج، ومن ناحية الإنفاق.

القيمة الصحية

أما بالنسبة لأهمية القيم الصحية؛ فإذا علمنا أنها تمنع وتحظر كل ما يضر جسد الإنسان؛ من طعام وشراب، وفواحش، وتطرف؛ بهذا كله نعي عظمة الأخلاق الإسلامية؛ كما تجدر الإشارة إلى حثها على العادات الصحية المفيدة؛ كالحفاظ على النظافة، وتناول بعض الأصناف المحددة، ونحو ذلك.

القيمة المعنوية

ونقصد بها انعكاس تطبيق القيم على سرور الإنسان، وشعوره بالطمأنينة والراحة، والإحساس بالسعادة الروحية؛ "فعندما يعمل الإنسان بمقتضى عقيدته؛ فيؤدي الواجبات كما ينبغي أداؤه، ويتجنب المحرمات، ويوجه طاقاته نحو الأهداف السامية، ويحققها خطوة خطوة وجزءاً جزاء؛ يشعر عندئذ بأنه إنسان خير قوي الإرادة، سائر في طريق خير نحو غاية خيرة".

مفهوم القيم

تعددت تعريفات أهل العلم للقيم، يمكن تلخيص بعضها بما يأتي:[٦]

  • "حكم يصدره الإنسان على شيء ما، مهتدياً بمجموعة المبادئ والمعايير التي ارتضاها الشرع، محدداً المرغوب فيه والمرغوب عنه من السلوك".
  • "صفات ذاتية في طبيعة الأقوال، والأفعال، والأشياء، مستحسنة بالفطرة، والعقل، والشرع".
  • أنها مجموعة من الصفات والمعاني، التي تميل إليها النفوس بفطرتها، وهي صفات ذاتية في الأشياء، ثابتة لا تتغير بتغير الظروف والأحوال، وقد تكون فكرية أو سلوكية.

أنواع القيم

تتعدد أنواع القيم؛ بحسب تأثير كل منها في حياة الإنسان، والتي يمكن بيانها على النحو الآتي:[٧]

  • القِيَم الاقتصاديّة

وهذِهِ القِيَم حين يَميلُ إليها الشخص يكون نافِعاً في المجتمع، ويجعَلُ مِنَ العالم المُحيط بِهِ وسيلَةً للحُصولِ على الثروةِ، وزيادَةِ الأموالِ واستثمارِها.

  • القيم الاجتماعيّة

ويتميّز أيضاً من تسودُ عنده هذِهِ القِيَم؛ بأنّ يكون محبّاً للناسِ والمُجتَمَع الذي يعيشُ فيه، ويميلُ إلى مساعدَتِهم، ويتميّز من يتمسّك بهذه القيم بالعاطِفَة، والحنان وخدمَةِ الغير.

  • القيم الجماليّة

وذلك بأن يكون الإنسان محباً للشكل، والتوافق والتنسيق، والاهتمام.

  • القيم الشخصيّة

وتجعل هذه القيم الإنسان أقربُ إلى الصبر، والثقة الزائدة بالنفس، والشجاعة، والكثير مِن الصّفاتِ الشخصيّة الأخرى.

  • القيم المعرفيّة (العقليّة)

حيث تجعل الإنسان يتصف بالإبداعِ، والرغبةِ بالمعرفة، والتميّزِ عن الآخرين، والروح العظيمة، والرغبةِ في تحقيقِ نجاحاتٍ كبيرة في حياته.

طرق اكتساب القيم

إن من أهم فوائد معرفة الإنسان طرق اكتساب القيم والأخلاق؛ استثمارها، ومحاولة تطبيق ما يمكنه منه، ليتحلى بذلك بالأخلاق الحميدة. ولعل من أهم طرق اكتساب الأخلاق والقيم ما يأتي:[٨]

  • معرفة الأحكام الشرعية

وذلك في جميع جوانب حياته؛ في المعاملات، والعبادات، وتحري الحلال منها، وتجنب المحرمات.

  • التدرب النفسي والممارسة.
  • القدوة الحسنة.
  • المجتمع المسلم.
  • تطبيقات الدولة المسلمة للأحكام.

المراجع

  1. [مقداد يالجن]، علم الأخلاق الإسلامية، صفحة 347-354. بتصرّف.
  2. سورة الأنعام، آية:153
  3. سورة الملك، آية:22
  4. سورة الزمر، آية:29
  5. سورة الإسراء، آية:70
  6. [مجموعة من المؤلفين]، مجلة البحوث الإسلامية، صفحة 270-271. بتصرّف.
  7. [محمد محروس الشناوي]، العملية الإرشادية، صفحة 258. بتصرّف.
  8. [عبد الله الرحيلي]، الأخلاق الفاضلة قواعد ومنطلقات لاكتسابها، صفحة 26. بتصرّف.
3957 مشاهدة
للأعلى للسفل
×