أهمية تعليم المرأة ودورها في المجتمع

كتابة:
أهمية تعليم المرأة ودورها في المجتمع

ما أهمية تعليم المرأة؟

يٌشكل التعليم جانبًا أساسيًا من جوانب تمكين المرأة والنهوض بها في شتّى المجالات، إذ جاء في الوثيقة العالمية لحقوق الإنسان أنّ تعليمها يعتبر حقًا مشروعًا وأحد أهمّ السُّبل الحتميّة الكفيلة بمنحها قدرة أكبر على العيش الكريم، ويعتبر أحد الحقوق الأساسيّة التي نصّت عليها كافّة الاتفاقيّات الدوليّة[١].


نفسية المرأة

يلعب التعليم دورًا أساسيًّا في تحسين الجانب النفسيّ للمرأة؛ وذلك من خلال تعزيز ثقتها بنفسها، وتمكينها من اتّخاذ القرارات الصحيحة، والتّخفيف من التبعيّة للغير، إذ يزيد من قدرتها على الدّفاع عن نفسها ضدّ أيّتمييز أو اعتداء أو عنف، وخاصّة في حال كانت تعيش ضمن نطاق مجتمعات ذكوريّة، يُهيمن عليها التسلُّط ضدّ النّساء، كما يُحرّرها من الفكرة النمطيّة السائدة التي تنصّ على أنّ دور المرأة يقتصر على القيام بالأعمال المنزلية، وتربية الأطفال[٢].


شخصية المرأة

يعزّز التعليم من القدرات النفسيّة وكذلك المهارات الشخصيّة على حدٍّ سواء، وذلك من خلال تعزيز المهارات الجسديّة والعقليّة والفكريّة، وزيادة القدرة على التفكير السليم، والاتّصال والتّواصل، والنّقد البناء، والفهم والاستيعاب، والتفكير خارج الصندوق، وكذلك القدرات البدنيّة من حيث الفهم السليم للجسم والصحة من كافّة النّواحي، كما أنّه يجعل المرأة أكثر قوة على تحمُّل الصّعاب، وعلى التعامل مع المواقف الحياتيّة المختلفة[٢].


أسرة المرأة

ينعكس تعليم المرأة إيجابًا على تعاملها مع أفراد أسرتها، بما في ذلك زوجها وأطفالها، وذلك من خلال ما يلي[٢]:


  • منع الزواج المبكر باختيار التوقيت المُناسب: إذ تمتلك النساء المتعلّمات وعيًا أكبر حول خطورة الزواج والإنجاب في سنّ مبكّر؛ إذ جاء في دراسة لليونيسكو 2013 إنّ الفتيات ذوات المستويات التعليمية الأعلى أقل عرضة لإنجاب الأطفال في سن مبكرة[٣]
  • تنظيم الأسرة ومنح كلّ طفل حقّه الماديّ والمعنويّ في التربية والتنشئة؛ حيث جاء في دراسة لـ (IZA World of Labour، 2016) أنّ الأم المتعلمة توفر رعاية أفضل لأطفالها في المنزل، ممّا يزيد من قيمة رأس المال البشري للطفل، ويقلل من الحاجة إلى المزيد من الأطفال [٤].
  • امتلاك الوعي الصّحي سواء في رعاية نفسها وأسرتها، وبالتّالي هي أقل عرضة للوفاة خلال الحمل والولادة؛ حيث ورد في: (Scientific American، 2011) أنّ الأمّ المُتعلّمة تمتاز بفرصة أعلى بنسبة تصل إلى50٪ في بقاء طفلها على قيد الحياة، وخاصة بعد سن الخامسة (اليونسكو،2011)[٥].
  • الاستثمار في الجيل القادم كونها تمتلك القدرة على بناء جيل واعي ومثقف، من خلال التّعامل مع أطفالها بأسلوب علميّ سليم، بعيدًا عن العنف والجهل، كما يتمتع هؤلاء الأطفال بصحة بدنية وعقليّة أفضل، وتقلّ لديهم احتمالية الإصابة بسوء التغذية ويحد بالتالي من الأمراض المرافقة لذلك.
  • إلى جانب أنّها أكثر قدرة على فهم واحتواء الشريك واستيعابه، مقارنةً مع النساء الأقلّ حظًّا في التعليم، الأمر الذي يحد من المشكلات الزوجية، ويقلّل من حالات الانفصال والطلاق، مما يضمن مستقبل جيد للوالدين والأطفال على حدٍ سواء.


دخل المرأة

يمنح التعليم المرأة حقوقًا مُتساوية مع الرجل في الحصول على عمل أو وظيفة مستقبليّة تُمكّنها من العيش الكريم، وتأمين الاحتياجات الأساسية لنفسها، ولعائلتها في بعض الأوقات، من حيث المأكل والمسكن والمشرب، وكذلك الملبس، وبالتّالي يحدّ من احتمالية تعرّضها للفقر والجوع، كما يضمن لها دخلًا أو أجرًا يوميًّا، أو شهريًّا ثابتًا مقابل هذا العمل، ويعزّز من مشاركتها في النشاط الاقتصاديّ ضمن النطاق الذي تعيش فيه، إذ أظهرت (دراسة للبنك الدولي عام 2011 أنّ حوالي سنة واحدة من التعليم الابتدائيّ للفتيات يزيد في المستقبل من أجرهنّ أو دخلهنّ في الحياة بنسبة تصلّ إلى 20 بالمئة.[٦]


علاقات المرأة الاجتماعية

يفتح التعليم الآفاق أمام المرأة لبناء شبكة واسعة من العلاقات الاجتماعيّة سواء في مُحيط العمل أم غيره، وذلك من خلال الاحتكاك اليوميّ والمُباشر مع الفئات المختلفة في المجتمع، ممّا يزيد لديها من مهارات الاتّصال والتّواصل والتّفاعل مع المُحيط الذي تعيش فيه، ويُعزّز من إمكانيّة تكوين الصداقات، والتعرّف على الثقافات الأخرى وتقبُّل الآخرين[٦].


ما دور المرأة المتعلمة في المجتمع؟

لا شكّ أنّ المرأة المُتعلّمة لها دور كبير ينعكس على شخصيّتها وطريقة تفكيرها الذي يتّصف بالمنطق؛ بناءً على ذلك نرِد أثر تعليمها على المجتمع وأهميّته البالغة في جميع المجالات.


التعامل مع المشكلات

يمنح التعليم المرأة المتعلّمة وعيًا وفهمًا أكبر للعديد من الأمور الحياتيّة، الأمر الذي ينعكس بشكل إيجابيّ على آليّة تعاملها مع المشكلات المختلفة، من حيث القدرة على تحديد المشكلة، والبحث عن الحلول المناسبة لها بشكل منطقيّ وموضوعيّ، كما أنّها قادرة على اتّخاذ القرارات المختلفة بمعزل عن تحكُّم وسيطرة الآخرين[٦].


القضاء على الجهل

ينتج عن التحاق الفتيات بالتعليم سواء أكان المدرسيّ أم الجامعيّ، العديد من المُخرجات التي تَحول دون انتشار الجهل بين الأجيال؛ وذلك من خلال اكتساب المعرفة، وامتلاك المهارات المختلفة في الكتابة أو القراءة، أو في العمليات الحسابيّة الأساسيّة وغيرها، امتدادًا للاستعداد للانخراط في سوق العمل لاحقًا، إلى جانب اكتساب العديد من المهارات الحياتية، سواء كانت الاجتماعية أم العاطفيّة والسلوكيّة وغيرها[٧].


إنشاء أجيال واعية

تستطيع المرأة المُتعلّمة إنشاء أجيال أقلّ أُميّة، من خلال إعطاء كلّ طفل حقّه في التعليم الأساسيّ والثانويّ والجامعيّ، كونها تمتلك الوعي حول أهميّة التعليم في حياة المرء، وبالتّالي تُعتبر الأم المتعلّمة أكثر قدرة على خلق جيل مثقّف وسويّ، مقارنةً بغيرها من النساء الأقلّ حظًا من حيث التعليم[٦].


رفد سوق العمل

تُسهم المشاركة الفعّالة للمرأة في رفد سوق العمل، كونها قادرة على طرح الأفكار الخلّاقة في العمل ورفع الإنتاجيّة، إذ ينتج عن تنوّع النوع الاجتماعي أو الأجناس رفد سوق العمل بالعديد من التجارب التي تُضفي تطوّرًا على العمل [٨]، والمشاركة في صنع القرارات، والقدرة على حلّ المشكلات، والمرونة في العمل، والعمل تحت الضغط، والعمل ضمن فريق، وغيرها، ومن الأمثلة على تعدّد مجالات العمل:[٩]


  • التعليم والتدريب.
  • الصحافة والإعلام.
  • الطب والتمريض والصيدلة.
  • التنمية الاجتماعية والبشرية.
  • القضاء.
  • مجالات التّجارة


التوعية الصحية

تمتلك المرأة المتعلّمة معرفة أكبر في الجوانب الصّحية، سواء الصّحة النفسية أم العقليّة أم البدنية والجسدية، وينعكس ذلك إيجابًا على صحّة أسرتها وأطفالها، من خلال رعايتهم وإمدادهم بالتغذية اللّازمة والضروريّة لنموّهم، ممّا يقي من إصابتهم بسوء التغذية، وما يُرافقه من الأمراض المختلفة، سواء نقص المناعة أم غيرها، كما أنّه كلما زاد المستوى التعليمي للمرأة يمنع ذلك تعرّضها للأمراض المنقولة جنسيًّا، مثل: مرض نقص المناعة المكتسبة، أو الأيدز[٦]


مستقبل أفضل

إنّ حصول الإنسان بشكل عام سواء ذكر أم أنثى على التعليم الكافي من شأنه أن يضمن له مستقبلًا مُشرقًا، من خلال فتح الآفاق أمامه للعديد من الفرص على الصعيد المهنيّ والاجتماعيّ والاقتصاديّ، إذ يُمكّنه من الحصول على وظيفة براتب جيد مضمون شهريًا، مما يضمن توفير الاحتياجات الأساسية والثانوية، وبالتالي يزيد من القدرة على التغيير نحو الأفضل[١٠]


تعليم المرأة بين الماضي والحاضر

طرأ تطوّر على التعليم في الفترة الممتدّة ما بين 1970 و 1992، إذ زاد التحاق الفتيات في التعليم، وخاصّة في المرحلة الابتدائيّة والثانويّة، وانتقلت نسبة التعليم في بلدان العالم الثالث من 38% إلى 68%، وكانت المعدّلات مرتفعة في كلٍّ من: شرق آسيا، وأمريكا اللّاتينية وغيرها، وتمثلت الفروقات فيما يلي [٧]:


  • كانت النظرة النمطيّة تنصّ على بقاء المرأة في المنزل، واقتصار دورها على الإنجاب والتربية والأعمال المنزلية بشكل حصريّ، ومع مرور الوقت طرأ تحوّل جذريّ؛ ممّا زاد من وعي الأهل حول أهمية تعليم الفتيات كحقّ إنسانيّ مشروع لا يقتصر على الذكر.
  • حاليًا هناك العديد من الطّرق التي اتّبعتها عشرات البلدان للنّهوض بجانب تعليم المرأة، ومن الأمثلة على ذلك: نشر الوعي حول أهميّة هذا الجانب، وإنشاء مؤسسات تمكين المرأة، وسنّ القوانين التي تمنع الزواج في سن مبكّر.
  • من السبل الحديثة الأخرى التي تمّ اعتمادها للنّهوض في تعليم النساء في وقتنا الحاضر: تطوير التعليم، ومشاركة الأهل في تطوير المناهج، وخفض تكلفة التعليم لتمكين العائلات من إلحاق الفتيات في المؤسّسات الأكاديميّة، وتوفير المنح والرواتب التي تعوّض العائلات عن فقدات عمل الفتيات في المنزل.


إنّ التعليم حق لكلّ إنسان بغضّ النّظر عن أيّ اعتبارات؛ حيث يُعادل ما يُطلق عليه من قبل العلماء والمُتخصّصين في علم الاجتماع تسمية التنشئة الاجتماعية أو عملية الانثقاف، وذلك من منطلق أنّ الأطفال يُولدون - سواء تمّ حملهم في عصور النهضة، أو بين أفراد قبائل غينيا الجديد، أو حتى في الطبقات الوسطى- بدون ثقافة أو معرفة، ومن هنا جاء دور التعليم لإرشادهم في صياغة سلوكياتهم وتوجيههم نحو دورهم الرئيس في المجتمعات[١١].

المراجع

  1. "Girls' education: A lifeline to development", unicef, Retrieved 2020-11-05. Edited.
  2. ^ أ ب ت "The Top 10 Reasons to Support Girls Education", centralasiainstitute, 2020-07-07, Retrieved 2020-11-05. Edited.
  3. "Girls education the facts", unesco, 2013-09-30, Retrieved 2020-11-13. Edited.
  4. "Female education and its impact on fertility", wol.iza, Retrieved 2020-11-13. Edited.
  5. "Female Education Reduces Infant and Childhood Deaths", scientificamerican, Retrieved 2020-11-13. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج "TOP 10 REASONS WHY FEMALE EDUCATION IS IMPORTANT", borgenproject, Retrieved 2020-11-05. Edited.
  7. ^ أ ب "GIRLS' EDUCATION", worldbank, 2020-09-29, Retrieved 2020-11-06. Edited.
  8. "Women in business: advantages, challenges, and opportunities", hult, Retrieved 2020-11-08. Edited.
  9. "Top 12 Advantages Women bring to the Workplace", .content.wisestep, Retrieved 2020-11-08. Edited.
  10. "How to Know the Importance of Education", wikihow, Retrieved 2020-11-06. Edited.
  11. "Education", britannica, Retrieved 2020-11-06. Edited.
30643 مشاهدة
للأعلى للسفل
×