أهمية دراسة الفكر التربوي

كتابة:
أهمية دراسة الفكر التربوي

الفكر التربوي

الفكر التربوي، هو دراسة لآراء المربين والمفكرين في المتروك من مؤلفاتهم فيما يتعلق بالعلوم وفلسفتها وأهدافها وطرق تحقيق تلك الأهداف، والفكر المنفرد هو (الفعل الإنساني) الذي يقوم على التأمل والإدراك ومن ثم الإستنتاج، والمقدرة على الإختيار في المشاكل والمسائل من مجرد التأمل أو بعد الملاحظة والقياس.


ويشمل الفكر التربوي معلومات عن (طبيعة الكون)، باعتباره الدائرة الأوسع لحياة البشر، بالإضافة لبحثه في الأحداث الماضية التربويّة المرتبطة بالإنسان بشكلٍ مباشر، والبحث عن وقائع تربويّة أساسها الإنسان والزمان من ناحية التوقيت والتعيين، هذا بالإضافة إلى التعبير عن مقدار الوعي القائم بهذه القضايا عبر العصور، وتشكيل مسيرة إنسانيّة على اعتبار أنها سجل ومرجع يقدم مختلف الأحداث التربويّة، فإنّ تطوّر الفكر التربوي ينتج عن تتبع لحركة الفكر الإنساني الموجه نحو التربية على مر التاريخ الإنساني قديماً وحديثاً.


أهمية دراسة الفكر التربوي

تكمن أهمية دراسة الفكر التربوي في عدد من النقاط، هي:


الأزمة التربويّة المعاصرة

الأزمات التربويّة المعاصرة ناتجة عن قلة الفعاليّات الفكرية المحركة لها، ونتج ذلك عن تناقض الأفكار، واتسامها بأنها (أفكار سطحيّة) في كثير من المواقع، والتي لا يرى لها أبعاداً تقوم بتجسيدها في الواقع الحي المعاش، لهذا وجب إيجاد جهود فكريّة تربويّة لمواجهة وتحدي هذه الأزمات، وإن وجدت فإن الكثير منها بحاجة إلى التقويم والمراجعة وإعادة صياغتها، ووضع الضوابط اللازمة لتفعيلها، وتحديد مختلف الأدوار لتنفيذها على أرض الواقع بشكلٍ يخدم الفكر التربوي.


الإنتاج التربوي

تظهر الدراسات قلة فعالية الإنتاج الفكري في المجال التربوي، بسبب عدم تعرّض هذا الفكر لعمليّات حقيقيّة وصادقة في النقد والتحليل، لمعرفة نسبة إسهامه في رقي الواقع التعليمي ومواكبته للفكر التربوي عبر نطاق العالم، حيث تعدّ عمليات النقد وإعادة الصياغة لهذا النتاج ضرورياً لنموه وتحديد وتقويم مساراته، ليصل لمرحلة التأثير في المسار الفكري عبر العالم.


التجديد التربوي

دراسة حركة الفكر التربوي تساعد في رصد تطوراته في الرؤيّة المتبصِّرة والواقعيّة لعمليّات التحديث، حيث تعتبر عمليّات التحديث التربويّة محاولة لـ (عنصرة النظام التربوي)، وذلك عن طريق إدخال تقنيّات ووسائل تربويّة حديثة، لتطبيق فكر تربوي سليم، ويتم هذا الأمر بالسعي للوصول لغاياتٍ بعيدة، لمجاراة روح العصر في ضوءٍ من الواقع الإجتماعي، والإمكانيّات البشريّة والماديّة والفنيّة السائدة في المجتمع (القيم الأخلاقيّة).


تقويم وتعديل الفلسفات التربويّة

تطور الفكر التربوي يعطي صورة تقريبيّة عن النظريّات التي تحكم وتسيطر على المجتعات الإنسانيّة، حيث أن رصد حركة وفلسفة بناء الإنسان الذاتيّة وطرق تفاعله مع محيطه من مجتمع وطبيعة، أمر في غاية الأهميّة للوصول وتحقيق المرجو من هذه الدراسة، واستخلاص النتائج الأدق فيها.


بناء حضارة الأمة

دراسة تطور الفكر التربوي في غاية الأهميّة للبناء الحضاري للأمة والمجتمع، فالإصلاح الفكري وتصويب مسارات المعرفة وضبطها بأسس، من شأنها تحقيق الأهداف المرجوة، وهذا الأمر يتطلّب رؤية متوازنة ومتكاملة وشاملة للمحيط.


الإسهام في معرفة التراث التربوي

تسهم دراسة الفكر التربوي في معرفة ما يحويه هذا التراث من مخلّفات الإنسان وموروثاته الفكريّة، ونشاطاته المتوارثة أو المكتسبة يتوارثها الأفراد، بشكل يساعد في استلهام واكتساب خبرات يتم بها مواجهة مشاكل المجتمع في أي وقت.

3824 مشاهدة
للأعلى للسفل
×