أهم أعمال أبي بكر الصديق بعد توليه الخلافة

كتابة:
أهم أعمال أبي بكر الصديق بعد توليه الخلافة
لقد قام أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- في خلافته بعدة إنجازات منها ما يأتي:


تنفيذ جيش أسامة بن زيد

كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد اختار أسامة بن زيد -رضي الله عنه- قائدًا على جيش المسلمين لمحاربة الروم في الشام، وعندما توفي النبي -عليه الصلاة والسلام- وانتقل إلى الرفيق الأعلى، عزم أبو بكر الصدِّيق -رضي الله عنه- على أن يسير الجيش لملاقاة الروم كما أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم-.[١]

وخرج رضي الله عنه بنفسه ليودع جيش المسلمين، وكان يمشي على الأرض وبجانبه أسامة يركب الفرس، فقال له أسامة: يا خليفة رسول الله، إما أن تركب أو أن أنزل، فقال: والله لا أركبنَّ ولا تنزلنَّ ومالي لا أُغبِّر قدميَّ في سبيل الله! وأرسل -رضي الله عنه- الجيوش لفتح بلاد الشام والعراق حتى يدخل الناس في دين الله أفواجًا.[١]

حروب الردة

واجه أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- في بداية خلافته العرب المرتدين الذين قاموا على الدِّين الإسلامي، فقد جاءت لأبي بكر الصديق أخبار ادعاء طليحة بن خويلد النبوة وارتداد بعض القبائل عن الإسلام منها بني فزارة وغطفان وبني حنيفة الذين خرج منهم من يدَّعي النبوة أيضا.[٢]

وعزم حينها على التصدي لهذه الحركات الارتدادية بالقوة والحزم، وبخاصة بعدما ورده أنباء عن تجهز القبائل لشن هجوم واسع على المدينة، وتدمير قاعدة الدِّين الإسلامي.[٢]

وعندما جهز أبو بكر الصديق الجيوش لمحاربة المرتدين، بعث بجيش بقيادة خالد بن الوليد -رضي الله عنه- إلى اليمامة لمحاربة مسيلمة الكذاب واتباعه من بني حنيفة والذين كان عددهم آنذاك قد تجاوز الأربعين ألفًا، فدارت معركة كبيرة سميت بـ"الحديقة" وذلك نسبة للحصن الذي تحصَّن فيه مسليمة وبني حنيفة.

وانتهت المعركة بانتصار جيش خالد بن الوليد، وهزيمة قوم مسليمة ومقتله، وعودة من سلم منهم إلى الإسلام، واستشهد في هذه المعركة عدد كبير من الصحابة رضوان الله عليهم نحو خمسمائة وقيل ستمائة وستون وقيل سبعمائة صحابي وكان من بينهم سبعون قارئاً، منهم سالم مولى أبي حذيفة وهو أحد الذين وصى النبي -صلى الله عليه وسلم- بالأخذ منه.[٣]

جمع القرآن الكريم في مصحف واحد

يعد جمع المصحف من أهم إنجازات أبي بكر الصِّديق -رضي الله عنه- فبعد حرب المرتدِّين اشتد قلقُ سيدنا عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- وخاف على ذهاب شيء من القرآن بموت بعض القراء والحفظة من الصحابة، وذهب إلى أبي بكر الصديق وأشار عليه بجمع القرآن الكريم وكتابته في مصحف واحد بدلاً من أن يكون متفرقاً في صحف كثيرة.[٣]

وقد روى البخاري عن زيد بن ثابت -رضي الله عنه- أنه قال: (أَرْسَلَ إلَيَّ أبو بَكْرٍ مَقْتَلَ أهْلِ اليَمَامَةِ وعِنْدَهُ عُمَرُ، فَقالَ أبو بَكْرٍ: إنَّ عُمَرَ أتَانِي، فَقالَ: إنَّ القَتْلَ قَدِ اسْتَحَرَّ يَومَ اليَمَامَةِ بالنَّاسِ، وإنِّي أخْشَى أنْ يَسْتَحِرَّ القَتْلُ بالقُرَّاءِ في المَوَاطِنِ، فَيَذْهَبَ كَثِيرٌ مِنَ القُرْآنِ إلَّا أنْ تَجْمَعُوهُ، وإنِّي لَأَرَى أنْ تَجْمَعَ القُرْآنَ، قالَ أبو بَكْرٍ: قُلتُ لِعُمَرَ: كيفَ أفْعَلُ شَيئًا لَمْ يَفْعَلْهُ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؟ فَقالَ عُمَرُ: هو واللَّهِ خَيْرٌ، فَلَمْ يَزَلْ عُمَرُ يُرَاجِعُنِي فيه حتَّى شَرَحَ اللَّهُ لِذلكَ صَدْرِي، ورَأَيْتُ الذي رَأَى عُمَرُ، قالَ زَيْدُ بنُ ثَابِتٍ: وعُمَرُ عِنْدَهُ جَالِسٌ لا يَتَكَلَّمُ، فَقالَ أبو بَكْرٍ: إنَّكَ رَجُلٌ شَابٌّ عَاقِلٌ، ولَا نَتَّهِمُكَ، كُنْتَ تَكْتُبُ الوَحْيَ لِرَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فَتَتَبَّعِ القُرْآنَ فَاجْمَعْهُ. فَوَاللَّهِ لو كَلَّفَنِي نَقْلَ جَبَلٍ مِنَ الجِبَالِ ما كانَ أثْقَلَ عَلَيَّ ممَّا أمَرَنِي به مِن جَمْعِ القُرْآنِ).[٤][٣]

المراجع

  1. ^ أ ب مجموعة مؤلفين (3/12/2021)، " أعمال الخليفة الراشد أبي بكر الصديق رضي الله عنه "، سنة الحبيب سيدنا محمد صلي الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، اطّلع عليه بتاريخ 1/2/2022. بتصرّف.
  2. ^ أ ب محمد سهيل طقوش، تاريخ الخلفاء الراشدين الفتوحات والانجازات السياسية، صفحة 61. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت علي بن سليمان العبيد، جمع القرآن الكريم حفظا وكتابتا، صفحة 30. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن زيد بن ثابت، الصفحة أو الرقم:4679، صحيح.
5095 مشاهدة
للأعلى للسفل
×