أهم مراحل تطور علاج مرض السكري

كتابة:
أهم مراحل تطور علاج مرض السكري

اليك أهم مراحل تطور علاج مرض السكري، وفوائده التي تعود على مريض السكري:

هل من الضروري أن نعالج مرض السكري؟ قد يبدو هذا السؤال ساذجاً للوهلة الأولى، ولكن الرد يأتي سريعاً: ما هو البرهان على أهمية العلاج، وأي علاج هو المهم؟

إليكم هذه القصة الحقيقية:

أذكر أن مريضاً بالسكري جاءني لمتابعة حالته، وبعد تحليل نسبة الجلوكوز في الدم وجدت انها مرتفعة جدا حوالي ٤٠٠ ملغ٪‏. وكان ذلك مفاجئاً جدا؛ فكان السؤال البديهي إذا كان الدواء قد نقص عنده او أنه لم يجدد الوصفة الطبية أو ربما يكون قد انقطع عن العلاج مدة طويلة.

وكان الرد مفاجئا أيضا، فقد قال انه تعمد ان لا يتناول العلاج ! وأكمل يقول متسائلاً: طالما أنه لا يوجد علاج شافٍ لمرض السكري  فلماذا التعب والمصاريف؟!

جواب المريض ليس ساذجاً، بل يحتاج إلى رد علمي وعملي  ومفصل، ولهذا فقد اجتهد العلماء والباحثون منذ عدة سنين، وأجروا عدة دراسات لكي يبرهنوا أن العلاج وبالذات العلاج المكثف الذي يحافظ على نسبة جلوكوز الدم طبيعيا طيلة اليوم، هو الكفيل بحماية المريض من المضاعفات الخطيرة.

أهم الدراسات في عالم السكري

إن أهم دراستين في تاريخ السكري واللتين غيرتا كثيراً من المفاهيم بالنسبة لأهمية وكيفية علاج السكري، وتعتبران ركناً مهما  في هذا المجال هما:

اولاً: دراسة المملكة المتحدة ومستقبل علاج السكري (UKPDS)

بدأت هذه الدراسة عام ١٩٧٧ واستمرت عشر سنوات، وشملت ٥١٠٢ مريضا، من ٢٢ مركزاً طبياً متخصصاً، وكانت النتائج أن العلاج المكثف من شأنه أن يؤخر ويقلل من معظم المضاعفات الخطيرة لهذا المرض، لدرجة تخفض نسبة الوفيات بمقدار ٢٥٪‏.                                                               

ثانياً: دراسة ضبط علاج السكري و مضاعفاته ( DCCT)

وهي دراسة أمريكية كندية، أجريت في ٢٦ مركزاً  طبياً متخصصاً، وأثبتت بصورة قاطعة أن العلاج المكثف للسكري أفضل بكثير من العلاجات التي لا تنظر بعين الاعتبار إلى أن ضبط نسبة جلوكوز الدم ضمن المعدلات السوية الطبيعية يجب أن يتم طوال اليوم.

بدأت هذه الدراسة عام ١٩٨٣ واستمرت حتى عام ١٩٩٣، وشملت ١٤٤١ مريضا، وقد ركزت هذه الدراسة على تطور مضاعفات السكري، وخاصة المضاعفات التي تصيب الجهاز العصبي  والتي تصيب الشعيرات الدموية الدقيقة، وهذا يعني أن التركيز كان على الأعصاب الطرفية التي تسبب الآلام المبرحة في القدمين والتي قد تؤدي إلى بتر القدم أو جزء منها، وأعصاب العين والشعيرات الدموية للعين التي تؤدي إلى العمى، وللكليتين التي تؤدي إلى الفشل الكلوي، وهذه هي أهم النتائج:

  • ان الضبط الحازم لنسبة جلوكوز الدم يمنع ويؤخر مضاعفات شبكية العين بنسبة ٧٩٪‏، وهذه نسبة عظيمة، اما اذا كانت شبكية العين متأثرة  قليلاً  فان العلاج المكثف سوف يؤخر تطور المضاعفات بنسبة  ٥٤٪‏.

  • أما المضاعفات التي تصيب الكليتين فإنها تقل بنسبة ٥٤٪‏ ايضاً.   

هذه النتائج المثيرة أثبتت أن العلاج المكثف بالأنسولين أو الأقراص والحرص على أن نحافظ على تحليل الهيموجلوبين الجلوكوزي (HbA1c) يقلل ويبطئ مضاعفات  السكري بشكل أكيد.

ولعل هذه الدراسات وهذه النتائج المبهرة تجيب بشكل واضح على أهمية العلاج الدقيق والمكثف لمرض السكري.            

4589 مشاهدة
للأعلى للسفل
×