أول من أسلم من النساء

كتابة:
أول من أسلم من النساء

خديجة بنت خويلد أول من أسلم من النساء

كانت أمّ المؤمنين خديجة بنت خويلد -رضيَ الله عنها- أوّل من آمن برسول الله -صلّى الله عليه وسلمّ- على الإطلاق، فكان بإيمانها -رضيَ الله عنها- تخفيفاً على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وكان يرجع إلى زوجته خديجه فتخفّف عنه وتهوّن عليه أمر النّاس،[١] قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (خديجةُ بنتُ خُوَيْلِدٍ سابقةُ نساءِ العالمينَ إلى الإيمانِ باللهِ وبمُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم).[٢][١]

تثبيت خديجة للنبي عند نزول الوحي عليه

بعد أن نزل الوحي على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- عاد إلى بيته وهو خائف يرتجف مما رآه في غار حراء، فعاد إلى أقرب النّاس إليه، وإلى من كانت تمدّه بالشراب والغذاء وهو في فترة خلوته في الغار.

حيث عاد إلى زوجته خديجة -رضي الله عنها-، مصدر طمأنينته، وكان -عليه الصلاة والسلام- يقول: (زملوني، زملوني)،[٣] وقصّ على زوجته أمّ المؤمنين خديجة بنت خويلد ما قد جرى، معقّباً على حديثه -صلّى الله عليه وسلّم- بأنّه قد خاف على نفسه.[٤]

كان موقف أمّ المؤمنين خديجة بنت خويلد -رضيَ الله عنها- عندما علمت بما حدث مع رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بأن طمأنته وبشّرته بما حدث، وأزالت عنه الخوف الذي ألمّ به، وذكّرته بطيب خلقه وسيرته اللذان لا يأتيان له إلّا بكل خير من الله -تعالى-، فقالت -رضيَ الله عنها-: (كلا والله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقرئ الضيف، وتعين على نوائب الحق، والله لا يخزيك الله أبداً).[٤]

وقامت -رضيَ الله عنها- بأخذ زوجها -صلّى الله عليه وسلّم- إلى ابن عمّها ورقة بن نوفل، وفي ذلك مزيد من طمأنة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، وكان ورقة بن نوفل على دين نبي الله عيسى، ومن العارفين بالكتاب -الإنجيل-، وقد بشّره بأنّ ما حدث معه -صلّى الله عليه وسلّم- هو ذات الأمر الذي حدث مع أنبياء الله من قبل، وبشّره بأنّه سيكون نبيًّا، ونبّأه عن موقف قريش من دعوته.[٤]

فضائل خديجة بنت خويلد

إنّ للسيّدة وأمّ المؤمنين خديجة بنت خويلد -رضيَ الله عنها- الكثير من الفضائل، وفيما يأتي ذكر بعضها:[٥]

  • كانت -رضيَ الله عنها- أوّل من آمن برسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-

وحينها كانت -رضيَ الله عنها- مصدر سكينة وتفريج لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-، فلم يقتصر ذلك على دورها في الإيمان والتصديق بما جاء به النبي، بل كانت أيضاً خير معينٍ لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في هذه الفترة.

  • رزق الله -تعالى- رسول الله الأبناء من السيدة خديجة -رضيَ الله عنها-

قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مخاطبًا عائشة -رضيَ الله عنها-: (وَرُزِقْت الْوَلَدَ مِنْهَا، وَحُرِمْته مِنْ غَيْرِهَا).[٦]

  • بشّرها رسول الله ببيت من قصب

قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (أَتَى جِبْرِيلُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ: هذِه خَدِيجَةُ قدْ أتَتْ معهَا إنَاءٌ فيه إدَامٌ، أوْ طَعَامٌ أوْ شَرَابٌ، فَإِذَا هي أتَتْكَ فَاقْرَأْ عَلَيْهَا السَّلَامَ مِن رَبِّهَا ومِنِّي وبَشِّرْهَا ببَيْتٍ في الجَنَّةِ مِن قَصَبٍ لا صَخَبَ فِيهِ، ولَا نَصَبَ).[٧]

  • تفضيل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- لها

قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مخاطبًا عائشة -رضيَ الله عنها-: (وَاَللهِ مَا أَبْدَلَنِي اللهُ خَيْرًا مِنْهَا، آمَنَتْ بِي حِينَ كَذّبَنِي النّاسُ وَوَاسَتْنِي بِمَالِهَا حِينَ حَرَمَنِي النّاسُ).[٦]

  • قال فيها رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بأنّها خير نساء الأرض

قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (خيْرُ نِسَائِهَا: مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَخَيْرُ نِسَائِهَا: خَدِيجَةُ).[٨]

  • أوصل جبريل -عليه السّلام- لرسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- السّلام من الله -تعالى- إلى خديجة

قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (فإنَّه جِبريلُ، وهو يُقرِئُكِ السَّلامَ. قالتْ: وعليه السَّلامُ ورَحمةُ اللهِ، جَزاه اللهُ مِن زائرٍ ودَخيلٍ؛ فنِعمَ الصَّاحِبُ، ونِعمَ الدَّخيلُ).[٩]

المراجع

  1. ^ أ ب محمد الياس، كتاب الموسوعة في صحيح السيرة النبوية، صفحة 245. بتصرّف.
  2. رواه الالباني، في السلسلة الضعيفة، عن حذيفة بن اليمان، الصفحة أو الرقم:3779، ضعيف.
  3. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:4957، صحيح.
  4. ^ أ ب ت محمد حسان، كتاب سلسلة مصابيح الهدى، صفحة 8. بتصرّف.
  5. السهيلي، كتاب الروض الأنف ت السلامي، صفحة 273-277. بتصرّف.
  6. ^ أ ب رواه احمد بن حنبل، في المسند، عن عائشة، الصفحة أو الرقم:118.
  7. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:3820، صحيح.
  8. رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن علي بن أبي طالب، الصفحة أو الرقم:2430، صحيح.
  9. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج سير أعلام النبلاء، عن عائشة، الصفحة أو الرقم:146، سنده ضعيف.
4971 مشاهدة
للأعلى للسفل
×