أول يوم من ذي الحجة

أول يوم من ذي الحجة

أول يوم من ذي الحجة هو اليوم الأول من الشهر الثاني عشر من أشهر السنة الهجرية، وعدد أيام هذا الشهر 29 يوماً أو 30 يوماً، وهو من الأشهر الحُرُم،^[١] ويستقبل المسلمون هذا الموسم بالاستعداد والعزم على استثماره واغتنام فضائله، وكذلك بالتوبة والأعمال الصالحة والطاعات، وفيه يؤدّي حجّاج بيت الله الحرام فريضة الحجّ.

وقد خصّ الله -تبارك وتعالى- أيام العشر من ذي الحجة بالعديد من الفضائل، وجعل فيها الكثير من الأجور المضاعفة والخيرات، فحريٌّ بالمسلم أن يُحسن استقبال هذه الأيام، وأن يستثمرها ما أمكن بالعمل الصالح، والذكر، والدعاء، وتلاوة القرآن، وغيرها من الطاعات.

التعريف بالعشر الأوائل من ذي الحجة

ذكر الله -سبحانه- هذه الأيام في كتابه الكريم، فهي الأيام المعلومات في قوله -تعالى-: (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالاً وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ* لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ)،^[٢] كما أقسم الله -تعالى- بها في القرآن فقال: (وَالْفَجْرِ* وَلَيَالٍ عَشْرٍ)،^[٣] ويُقام في هذه الأيام ركن من أركان الإسلام، وهي فريضة الحجّ.^[٤]

وتبدأ أعمال الحج في هذه الأيام بيوم التروية، وهو اليوم الثامن من ذي الحجة، وفي هذه الأيام يومٌ عظيمٌ جداً، وهو يوم عرفة الذي يُكفّر صيامه السنة الماضية واللاحقة، وهو أيضاً يومٌ يُباهي الله فيه بعباده الملائكة، كما أنّه يوم العتق من النيران ومغفرة الذنوب، وكلّ هذه الفضائل ثابتة بنصوص السنة النبوية الشريفة، أما اليوم العاشر منه فهو يوم النحر (أول أيام عيد الأضحى المبارك).^[٤]

فضائل العشر الأوائل من ذي الحجة

ثبت في فضل العشر الأوائل من ذي الحجة نصوص شرعية عدّة، ومنها ما يأتي:^[٥]

• أفضل أيام العمل الصالح

قال رسول الله -صلى الله عليه سلم-: (ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ).^[٦]

• فيه يوم عرفة، وصيامه يُكفّر الذنوب

قال رسول الله -صلى الله عليه سلم-: (صِيَامُ يَومِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ علَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتي بَعْدَهُ).^[٧]

• أيام متّصلة بشعائر عظيمة

إذ ترتبط أيام العشر من ذي الحجّة بفريضة الحجّ وإقامة مناسكه، حيث يبدأ الحج في أيام العشر من ذي الحجّة، كما أنّ عيد الأضحى من شعائر الله، ويبدأ في هذه الأيام المباركة.

الطاعات المستحبة في العشر الأوائل من ذي الحجة

يُستحبّ الإكثار من الأعمال الصالحة في أيام العشر من ذي الحجة، لقول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ منها في هذِه؟ قالوا: ولَا الجِهَادُ؟ قَالَ: ولَا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بنَفْسِهِ ومَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ بشيءٍ).^[٦] ومن الأعمال التي يُمكن للمسلم القيام بها في هذه الأيام ما يأتي:

• الإكثار من الدعاء ومن ذكر الله -عز وجل-، وخاصة في يوم عرفة، إذ قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (خيرُ الدُّعاءِ دعاءُ يومِ عرفةَ، وخيرُ ما قلتُ أنا والنَّبيُّونَ من قبلي: لا إلهَ إلَّا الله وحدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ، وهوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ).^[٨][٩]
• صيام تسع ذي الحجة، فعن حفصة -رضي الله عنها- قالت: (كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ تِسْعَ ذِي الْحِجَّةِ، وَيَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ).^[١٠]
• الإكثار من النوافل؛ لأنّها من أفضل القُربات إلى الله -تبارك وتعالى-.
• الإكثار من الصدقات سواءً المعنويّة أو المادية.
• قيام الليل.
• التوبة والاستغفار إلى الله تعالى، فالتوبة الصادقة تُكفر السيئات.

المراجع

1. ↑ "تعريف ومعنى شهر ذو الحجة في معجم المعاني الجامع"، معجم المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 1/6/2022. بتصرّف.
2. ↑ سورة الحج، آية:27-28
3. ↑ سورة الفجر، آية:1-2
4. ^ ^{أ ب} الدكتور صالح أبو عرَّاد، "الأيام العشر من شهر ذي الحجة: فضلها، خصائصها، الدروس التربوية المستفادة منها"، صيد الفوائد، اطّلع عليه بتاريخ 1/6/2022. بتصرّف.
5. ↑ "فضل العشر الأوائل من ذي الحجة"، إسلام أون لاين، اطّلع عليه بتاريخ 1/6/2022. بتصرّف.
6. ^ ^{أ ب} رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم:969، صحيح.
7. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي قتادة الحارث بن ربعي، الصفحة أو الرقم:1162، صحيح.
8. ↑ رواه ابن حجر العسقلاني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن جد عمرو بن شعيب، الصفحة أو الرقم:3/74، حسن.
9. ↑ "خير الدعاء دعاء يوم عرفة"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 1/6/2022. بتصرّف.
10. ↑ رواه أبو داود، في سنن أبي داود، عن بعض أزواج النبي، الصفحة أو الرقم:2437، سكت عنه وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح.