أين تتشكل الدموع؟ ولماذا تنهمر من العين؟

كتابة:
أين تتشكل الدموع؟ ولماذا تنهمر من العين؟


أين تتشكل الدموع؟

تتشكَّل الدموع وتُنتجها الغُدَد الدمعيَّة (Lacrimal glands)‏ الموجودة في العين، وهي الغُدد التي تُمثِّل الجهاز الإفرازيّ المسؤول عن تكوين كميَّة كافية ونوعيَّة ذات خصائص مُحدّدة من الدمع، لتوفير البيئة الملائمة لسطح العين. وفي هذا الجانب، لا بدّ من الإشارة إلى وجود نوعين من الغدد الدمعيَّة في العين، وهي موضحة في الآتي:[١]

  • الغدة الدمعية الرئيسية (Main lacrimal gland): وهي الغدة التي تأتي بحجم وشكل بذرة اللوز، الواقعة في الجزء العلوي والخارجي من محجر العين، المسؤولة عن إفراز الدموع المائيَّة المنعكسة جرَّاء التحفيز اللَّاودي (Parasympathetic stimulation).
  • الغدد الدمعية الإضافية (Accessory lacrimal glands): وهي مجموعة من الغدد المنتشرة حول كيس الملتحمة (Conjunctival sac)، والتي تُساهم في إنتاج الدمع الضروري للحفاظ على ترطيب العين، دون أنْ تكون خاضعة للتحفيز، ويتم تنظيم هذه الغدد بواسطة النظام المستقل (Autonomous system)، إذْ تقوم بإنتاج مُعظم مكوِّنات طبقات الدمع الثلاث التي تغطي العين.



كيف تصرف الدموع؟

يتكوَّن الجهاز الإخراجي (Excretory system) في العين من النقط الدمعِيّة (Lacrimal puncta)‏، والقنوات الدمعية (Lacrimal canals)، وكيس الدمع (Lacrimal sac)، والقناة الأنفيّة الدمعيَّة (Nasolacrimal duct)‏، وجوف الأنف (Nasal cavity)، إذْ يساهم الجهاز الإخراجي في إزالة كميات السائل الزائدة المُفرَزة من الغدد الدمعيَّة، بينما يتبخر بعض السائل بين كل عملية رمش وأخرى.[٢]



كيف يحدث إنتاج الدموع وتصريفها؟

لمعرفة آلية حدوث إنتاج الدمع في العين وتصريفه، يمكن الاطلاع على النقاط التالية:[٣]

  • تقوم الغدد الدمعيَّة الموجودة أسفل الجلد في الجفون العلوية بإنتاج السائل الذي يتكوَّن مُعظمه من الماء والملح، والذي ينتقل إلى العين خلال فتحات صغيرة في داخل الجفون العلوية، وعندها ينتشر السائل المائي في العين عند الرمش.
  • يقوم نوع آخر من الغدد الموجودة على حواف جفون العين بإنتاج التركيب الزيتي في الدمع، إذْ يطفو الزيت المُفرز من هذه الغدد على سطح السائل المائي الذي تفرزه العين، وهو ما يحدّ من تبخر المحتوى المائي بصورة سريعة من دموع العين.
  • تصريف الدمع يكون خلال فتحات صغيرة موجودة داخل حواف جفن العين العلوي والسفلي بالقرب من الأنف، يُطلق عليها النقط (Punctum)، والتي تعمل كصمَّامات صغيرة لإخراج الدمع من العين في كل مرة يقوم الشخص بالرمش.
  • بعد أنْ يغادر الدمع العين عبر النقط، فهو يتدفق خلال أنبوب صغير يُطلق عليه القناة الأنفيّة الدمعيَّة (Nasolacrimal duct)‏، وهي القناة التي تمتد أسفل الجلد وخلال عظام الوجه وصولًا إلى الأنف.



ما سبب انهمار دموع العين؟

تُفرز دموع العين في الحالة الطبيعية للمساعدة على ترطيبها، والشعور بالراحة طوال اليوم، كما وتساهم الدموع في تعقيم العين، وتقليل فرصة إصابتها بالأمراض والعدوى. وفي بعض الأحيان، يُصبح إنتاج الدمع في حالته الطبيعيَّة غير كافيًا لترطيب العين والحفاظ على تعقيمها، وهو ما يُسفر عنه فرط إنتاج الدموع وانهمارها في العين، إذْ يُعزى حدوث ذلك لسببين رئيسيين، نوضِّحهما في الآتي:[٤]

  • العواطف: يزداد إنتاج الدمع في العين أحيانًا عند مواجهة مواقف عاطفية، وفي هذه الحالة يساعد انهمار الدموع على تحرير العواطف المكبوتة التي لها تأثير داخلي على مستوى الهرمونات والمواد الكيماوية المسؤولة عن التوازن في الجسم.
  • الفعل الانعكاسي (Reflexive): وهنا يزداد إنتاج الدمع في العين في حالة وجود جسم غريب في داخلها سواءً كان رمش العين، أو الأوساخ، إذْ تساهم الدموع في غسل العين وتخليصها من التهديد الذي تواجهه، وكمثال على ذلك، انهمار دموع العين أثناء تقطيع البصل، فالأبخرة الشديدة على العين المتصاعدة أثناء التقطيع تحفِّز إفراز العين للدموع لحمايتها والحفاظ على راحتها.



ما هي المشاكل التي تؤثر في انهمار دموع العين؟

يتأثر انهمار دموع العين عند وجود مشكلة معيَّنة في عملية إنتاج الدمع، أو تصريفه من العين، وبكل الأحوال، يُعتبر الطبيب الشخص المسؤول عن تشخيص سبب وجود المشكلات في انهمار دموع العين، وتحديد آلية العلاج الملائمة، وسنذكر في الآتي بعض من المشكلات التي قد تُؤثر في انهمار دموع العين، وهي بالطبع لا تشمل كافة المشكلات التي تؤثر في انهمار دموع العين:


نقص إنتاج دموع العين

ربما يرتبط جفاف العين بنقص إنتاج الدمع في العين، وقد يُعزى حدوث ذلك إلى عِدة عوامل وأسباب، منها:[٥]

  • استخدام أنواع معينة من الأدوية.
  • الإصابة بمشكلات صحية معينة؛ كحساسية العين، والذئبة، والتهاب المفاصل الروماتويدي، ومتلازمة شوغرن (Sjogren's syndrome)، وتصلب الجلد (Scleroderma)، واضطرابات الغدة الدرقية، ونقص فيتامين A، وغيرها.
  • ضعف حساسية عصب القرنية جرَّاء ارتداء العدسات اللَّاصقة، أو الخضوع لجراحة في العين، أو المعاناة من التلف العصبي.
  • التقدم بالسنّ.


زيادة تبخر الدموع من العين

يزداد تبخر الدموع في العين لأسباب عديدة، منها:[٥]

  • انسداد أو اضطراب غدد ميبوميوس (Meibomian glands) المُنتجة للزيت في العين.
  • وجود مشكلات في جفن العين.
  • قلة عدد مرات الرمش لوجود مشكلة صحيّة معينة؛ كالإصابة بمرض باركنسون، أو قلة الرمش بسبب التركيز في القراءة أو اللعب أو القيادة، أو ممارسة الأنشطة الأخرى التي تحتاج للتركيز.
  • حساسية العين.
  • نقص فيتامين A في الجسم.
  • التعرض للمواد الحافظة في قطرات العين.


كثرة الدموع في العين

تكثر الدموع في العين أحيانًا لوجود مشكلات معينة، نذكر بعض منها في الآتي:[٦]

  • اضطرابات فرط إفراز الدموع العصبي: (Neurogenic lacrimal hypersecretory disorders)؛ وهي من الاضطرابات النادرة التي قد تُصاحب بعض الحالات المرضية، كوجود أورام تضغط على الأعصاب المتحكمة في إنتاج الدمع، أو التعرض لإصابات معينة تؤثر في العصب الوجهي، أو تناول بعض الأدوية، أو جرَّاء التهاب الغدة الدمعية (Dacryoadenitis).
  • انسداد مجرى تصريف الدمع: أيْ مشكلة تتسبَّب في انسداد مجرى تصريف الدمع فإنَّها تؤدي إلى زيادة إنتاج الدموع في العين، ومن هذه المشكلات:
    • التضيق النقطي (Punctal stenosis) أو تضيق القناة (Canalicular stenosis)؛ والذي قد يحدث بسبب استخدام أدوية ذات سُميَّة على العين، أو التعرُّض لإصابة معيّنة، أو الخضوع للعلاج الإشعاعي، أو الالتهاب المزمن، أو الإصابة بمشكلة مناعة ذاتيَّة.
    • انسداد القناة الأنفيَّة الدمعيَّة لأسباب عِدة؛ كالإصابة بمرض الجيوب المزمن، أو التعرُّض لإصابة معينة، أو التهاب كيس الدمع (Dacryocystitis)، أو الإصابة بالورم الحبيبي (Granulomatous disease)، أو وجود الأورام بشكل عامّ.
  • اضطرابات سطح العين: وهي الاضطرابات التي تُسبِّب جفاف العين، أو تهيجها، ممَّا يحفز إنتاج كميات زائدة من الدمع، ومن الأمثلة عليها: التهاب الجفن (Blepharitis)‏ المزمن، انحراف الأهداب (Trichiasis)، والتهاب الملتحمة التحسسي (Allergic conjunctivitis)، وغيرها.





المراجع

  1. "The secretory system", trbchemedica, Retrieved 20/5/2021. Edited.
  2. "The excretory system", trbchemedica, Retrieved 20/5/2021. Edited.
  3. "Tear System", clevelandclinic, Retrieved 20/5/2021. Edited.
  4. "THE FUNCTION OF TEARS: PROTECTION FOR THE EYES", temeculacreekoptometrist, Retrieved 20/5/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Dry eyes", mayoclinic, Retrieved 20/5/2021. Edited.
  6. "The Tearing Patient: Diagnosis and Management", aao, Retrieved 20/5/2021. Edited.
3683 مشاهدة
للأعلى للسفل
×