محتويات
الجيوب الأنفية
يعد التهاب الجيوب الأنفية من الاضطرابات الشائعة التي تُصيب عددًا كبيرًا من الأشخاص سنويًا، وبالرغم من أنّه لا يعد اضطرابًا صحيًّا خطيرًا، إلا أنّه يسبِّب الكثير من الإزعاج والألم، ويؤثر أحيانًا في الحياة اليومية والقدرة على أداء المهام براحة، وتتعدد مُسبِّبات التهاب الجيوب الأنفية وشدة أعراضه بين مختلف المُصابين، فما هي الجيوب الأنفية؟ وأين توجد؟ وما هي مُسبِّبات التهابها وطرق علاجها؟
أين توجد الجيوب الأنفية؟
الجيوب الأنفية (Sinuses) هي تجاويف فارغة تقع في الجمجمة وعظام الوجه في المنطقة المحيطة بالأنف، وهي أربعة أزواج تسمى نسبةً للعظام التي تقع فيها، وهي:[١]
- الجيوب الأنفية الفكية (Maxillary sinuses): هي زوج من الجيوب يقع على جانبي الأنف خلف عظام الخد بالقرب من الفك العلوي، وهي أكبر الجيوب حجمًا.
- الجيوب الأنفية الجبهية (Frontal sinuses): هي زوج من الجيوب يقع أعلى العينين في منتصف الجبهة.
- الجيوب الأنفية الغربالية (Ethmoid sinuses): هي ثلاثة أزواج صغيرة من الجيوب (أمامية، وخلفية، ومتوسطة) تقع على جانبي جسر الأنف قرب العينين، فهي تقع على العظم الغربالي الفاصل بين التجويف الأنفي والدماغ، وهي تجمعات من حوالي 6-12 كيسًا هوائيًّا صغيرًا.
- الجيوب الأنفية الوتدية (Sphenoid sinuses) : هي زوج من الجيوب تقع خلف العينين بالعمق في الجمجمة بالقرب من العصب البصري والغدة النخامية.
ما هي وظيفة الجيوب الأنفية؟
الجيوب الأنفية هي جزء من الجهاز التنفسي ولها العديد من الوظائف، فالهواء يمر عبرها عند التنفس من خلال الفم أو الأنف، كما تُفرز المخاط الذي يبطن الأنف والجيوب نفسها ويرطّبهما، كما تساعد على التخلُّص من الغبار والبكتيريا التي تدخل مع الهواء؛ إذ تحتوي الجيوب على شعيرات صغيرة تسمى أهداب تحرك المخاط إلى الممرات الأنفية وإلى أسفل الحلق حيث يبتلعه الشخص، كما تحمي الجيوب الأنفية الوجه عند التعرض لضربة، وتحمي الجسم من التغيرات السريعة في درجات الحرارة داخل الأنف، بالإضافة إلى دورها في تعزيز المناعة، وإصدار الصوت بجودة.[١]
التهاب الجيوب الأنفية
يحدث التهاب الجيوب الأنفية نتيجة تراكم المخاط فيها وإصابته بالالتهاب والعدوى، ويسبب هذا الالتهاب ظهور أعراض تختلف في طبيعتها وحدتها ومدة الإصابة بها، ففي الحالات الحادة من الالتهاب تظهر بعض الأعراض، مثل: الشعور بالألم والضغط في الوجه، وانسداد الأنف، وخروج إفرازات سميكة خضراء أو صفراء من الأنف، وضعف حاسة الشم، والاحتقان، والسعال، بينما في الحالات الأكثر تقدمًا يصاب الشخص بالحمى، مع ظهور رائحة كريهة للنَّفَس، والإجهاد، وألم الأسنان، والصداع.[٢]
ما الذي يسبب التهاب الجيوب الأنفية؟
أسباب التهاب الجيوب الأنفية عديدة، ففي البداية تتراكم السوائل والمخاط داخل الجيوب، ثم تنمو الجراثيم فيها مسبِّبةً الالتهاب، ويمكن توضيح ذلك كما يأتي:[٢]
- الفيروسات: تمثل العدوى الفيروسية 90% من حالات التهاب الجيوب الأنفية لدى البالغين.
- البكتيريا: تمثل العدوى البكتيرية 10% فقط من التهاب الجيوب الأنفية لدى البالغين.
- الفطريات: يعد التهاب الجيوب الأنفية الفطري من الأنواع النادرة في الدول المتقدمة، وذلك إما بعدوى فطرية تُصيب الأنف، أو لرد فعل تحسُّسي من الجسم تجاه وجود فطر معين في الهواء المحيط.
- التلوث: مثل المواد الكيميائية وتلوث الهواء الذي يحفز تراكم المخاط في الجيوب الأنفية.
وعلى الرغم من أن أي شخص عرضة للإصابة بهذا الالتهاب، إلا أنّه توجد بعض العوامل التي تزيد فرص الإصابة به عند توفرها لدى الشخص، مثل:[٣]
- انحراف الحاجز الأنفي.
- تكوّن زائدة عظمية في الأنف.
- الإصابة بالسلائل الأنفية، وهي أجسام غير سرطانية تنمو داخل الأنف.
- التاريخ المرضي من الإصابة بالحساسية.
- التعرض للعفن أو المواد الملوثة.
- ضعف جهاز مناعة الجسم.
- تدخين السجائر.
- الإصابة بعدوى حديثة في الجهاز التنفسي العلوي.
- الإصابة بالتليف الكيسي، الذي يسبب تراكم المخاط في الرئة أو أي بطانة مخاطية في الجسم.
- الإصابة بعدوى في الأسنان.
- السفر بالطيارة.
ما أنواع التهاب الجيوب الأنفية؟
توجد ثلاثة أنواع رئيسة من التهاب الجيوب الأنفية، هي:[٣]
- التهاب الجيوب الأنفية الحاد: هو أقصر أنواع الالتهاب مدةً، قد ينتج من عدوى فيروسية مثل نزلة البرد، ويستمر عادةً في هذه الحالة مدّةً تتراواح من أسبوع إلى أسبوعين، أو قد ينتج من عدوى بكتيرية ويستمر الالتهاب مدّة أربعة أسابيع، أو قد ينتج من الإصابة بالحساسية الموسمية.
- التهاب الجيوب الأنفية دون الحاد: هو التهاب يسبب استمرار الأعراض مدّةً تصل إلى ثلاثة أشهر، وينتج عادةً من عدوى بكتيرية أو حساسية موسمية.
- التهاب الجيوب الأنفية المزمن: هو التهاب يسبب استمرار الأعراض أكثر من ثلاثة أشهر، وغالبًا تكون منخفضة الشدّة، وينتج عادةً من عدوى بكتيرية، أو حساسية مزمنة، أو مشكلات في هيكلية الأنف.
كيف أتخلص من التهاب الجيوب الأنفية؟
الأدوية المستخدمة لعلاج التهاب الجيوب الأنفية عديدة يختار الطبيب من بينها تبعًا لحدّة الالتهاب وسبب حدوثه، وتتضمن ما يأتي:[٤]
- المضادات الحيوية: توصف في حالة الإصابة بعدوى بكتيرية مدّة 3-28 يومًا تبعًا لنوع الالتهاب، وقد يحتاج المريض إلى تناول المضادات مدّةً أطول بسبب مكان الجيوب العميق في العظام الذي لا تصله التروية الدموية الكافية، ولا يوصى بتناول المضادات الحيوية إلا في حال استمرار خروج إفرازات ملونة من الأنف والأعراض الأخرى مدّةً أكثر من 7-10 أيام؛ لأن الإفراط في استخدامها يسبب مقاومة البكتيريا لها، لذلك تؤخذ فقط تحت إشراف الطبيب، كما لا تستخدم المضادات الحيوية وحدها، بل مع الأدوية الأخرى المعالجة للجيوب الأنفية لتخفيف الأعراض حتى يظهر تأثير المضادات.
- البخاخات المزيلة لاحتقان الأنف: هي علاج موضعي يستخدم مدّة 3-4 أيام بحد أقصى، يعمل على قبض ممرات الأنف المتورمة، مما يسهل تصريف السوائل من الجيوب الأنفية، ويجدر التنويه إلى أنّ استخدام هذه البخاخات مدّةً طويلةً يسبب اعتماد المصاب عليها والإصابة بظاهرة الارتداد؛ أي انسداد الأنف مرّةً أخرى.
- مضادات الهيستامين: تعرف مضادات الهيستامين بأنّها أدوية تعالج الالتهاب الناجم عن الحساسية، وتقلل أعراض الحساسية المختلفة، مثل: احتقان الأنف، واحتقان الجيوب الأنفية.
- بخاخات الكورتيزون للأنف: هي علاج موضعي يعكس آثار الالتهاب ويمنع التورم الذي يصيب ممرات الأنف والجيوب الأنفية، وهي بخاخات آمنة تمامًا بالجرعات الموصوفة من الطبيب، ففي حال وصفها موضعيًا فهي لا تُمتَص إلى مجرى الدم سوى بكميات قليلة، لذا يمكن استخدامها مدّةً طويلةً دون تخوّف من مشكلة الاعتياد عليها.
- غسول الأنف: فاستخدام محلول الملح المعقم لغسل الأنف يساعد على التخلص من المخاط المتراكم فيه.
- الجراحة: هي الخيار الأخير في حال فشل العلاج الدوائي في حل مشكلة التهاب الجيوب الأنفية، وتُجرى عادةً لمن يعانون من تشوهات في هيكل الأنف، وهي جراحة بسيطة تُجرى تحت تأثير المخدر الموضعي أو الكلي لتعديل انحراف الحاجز الأنفي، أو إزالة السلائل الأنفية، بالإضافة إلى فتح الجيوب المسدودة، ويستطيع المريض مغادرة المستشفى نفس يوم الجراحة.
تساعد بعض العلاجات المنزلية البسيطة في علاج العديد من حالات التهاب الجيوب الأنفية، فهي تعمل على تلطيف الجيوب وتسهّل تصريف المخاط المتراكم فيها وتحد من الاحتقان، لذا يستعين بها العديد من المصابين، ومن أهمّها ما يأتي:[٥]
- استنشاق البخار؛ فهو من أفضل الوسائل لتلطيف الجيوب، وذلك عن طريق أخذ حمام ماء دافئ، أو الوقوف في الحمام أثناء جريان الماء الساخن، أو الانحناء فوق وعاء فيه ماء ساخن مع تغطية الرأس بقطعة قماش واستنشاق البخار الصاعد من الماء، مع الحذر من عدم الاقتراب بدرجة كبيرة؛ فقد يسبِّب ذلك الحرق.
- غسل الأنف والجيوب الأنفية بمحلول الماء والملح لطرد الجراثيم وتسهيل خروج المخاط.
- الإكثار من شرب السوائل لترطيب الجسم وممرات الأنف.
- تناول إنزيم البروميلين الموجود في الأناناس أو كمكمل غذائيّ؛ فهو مضاد للالتهاب يساعد على علاج الجيوب الأنفية.
- الإكثار من تناول الطعام الغني بالمركب كيرسيتين (Quercetin)، مثل: البصل، والتفاح، والشاي الأخضر؛ فهو مضاد للأكسدة ويمنع خروج الهيستامين من الخلايا، فيقلل أعراض الحساسية.
- أخذ قسط كافٍ من الراحة.[٢]
المراجع
- ^ أ ب Marjorie Hecht (2019-8-12), "Sinuses Anatomy, Pictures, and Health"، healthline, Retrieved 2020-6-15. Edited.
- ^ أ ب ت Adam Felman (2017-7-24), "Everything you need to know about sinusitis"، medicalnewstoday, Retrieved 2020-6-15. Edited.
- ^ أ ب Valencia Higuera (2019-11-26), "What You Need to Know About Sinusitis"، healthline, Retrieved 2020-6-15. Edited.
- ↑ "Sinus Infection", acaai, Retrieved 2020-6-15. Edited.
- ↑ Meryl Davids Landau (2020-3-30), "6 Natural Remedies for Pain and Pressure From Sinus Infections"، everydayhealth, Retrieved 2020-6-24. Edited.