أين توجد جراثيم الملاريا

كتابة:
أين توجد جراثيم الملاريا

الملاريا

تعدّ الملاريا من الأمراض المهددة للحياة، ففي عام 2018 تمّ تشخيص 228 مليون حالة إصابة بها، ووصل عدد الوفيات الناجمة عنها إلى 405000، فما هي الملاريا؟ وكيف تنتقل؟ وما طرق الوقاية منها؟

الملاريا (Malaria) مرض يسببه طفيلي يًسمى المتصورة (Plasmodium) يوجد في البعوض المصاب من النوع الأنوفيليس (Anopheles mosquito)، ويُصيب الطفيلي المسبّب لهذا المرض خلايا الدم الحمراء ويتسبب بانفجارها، وتستمر الطفيليات بعد نضوجها بإصابة خلايا الدم الحمراء خلال وجودها في الجسم، مما يؤدي إلى حدوث أعراض تتمثّل بدورات تستمر من يومين إلى ثلاثة أيام في المرة الواحدة، وعلى الرغم من أن مرض الملاريا خطير ومهدد للحياة، إلا أنّه يمكن علاجه والوقاية منه.[١][٢]


أين توجد جراثيم الملاريا؟

تنتشر الملاريا عادةً في المناخات الاستوائية وشبه الاستوائية، إذ يمكن أن تعيش الطفيليات في هذه البيئات،[١] وتصيب الطفيليات المسببِّة للمرض البعوض من النوع الأنوفيليس، فتحدث الملاريا عندما يتعرض الشخص للدغة من البعوضة الحاملة لهذا الطفيلي مُسبِّبةً انتقال الطفيليات إليه.

يعتمد التطور الناجح للطفيلي داخل هذه البعوضة على عدة عوامل، من أهمّها الرطوبة ودرجات الحرارة المحيطة، ويمكن أن تحصل البعوضة غير المُصابة على الطفيلي المسبب للملاريا عندما تتغذى من دم الإنسان المصاب، وهذا يعيد الدورة مرّةً أخرى.

عندما تلدغ هذه البعوضة الشخص يدخل الطفيل إلى مجرى الدم ويصبح خاملًا داخل الكبد، ولا تظهر أيّ أعراض لمدة 10.5 أيام في المتوسط، إلا أن الطفيلي المسبب للملاريا يبدأ بالتكاثر خلال هذا الوقت، وبعد ذلك يُطلق الكبد هذا الطفيل إلى مجرى الدم مرّةً أخرى، وهناك يصيب الطفيلي خلايا الدم الحمراء ويتكاثر بأعداد كبيرة، كما تبقي بعض الطفيليات في الكبد ولا تنتقل إلى مجرى الدم لمدّة من الزمن، وهذا يفسّر تكرار حدوث الملاريا.[٣]


كيف تنتشر جراثيم الملاريا؟

بالإضافة إلى ما ذُكر أعلاه حول طريقة انتقال الطفيلي المسبب للملاريا من خلال لدغة من البعوضة الحاملة له فإنه يمكن أن ينتقل عن طرق الاتصال بدم الشخص المصاب بالملاريا، ومن طرق التعرض لدم المصاب ما يأتي:[٤]

  • من الأم إلى الجنين.
  • عن طريق نقل الدم.
  • عن طريق مشاركة الإبر المستخدمة في حقن المواد المخدرة.


ما هي أعراض التعرض لجراثيم الملاريا؟

قد يصبح الأشخاص الذين يعيشون في مناطق تكثر فيها حالات الملاريا محصّنين جزئيًا بعد تعرضهم لها طوال حياتهم، وعادةً ما تبدأ الأعراض بعد حوالي 10-15 يومًا من التعرض للدغة البعوضة الحاملة للطفيلي، لكن قد لا تظهر دائمًا في غضون أسبوعين، فبعض أنواع طفيليات الملاريا قد تحتاج إلى مدّة أطول حتى تسبب الأعراض.

ويجب الإشارة إلى أن العلامات والأعراض تتشابه بدرجة كبيرة مع أعراض البرد أو الإنفلونزا، لذا قد يكون من الصعب معرفة سببها في البداية، لكن يمكن أن تُؤكد فحوصات الدم وجود طفيلي الملاريا في الجسم في حال الإصابة بالمرض، وعمومًا قد تتضمن أعراض الإصابة بالملاريا ما يأتي:[٥]

  • الارتفاع الشديد في درجة حرارة الجسم، والقشعريرة، والتعرق.
  • التقيؤ، أو الشعور بالمرض.
  • الصداع.
  • الإسهال.
  • الشعور بالتعب الشديد.
  • آلام الجسم.
  • تحول لون الجلد إلى اللون الأصفر أو ما يُعرف باليرقان بسبب فقدان خلايا الدم الحمراء.
  • الفشل الكلوي.
  • النوبات التشنجية.
  • الالتباس.
  • من الممكن أن تسبب الملاريا دخول المصاب في غيبوبة.

وقد يصاب الأطفال المصابون بالملاريا الحادة بفقر الدم؛ وذلك نتيجة فقدان كمية كبيرة من خلايا الدم الحمراء، كما قد يعانون من صعوبة في التنفس، وفي الحالات النادرة يمكن أن يصابوا بالملاريا الدماغية، مما قد يتسبب بتلف الدماغ نتيجة التورم.[٥]


ما هي طرق الوقاية من جراثيم الملاريا؟

قد يزداد خطر الإصابة بمرض الملاريا عند سفر إلى البلدان التي ينتشر فيها، لذلك من المهم اتخاذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من الإصابة به، ويمكن تجنب الإصابة بالملاريا غالبًا من خلال اتباع نهج ABCD للوقاية، الذي يشير إلى الآتي:[٦]

  • الوعي بالمخاطر: قبل السفر يجب معرفة إذا ما كان الشخص معرضًا لخطر الإصابة بالملاريا، بالبحث إذا كان البلد الذي يسافر إليه موبوءًا أم لا.
  • الوقاية من اللدغات: يجب تجنب لدغات البعوض عن طريق اتباع ما يأتي:
    • البقاء في مكان فيه تكييف هواء فعال وشبكات تمنع دخول الحشرات على الأبواب والنوافذ، وإذا لم يكن ذلك ممكنًا يجب التأكد من إغلاق الأبواب والنوافذ بطريقة صحيحة.
    • في حال النوم في غرفة غير مكيفة يجب النوم تحت ناموسية صالحة مستخدمة فيها مبيدات الحشرية.
    • استخدم العلاجات الطاردة للحشرات -كريمات أو بخاخات أو غيرها من الأشكال- على البشرة، ويجب إعادة تطبيقها بصورة متكررة، وتحتوي أكثر أنواع مبيدات الحشرات فعاليةً على ثنائي إيثيل تولواميد (DEET).
    • ارتداء بنطال فضفاض بدلًا من الشورتات، وارتداء قمصان بأكمام طويلة، وهذا مهم خاصةً في وقت مبكر من المساء والليل؛ فهو الوقت الذي يفضل فيه البعوض البحث عن الطعام.
  • التحقق من الحاجة إلى تناول أقراص الوقاية من الملاريا: قد يُصرف دواء للوقاية من الملاريا من قِبَل الطبيب عند السفر، وفي هذه الحالة يجب التأكد من الجرعة المناسبة وإنهاء دورة العلاج التي قد تستمر مدة أربعة أسابيع بعد العودة من الرحلة.
  • طلب المشورة الطبية: يجب طلب المشورة الطبية الفورية إذا لاحظ الشخص على نفسه أعراض الملاريا، حتى لو تناول الأدوية التي تقي من الإصابة، ويجب الإشارة إلى أنّ تدهور الحالة وتطورها يحدث بسرعة، لذا من الضروري الحصول على التشخيص والعلاج المبكِّر.


هل يوجد لقاح ضد مرض الملاريا؟

إلى الآن لا يوجد لقاح، إلا إن محاولات إنتاجه والتجارب السريرية على ذلك ما تزال مستمرةً، لكن الطفيلي المسبب للملاريا كائن معقد ودورة حياته معقدة أيضًا، إذ يمتلك القدرة على الهروب من جهاز المناعة من خلال تغيير سطحه باستمرار، لذا فإن تطوير لقاح ضد هذه الأسطح المختلفة أمر في غاية الصعوبة.

بالإضافة إلى ذلك العلماء لا يعرفون تمامًا الاستجابات المناعية المعقدة التي يمكن أن تحمي الإنسان من الملاريا، وعلى الرغم من ذلك يعمل العديد من العلماء في جميع أنحاء العالم لإنتاج لقاح فعال ضد الطفيلي، ولأن الطرق الأخرى المستخدمة في مكافحة الملاريا مثل الأدوية والمبيدات الحشرية والناموسيات المعالجة بالمبيدات الحشرية لم تنجح في القضاء على المرض يُعدّ إيجاد لقاح يحمي من الإصابة من أهم مشاريع الصحة العامة.[٧]


هل تنتقل جراثيم الملاريا من شخص إلى آخر؟

لا ينتقل الطفيلي المسبب لمرض الملاريا من شخص إلى آخر عن طريق التواصل المباشر كما يحدث في نزلات البرد والإنفلونزا، كما أنه لا ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي، وبالإضافة إلى ذلك لا يمكن الإصابة بالملاريا من الاتصال العَرَضي بالأشخاص المصابين بها، مثل الجلوس بجانب شخص مصاب،[٧] لكن كما ذُكرَ سابقًا قد تنتقل العدوى في حال التعرُّض لدم المُصاب.[٤]


المراجع

  1. ^ أ ب Darla Burke (7-3-2019), "Malaria"، healthline, Retrieved 23-6-2020. Edited.
  2. "Malaria", who,14-1-2020، Retrieved 23-6-2020. Edited.
  3. Peter Lam (19-11-2018), "What to know about malaria"، medicalnewstoday, Retrieved 23-6-2020. Edited.
  4. ^ أ ب Mayo Clinic Staff (13-12-2018), "Malaria"، mayoclinic, Retrieved 23-6-2020. Edited.
  5. ^ أ ب Jennifer Robinson, MD (22-12-2018), "What Is Malaria and What Are the Symptoms?"، webmd, Retrieved 23-6-2020. Edited.
  6. "Malaria", nhs,22-8-2018، Retrieved 23-6-2020. Edited.
  7. ^ أ ب "What is malaria?", cdc,20-12-2017، Retrieved 23-6-2020. Edited.
4445 مشاهدة
للأعلى للسفل
×