أين دفنت عائشة عليها السلام

كتابة:
أين دفنت عائشة عليها السلام

وفاة عائشة رضي الله عنها

في السابع عشر من شهر رمضان المبارك من العام السابع والخمسين من الهجرة وقيل الثامن والخمسين وفي روايةٍ أخرى التاسع والخمسين، توفّى الله تعالى أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، وقد دفنت في مقبرة البقيع في المدينة المنورة،[١] بعد أن أذنت لعمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أن يُدفن في الفسحة التي بقيت في حجرتها جوار النبيّ -عليه الصلاة والسلام- وأبيها أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-،[٢] وقد توفّيت -رضي الله عنها- في خلافة معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- ولها من العمر سبعٌ وستّون سنةً، وصلّى عليها أبو هريرة -رضي الله عنه-، ونزل ليواريها في قبرها أبناء إخوتها، وابنا أختها أسماء: عبد الله وعروة ابنا الزبير رضي الله عنهم جميعًا.[١]


تعريفٌ بالسيدة عائشة بنت أبي بكر

السيدة عائشة بنت أبي بكر الصديق -رضي الله عنهما- وأمّها أم رومان -رضي الله عنها-، تزوّج منها النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بعد وفاة أمّ المؤمنين خديجة -رضي الله عنها-، تزوّجها رسول الله -عليه الصلاة والسلام- ودخل بها في شوال من العام الثاني للهجرة النبوية الشريفة، لم يرزقها الله تعالى بالولد، إلّا أنّها أمّ المؤمنين كلّهم، وكانت تكُنّى بأمّ عبد الله، ولقّبها النبيّ بالحميراء، وكان كثيرًا ما يناديها -عليه الصلاة والسلام- بنت الصديق، وقد خدمت الإسلام والمسلمين بما روته عن رسول الله من أحاديث وما علّمته للصحابة من علمٍ، وقد جمعت أمّ المؤمنين عائشة المجد من أطرافه؛ فهي إلى جانب أنها زوجة رسول الله، بنت الصحابي الجليل أبي بكر الصديق -رضي الله عنه-، الذي نصر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- طيلة حياته، والّذي قدم خدمات جليلة للإسلام، فالصدِّيق -رضي الله عنه- يعتبر واحدًا من أكابر صحابة رسول الله محمد، وهو صاحب العقل الراجح، والحكمة البالغة.[٣][٤]


صفات السيدة عائشة بنت أبي بكر

الصفات الخَلقيّة

وممّا رُوي في صفات أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- الخَلقيَّة -أي الشكليّة-؛ أنّها كانت جميلةً، بشرتها بيضاء مشوبةٌ بحمرةٍ؛ لذا كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يناديها ويلقّبها بالحميراء، وكانت -رضي الله عنها- في شبابها نحيلة الجسم، وبعد أن تزوّجت وتقدّم سنّها سمنة، ويدلّ على ذلك قولها -رضي الله عنها-: "سابَقني النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فسبَقْتُه فلبِثْنا حتَّى إذا أرهَقني اللَّحمُ سابَقني فسبَقني فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: هذه بتلك".[٥][١]


الصفات الخُلقيّة

كانت عائشة أمّ المؤمنين من أكمل النساء وأعظمهنّ خُلقًا وأحسنهنّ سمتًا، فكانت عابدةً قوّامةً، تكثر الصيام، والتّهجّد لله تعالى، زاهدةً ورعةً ، وكانت مشهورةً بجودها وكرمها ويشهد على ذلك كثرة صدقاتها؛ فلم يكن المال يمكث في بيتها حتّى توزّعه على الفقراء والمساكين.[١]


مكانة عائشة العلميّة

كانت أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- صاحبة فقهٍ وعلمٍ؛ فكانت من أكثر الصحابة -رضي الله عنهم- روايةً للحديث، حافظةً للشعر، عالمةً بالفقه، وكان الصحابة في كثيرٍ من الأحيان يرجعون إليها إذا استشكل عليهم أمرٌ، حتّى قال عنها أبو موسى الأشعريّ -رضي الله عنه-: "ما أشكَل علينا - أصحابَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم - حديثٌ قطُّ فسأَلْنا عائشةَ إلَّا وجَدْنا عندَها منه عِلْمًا".[٦][١]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ياسين الخليفة الطيب المحجوب، إجلاء الحقيقة في سيرة عائشة الصديقة، صفحة 45-65. بتصرّف.
  2. "هل أوصى الصديق والفاروق بالدفن بجنب النبي عليه الصلاة والسلام؟"، إسلام ويب، 25/5/2011، اطّلع عليه بتاريخ 24/5/2022. بتصرّف.
  3. الذهبي، سير أعلام النبلاء، صفحة 135. بتصرّف.
  4. سليمان الندوي، سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين، صفحة 37-38. بتصرّف.
  5. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم:24118، إسناده صحيح على شرط الشيخين.
  6. رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أبي موسى الأشعري، الصفحة أو الرقم:3883، حديث صحيح.
4080 مشاهدة
للأعلى للسفل
×