محتويات
أين دُفن يوسف عليه السلام؟
تعدّدت الروايات الواردة في مكان قبر نبيّ الله يوسف -عليه السلام- ومحلّ دفنه، فمنها أنّ قبره -عليه السلام- كان في النيل إلى أن جاء موسى -عليه السلام- ونقله إلى بيت المقدس، ودفنه حيث قبر أبيه يعقوب جدّه إسحاق في مدينة الخليل في فلسطين، وقيل إنّه دفنه في نابلس، والثابت أنّه لم يُجزم ويتأكد محلّ قبرٍ لنبيٍّ من أنبياء الله -عليهم السلام- إلّا قبر النبيّ محمدٍّ -عليه الصلاة والسلام- فقط، وفيما يأتي تفصيل الروايات الواردة في وفاة يوسف -عليه السلام- ومحل قبره.[١]
قبر يوسف عليه السلام
رُوي أنّ أهل مصر تجادلوا في مكانِ دفن يوسف -عليه السلام- وتعدّدت أقوالهم في أين يدفنوه، إلى أن اتفقوا -كما تشير بعض الروايات- على وضع جثته -عليه السلام- في صندوقٍ من المرمرِ، ودفنه في نهرِ النيلِ، وظلّ يوسف -عليه السلام- مدفونًا هناك إلى أن أوحى الله إلى نبيّه موسى -عليه السلام- أن ينقل قبر سيّدنا يوسُف إلى بيتِ المقدسِ عند آبائه.[١]
وقيل إنّ لم موسى -عليه السلام- لم يكن يعلم المكان الذي دفن فيه يوسف -عليه السلام-، فقيل له إنّ عجوزًا من بني إسرائيل تعرفُ مكان دفنهِ؛ فذهب إليها ليسألها فأجابته بأنّ قبر يوسف -عليه السلام في صندوق في النيل؛ فاستخرجه سيّدنا موسى -عليه السلام- من النيل، وأخذه معه إلى بيت المقدس، ودُفن بجوار أبيه يعقوب وجديه إسحاق وإبراهيم -عليهم السلام- في مدينة الخليل، ونُقل في روايات أخرى أنّه دُفن في مدينة نابلس في فلسطين.[١]
حياة يوسف بعد يعقوب عليهما السلام
بعد أن جمع الله -تعالى- بين يوسف وأبيه يعقوب -عليهما السلام- وإخوته في مصر، أقام يعقوب -عليه السلام- فيها مدَّةً، قيل إنّها سبع عشرة سنةً، وحين شعر يعقوب -عليه السلام- بدنو أجله؛ جمع من حوله أبناءه ومن بينهم نبيّ الله يوسف -عليه السلام- لغاية سامية، فأوصاهم بالتزام الإيمان بالله -تعالى- والبقاء على التوحيد، كما جاء في قول الله -تعالى- على لسان يعقوب: (أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَـٰهَكَ وَإِلَـٰهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَـٰهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ)؛[٢] فأتمَّ نبي الله يعقوب -عليه السلام- رسالته، وكان قد أوصى يعقوب ولدَه يوسُف أن يحمل جسده إلى بيت المقدس في فلسطين، ويدفنه بجوار أبيه إسحاق وجدّه إبراهيم في بلدة الخليل -كما تذكر الروايات-.[٣]
وبعد أن منّ الله على سيّدنا يوسف -عليه السلام- وأعطاه من نعيمِ الدنيا الكثير؛ اشتاقت نفسه للقاء الله -عزّ وجلّ-، فتمنّى لقاء الله -تعالى- وسأله ذلك، وقيل هو أوّل نبيّ تمنّى الموت، كما جاء في قوله تعالى: (رَبِّ قَد آتَيتَني مِنَ المُلكِ وَعَلَّمتَني مِن تَأويلِ الأَحاديثِ فاطِرَ السَّماواتِ وَالأَرضِ أَنتَ وَلِيّي فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ تَوَفَّني مُسلِمًا وَأَلحِقني بِالصّالِحينَ)،[٤] وقيل إنّ المراد لا تمنّي الموت، إنّما الدعاء بأن يختم الله الله -تعالى- حياته على دين التوحيد، وتنقل الروايات أنّه حين حضر يوسف الموتُ جمع إليه قومه من بني يعقوب، وأوصى أخاه يهوذا على قومه، وتُوفي -عليه السلام- وعمره مئةٌ وعشرون سنةً.[٥]
المراجع
- ^ أ ب ت "•لماذا دُفن سيدنا يوسف عليه السلام فى قاع النيل؟ولماذا لم يدفن في الأرض؟ من النبي الذي اخرجه؟"، طريق الإسلام، 25/2/2021، اطّلع عليه بتاريخ 26/6/2022. بتصرّف.
- ↑ سورة البقرة، آية:133
- ↑ أبو عبيد البكري، المسالك والممالك للبكري، صفحة 110-111. بتصرّف.
- ↑ سورة يوسف، آية:101
- ↑ ابن كثير، البداية والنهاية، صفحة 220. بتصرّف.