أين قبر عمر بن الخطاب

كتابة:
أين قبر عمر بن الخطاب

عمر بن الخطاب

هو عمر بن الخطاب بن نُفَيل بن عبد العُزّى بن رياح بن عبد الله بن قُرْط بن رَزَاح بن عديّ بن كعب، ويكنى أبا حفص، الفاروق خليفة المسلمين الثاني، أمير المؤمنين العادل، البطل، صاحب الفتوحات الإسلامية العظيمة؛ حيث ساهم في توسّع نطاق الأمة الإسلاميّة بشكل كبير.[١]

وهو أحد المبشّرين بالجنة، والذي باستشهاده واغتياله هزّ كيان الأمة الإسلامية، وزعزع أمنها، حيث دامت فترة خلافته عشر سنوات، حكم فيها الأمّة الإسلامية بالحق والعدل، -رضي الله عنه- وأدخله فسيح جناته.[١]

وفاته

وفاة الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عن-ه لم تكن وفاة عادية، إذ تم اغتياله من قبل المدعو أبو لؤلؤة المجوسي، والذي كان يتحيّن الفرصة المناسبة لقتله، وكان وقت التنفيذ هو صلاة الفجر؛ حيث بدأ -رضي الله عنه- صلاة الفجر، وهو إمام على الناس، وكان القاتل المجوسي في صفوف المصلين، وأثناء الصلاة اتجه المجوسي نحوه -رضي الله عنه-، ثم قام بطعنه ثلاث طعنات.[٢]

وذلك بسكّينٍ مغموسة بالسم كان قد أعدها مسبقاً لهذه الغاية، وأثناء هروبه طعن ثلاثة عشر صحابياً مات منهم سبعة، واستطاع أحد الصحابة أن يرمي عليه رداءه، عندها لما عرف المجوسي بأنه هالك لا محالة، وأنه لن يستطيع الفرار قتل نفسه بذات الخنجر.[٣]

دفنه

حُمل رضوان الله عليه إلى منزله، وبعد أن استيقظ من إغمائه قال: "الحمد الله الذي لم يجعل منيتي على يدي رجل يدعي الإيمان ولم يسجد لله سجدة"، إذ لم يهتم بما حصل له، وبمن قتله، وما هي أسباب قتله، بل كان جلّ همه وتفكيره بألا يكون قاتله مسلماً حقاً.[٤]

ثم أشار عليهم في مسألة الخلافة بأن ينتخبوا أحداً من بينهم، ثم طلب من ابنه عبد الله بن عمر أن يذهب إلى سيدتنا أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر -رضي الله عنهما-، ويستأذنها بأن يُدفن بجوار صاحبيه؛ ويقصد الرسول محمد -عليه الصلاة والسلام-، وخليفة المسلمين الأول أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-.[٤]

وأوصى سيّدنا عمر ابنه عندما تُقبض روحه أن يستأذن بإدخاله، فإن أذن له أدخلوه، وإلا ردوه إلى مقابر المسلمين، وبعد أن قُبضت روحه، أخذوه ليدفنوه، واستأذنوا أم المؤمنين فأذنت لهم سيدتنا عائشة -رضي الله عنها- بذلك.[٤]

ودفن -رضي الله عنه- بجوار صاحبيه الرسول -صلى الله عليه وسلم-، وأبو بكر الصدّيق -رضي الله عنه- في المدينة المنورة، في حجرة عائشة -رضي الله عنها-.[٤]

وصيته

وقد أوصى الخليفة عمر -رضي الله عنه- الصحابة بعدد من الوصايا عندما طُعن، وعلم أنه لن يقوم من ذلك إلا بنيله للشهادة، فقال: "أُوصِيكُمْ بِكِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ فَإِنَّكُمْ لَنْ تَضِلُّوا مَا اتَّبَعْتُمُوهُ، أُوصِيكُمْ بِالْمُهَاجِرِينَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ سَيَكْثُرُونَ، وَيَقِلُّونَ".[٥]

"وَأُوصِيكُمْ بِالْأَنْصَارِ؛ فَإِنَّهُمْ شِعْبُ الْإِسْلَامِ الَّذِي لَجَأَ إِلَيْهِ، وَأُوصِيكُمْ بِالْأَعْرَابِ؛ فَإِنَّهُمْ أَصْلُكُمْ وَمَادَّتُكُمْ، إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَعَدُوُّ عَدُوِّكُمْ، وَأُوصِيكُمْ بِذِمَّتِكُمْ؛ فَإِنَّهَا ذِمَّةُ نَبِيِّكُمْ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وَرِزْقُ عِيَالِكُمْ، قُومُوا عَنِّي".[٥]

المراجع

  1. ^ أ ب ابن سعد، الطبقات الكبرى، صفحة 245-246. بتصرّف.
  2. [مجموعة من المؤلفين]، مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، صفحة 181. بتصرّف.
  3. [عبد السلام بن محسن آل عيسى]، دراسة نقدية في المرويات الواردة في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية رضي الله عنه، صفحة 166. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت ث [سعيد حوى]، الأساس في السنة وفقهها، صفحة 1596. بتصرّف.
  5. ^ أ ب [محمد سالم الخضر]، البلاغة العمرية، صفحة 241.
5603 مشاهدة
للأعلى للسفل
×