مكان قبر مريم العذراء
ثبتت قصة السيدة مريم وابنها عيسى -عليه السلام- في القرآن الكريم، أما ما يخص زمن وفاة السيدة مريم ومكان تواجد قبرها فهو في علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله -تعالى-، ولم يثبت دليل في القرآن الكريم أو السنة النبوية المطهرة يوضح مكان قبر السيدة مريم بالتحديد.[١]
وإن جميع ما ورد فيما يخص تحديد قبر السيدة مريم العذراء في كتب العلماء هو من روايات أهل الكتاب، وكل ما حصل للسيدة مريم بعد رفع ابنها عيسى -عليه السلام- لا يمكن معرفته والتأكد منه إلا عن طريق الوحي، ولم يثبت لنا عن طريق الوحي ما يدل على مكان قبر السيدة مريم.[١]
وسنذكر بعض أقوال العلماء التي استندت على روايات لأهل الكتاب في تحديد قبر السيدة مريم فيما يأتي:
- طرف جبل الطور
ذكر العليمي في كتابه "الأنس الجليل" أن قبر السيدة مريم يقع في بيت المقدس، في منطقة تقع بطرف جبل الطور وقد تم بناء كنيسة في تلك المنطقة؛ وتسمى كنيسة الجيسمانية، وقيل إن سيدنا يحيى وزكريا -عليهما السلام- مدفونان ببيت المقدس في طرف جبل الطور.[٢]
- منطقة في بيت المقدس
ذكر الهروي في كتابه "الإشارات في علم العبارات" أن قبر السيدة مريم العذراء يقع في مكان في بيت المقدس فيه 16 عمود من الرخام، وله 4 أبواب، ويوجد في المنطقة كنيسة، وذكر أن فيها مشهد للنبي إبراهيم -عليه السلام-، ويوجد فيها العديد من الآثار والأعمدة.[٣]
- المنطقة القريبة من باب الأسباط
ذكر ابن الوردي في كتابه "خريدة العجائب وفريدة الغرائب" أن قبر السيدة مريم يقع في منطقة قريبة من باب الأسباط، وفي هذه المنطقة يوجد كنيسة حسنة وكبيرة جداً، وتسمى هذه الكنيسة بكنيسة الجسمانية.[٤]
- الجانب اليسار من المسجد في بيت المقدس
ذكر ابن الجوزي في كتابه "فضائل بيت المقدس" رواية ضعيفة لم تثبت صحتها تخبر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- رأى نوران ساطعان عند المسجد عندما أُسري به إلى بيت المقدس؛ فأخبره جبريل أن النور الذي على اليمين محراب داود، والنور الذي على اليسار قبر السيدة مريم.[٥]
التعريف بالسيدة مريم
هي السيدة مريم بنت عمران، أم سيدنا عيسى -عليه السلام-، وأمها تسمى حنة بنت فاقوذ، قال -تعالى-: (إذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).[٦][٧]
وقد ثبت ذكر اسم السيدة مريم في القرآن الكريم، قال -تعالى-: (فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنثَىٰ ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ).[٨]
نشأة السيدة مريم
حفظ الله -تعالى- السيدة مريم من كل سوء وضرر، وكفلها أي ضمها سيدنا زكريا -عليه السلام- إليه؛ فتربت السيدة مريم -عليها السلام- في كنف بيت النبوة والطهر، وكانت تعتكف في المسجد، وتكفل الله -تعالى- برزقها.[٩]
قال -تعالى-: (فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ۖ كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا ۖ قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَا ۖ قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ ۖ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ).[١٠]
المراجع
- ^ أ ب "ماذا حدث للسيدة مريم بعد رفع سيدنا عيسى عليه السلام"، إسلام سؤال وجواب، اطّلع عليه بتاريخ 18/7/2022. بتصرّف.
- ↑ العليمي، الأنس الجليل، صفحة 62. بتصرّف.
- ↑ الهروي، الاشارات الى معرفة الزيارات، صفحة 33. بتصرّف.
- ↑ ابن الوردي، خريدة العجائب وفريدة الغرائب، صفحة 103. بتصرّف.
- ↑ ابن الجوزي، فضائل بيت المقدس، صفحة 100. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية:35
- ↑ مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1226. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية:36
- ↑ محمد أبو زهرة، زهرة التفاسير، صفحة 200. بتصرّف.
- ↑ سورة آل عمران، آية:37