أين هاجر الرسول

كتابة:
أين هاجر الرسول

الهجرات التي قام بها رسول الله

هاجر رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- هجرةً واحدةً في حياته؛ وهي الهجرة النبوية التي كانت من مكان ولادته ونشأته في مكَّة المكرَّمة إلى المدينة المنوَّرة، وقد سبق الهجرة جملةٌ من الأحداث المتتابعة والتي كانت بمثابة المحفِّز على الهجرة، وهذه الأحداث مرتَّبة كما يأتي:

  • الخروج إلى الطَّائف: إذ إنَ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- خرج إلى الطَّائف يدعو قومها للإسلام، وذلك في العام العاشر من البعثة، لكنَّ أهل الطَّائف لم يُحسنوا استقباله، وأقام عندهم عشرة أيَّامٍ ينتقل بين أشرافهم ويحدِّثهم، إلَّا أنَّهم طردوه، وعيَّروه، واتَّهموه بالسَّفه، وضربوه حتى أدموا قدميه الشَّريفيتين، فعاد نبيُّ الله -صلى الله عليه وسلَّم- حزيناً وكان يوماً شديداً عليه.[١]
  • عرض الإسلام على القبائل والأفراد: وفي نفس العام العاشر للبعثة، استغلَّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- موسم الحجِّ وقدوم الوفود إلى مكَّة من قبائل شتَّى، فصار يدعوهم إلى الإسلام، وقد أسلم من بين هذه القبائل قبيلتي الأوس والخزرج؛ حيث كانتا تسكنان المدينة المنوَّرة.[٢]
  • بيعة العقبة الأولى والثّانية: وفي العام التالي -وهو الحادي عشر للبعثة- جاء إلى موسم الحجِّ إثنا عشر رجلاً من الأوس والخزرج يُعلنون إسلامهم ويبايعون رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأرسل معهم مصعب بن عمير -رضي الله عنه- يعلِّمهم القرآن الكريم،[٣] وفي العام الذي يليه عاد مصعب بن عمير ومعه ثلاثةٌ وسبعون رجلاً وامرأتان، فبايعهم رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- في مكانٍ يسمَّى العقبة.[٤]
  • الإذن للصّحابة بالهجرة: بعد هذه البيعة أذِنَ رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- لأصحابه بالخروج من مكَّة إلى المدينة، واللَّحاق بإخوانهم من الأنصار هروباً من بطش قريش، فكانوا يخرجون متتابعين، لكنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- ومعه عدد يسير ظلُّوا في مكَّة منتظرين الأمر من السَّماء بالهجرة.[٤]
  • تآمر قريش على قتل النبي: بعد خروج أعداد كبيرة من المسلمين إلى المدينة أحسَّ المشركون بقرب هجرة الرَّسول -صلى الله عليه وسلم-، فعقدوا اجتماعاً عاجلاً قررَّوا فيه قتله، بحيث يتشارك في قتله فتى من كلِّ قبيلة منهم ليضيع دمه بين القبائل، لكنَّ الله -تعالى- أمره بالخروج في هذه اللَّيلة ومغادرة مكَّة تاركاً مكانه علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-.[٥]
  • خروج النبي إلى المدينة برفقة أبي بكر: خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من بيته مصطحباً أبا بكر -رضي الله عنه-؛ ليكون بذلك أبو بكر الصديق رفيق الرسول في رحلة الهجرة، وفيما يتعلق بأحداث الهجرة النبوية؛ فقد اتَّجه الرسول -صلى الله عليه وسلم-نحو المدينة وأقام في غار ثور ثلاث ليالٍ، وقريشٌ تبحث عنه في كلِّ صوبٍ، وكان معهما دليل الرسول في هجرته عبد الله بن أريقط يمشي بهما طريقاً غير معهودة، إلى أن وصل الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى قباء في يوم الإثنين الثاني عشر من ربيع الأوَّل.[٦]


الهجرات التي قام بها الصحابة

أمَّا بالنِّبسة للصَّحابة -رضي الله عنهم- فقد هاجروا ثلاث هجراتٍ هي:[٧]

  • الهجرة الأولى إلى الحبشة: وقد هاجر فيها عشرةٌ من الرِّجال وأربعةٌ من النِّساء، وتوجهوا نحو الحبشة هروباً من أذى قريش؛ لأنَّ الحبشة يحكمها رجلٌ عادلٌ لا يظلم عنده أحد، فكانت هذه أوَّل هجرةٍ في الإسلام.
  • الهجرة الثّانية إلى الحبشة: حيث تبعهم مجموعةٌ من الصَّحابة من بينهم جعفر بن أبي طالب، وكانوا قد خرجوا بأهلهم وأبناءهم، ومنهم من خرج منفرداً، وكان مجموع المهاجرين إلى أرض الحبشة ثلاثة وثمانون رجلاً.
  • الهجرة إلى المدينة المنورة: بدأ الصَّحابة بالهجرة إلى المدينة بعد بيعة العقبة كما أسلفنا، وقد خروجوا متتابعين وليسوا دفعةً واحدةً، وكان أوَّلهم أبو سلمة وزوجته -رضي الله عنهم-، ثمَّ صهيب الرُّومي، ومنهم من ترك أمواله وبيته خلفه، ومنهم من ترك أولاده، وكان بعض الصَّحابة يخرجون سرّاً، وبعضهم لا يأبه ويخرج في وضح النَّهار كما فعل عمر بن الخطَّاب -رضي الله عنه-.[٨]


أثر الهجرة على الدعوة الإسلامية

كان للهجرة أثرٌ كبيرٌ على الدَّعوة الإسلاميَّة، نورد بعضها فيما يأتي:

  • قيام الدَّولة الإسلاميَّة متكاملة الأركان، ترتكز شرائعها على عقيدةٍ ثابتةٍ منبعها من السَّماء، ويؤمن أفرادها بها أصدق الإيمان.[٩]
  • بدء عهدٍ جديدٍ للإسلام، وبداية تاريخٍ جديدٍ للمسلمين.[١٠]


المراجع

  1. صفي الدين المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 113-114. بتصرّف.
  2. عطية سالم، دروس الهجرة، صفحة 18. بتصرّف.
  3. أبو الحسن الندوي، السيرة النبوية، صفحة 226. بتصرّف.
  4. ^ أ ب أبو الحسن الندوي، السيرة النبوية، صفحة 231-232. بتصرّف.
  5. صفي الدين المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 143-146. بتصرّف.
  6. صفي الدين المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 146-150. بتصرّف.
  7. أبو الحسن الندوي، السيرة النبوية، صفحة 196. بتصرّف.
  8. صفي الدين المباركفوري، الرحيق المختوم، صفحة 140-142. بتصرّف.
  9. راغب السرجاني، السيرة النبوية، صفحة 1. بتصرّف.
  10. منير الغضبان، فقه السيرة النوية، صفحة 342. بتصرّف.
9793 مشاهدة
للأعلى للسفل
×