أين ولد سيدنا اسماعيل

كتابة:
أين ولد سيدنا اسماعيل

مكان ولادة سيدنا إسماعيل عليه السلام

وُلد نبي الله إسماعيل -عليه السلام- على أرض الشام،[١] في فلسطين؛ وذلك لأنّ إبراهيم -عليه السلام- كان يتنقّل بيت فلسطين ومكة،[٢] وقد كان عمر إبراهيم -عليه السلام- حينما رزقه الله -تعالى- بإسماعيل ست وثمانين سنة.[٣]


وقد كان ذلك بعدما وهبت سارة أمتها هاجر لإبراهيم -عليه السلام- حتى يتزوجها فتُنجب له، لا سيما وأنّ سارة كانت عاقرا، فحملت هاجر بإسماعيل -عليه السلام-، ثمّ بشّر الله -تعالى- سارة بإسحاق رغم ما كان بها من عقر، وكبر السن، وكان عمر إبراهيم -عليه السلام- حينئذ قرابة مائة سنة.[٤]


مكان استقرار إسماعيل عليه السلام

أمر الله -تعالى- إبراهيم -عليه السلام- أن يُسكن هاجر وابنها إسماعيل -عليه السلام- مكة المكرمة، وذلك بعد أن تمكّنت الغيرة من زوجتيه،[٥] فاحتمل إبراهيم -عليه السلام- هاجر وابنها على البراق ومعهما تمر وقربة من الماء وأنزلهما في مكة في موضع البيت.[٦]


وعندما أراد إبراهيم -عليه السلام- الرحيل عنهما لحقت به هاجر وهي تسأله مراراً عن سبب تركه لها ولابنها في وادٍ يخلو من الإنس ومن كل شيء، إلّا أنّه -عليه السلام لم يكن يلتفت إليها، حتى سألته إن كان الله -تعالى- قد أمره بذلك فأجابها بنعم، فقالت حينها: "إذا لا يُضيعنا الله".[٥]


ثمّ رحل عنهما وعندما وصل الثنية من أرض مكة،[٥] دعا الله -تعالى- بقوله: (رَبَّنا إِنّي أَسكَنتُ مِن ذُرِّيَّتي بِوادٍ غَيرِ ذي زَرعٍ عِندَ بَيتِكَ المُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقيمُوا الصَّلاةَ فَاجعَل أَفئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهوي إِلَيهِم وَارزُقهُم مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُم يَشكُرونَ)،[٧][٨] فاستجاب الله -تعالى- دعاءه، فنبعت ماء زمزم، وسكن المكان الجراهمة.[٩]


مكان وفاة إسماعيل عليه السلام

توفّي إسماعيل -عليه السلام- في مكة عن عمر مئة وسبع وثلاثين سنة،[١٠] وقد تمّ دفنه في الحجر عند قبر أمّه هاجر،[١١] بحيث يقع قبره مابين الميزاب إلى الحجر،[١٢] وتجدر الإشارة إلى أمرين:[١٣]

  • أوّلهما: تسمية الحجر بحجر إسماعيل تسمية لا أصل لها؛ وذلك لانتفاء علمه -عليه السلام- بهذا الحجر، حيث قام ببناء الكعبة مع والده إبراهيم -عليه السلام- بناءً كاملاً كان من ضمنه الحجر، ثمّ تعرّضت الكعبة لحريق وسيل جارف كانا سبباً في تصدّع جدران الكعبة، فعمدت قريش إلى إعادة بنائها، إلّا أنّهم أخرجوا الحجر منها لعدم توفر النفقة الطيبة التي تُساهم في إتمام البناء على قواعد ابراهيم وإسماعيل -عليهما السلام-، لكنّهم بنوا جداراً قصيراً على الحجر للدلالة على أنّه من الكعبة.
  • ثانيهما: ورود بعض الآثار التي تفيد كون قبر إسماعيل -عليه السلام- في الحجر، إلّا إنّه لم تثبت أحاديث صحيحة تدلّ على ذلك.


التعريف بالنبي إسماعيل

هو إسماعيل بن إبراهيم بن تارح وهو آزر بن ناحور بن أسرغ بن أرغو بن فالخ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح،[١٤] كان الله -تعالى- قد ابتلاه بأن يذبحه أبيه فاستسلم لأمره -تعالى- حيث قال الله -تعالى-: (قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّـهُ مِنَ الصَّابِرِينَ)،[١٥] كما كان -عليه السلام- قد ساهم مع أبيه في بناء الكعبة حيث قال الله -تعالى-: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ)،[١٦]


وبعد أن أنهيا -عليهما السلام- بناءها دعو الله -تعالى- بقولهما: (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ* رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ* رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)،[١٧] فنشأت مكة وسكنها أبناء إسماعيل -عليه السلام-، فنشأت أُمّة جديدة هي أمة العرب، وأصبحت الكعبة قبلة للعالم بأسره.[٩]


خلاصة المقال: ولد إسماعيل -عليه السلام- في فلسطين، واستقر في مكة المكرمة، أمّا مكان وفاته وقبره فقد تعدّدت آراء العلماء في ذلك، وقد كان -عليه السلام- صابراً ومستسلماً لأمر الله -تعالى-، وقد ساهم في بناء الكعبة، ونشأت من نسله أمة العرب.



المراجع

  1. مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 312. بتصرّف.
  2. مجموعة من المؤلفين، أرشيف ملتقى أهل التفسير. بتصرّف.
  3. مجموعة من المؤلفين، فتاوى الشبكة الإسلامية، صفحة 1728. بتصرّف.
  4. محمد أبو شهبة (1427)، السيرة النبوية على ضوء القرآن والسنة (الطبعة 8)، دمشق:دار القلم، صفحة 109-110، جزء 1. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت محمد زينو (1417)، مجموعة رسائل التوجيهات الإسلامية لإصلاح الفرد والمجتمع (الطبعة 9)، الرياض:دار الصميعي ، صفحة 393، جزء 2. بتصرّف.
  6. محمد الفاسي (1421)، شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام (الطبعة 1)، بيروت:دار الكتب العلمية، صفحة 20، جزء 2. بتصرّف.
  7. سورة ابراهيم، آية:37
  8. محمد الأسيوطي (1982)، إتحاف الأخِصّا بفَضَائل المسجد الأقصى، مصر:الهيئة المصرية العامة، صفحة 110، جزء 2. بتصرّف.
  9. ^ أ ب أحمد غلوش (1423)، دعوة الرسل عليهم السلام (الطبعة 1)، بيروت:مؤسسة الرسالة، صفحة 175-176. بتصرّف.
  10. عبد الرحمن العليمي، الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل، عمان:مكتبة دندنيس، صفحة 41، جزء 1. بتصرّف.
  11. محمد الحلي (1984)، المناقب المزيدية في أخبار الملوك الأسدية (الطبعة 1)، عمان:مكتبة الرسالة، صفحة 305. بتصرّف.
  12. سبط ابن الجوزي (1434)، مرآة الزمان في تواريخ الأعيان (الطبعة 1)، دمشق:دار الرسالة العالمية، صفحة 429، جزء 1. بتصرّف.
  13. "حِجر إسماعيل ، تسمية لا أصل لها"، الإسلام سؤال وجواب، 21-12-2002، اطّلع عليه بتاريخ 17-8-2021.
  14. "ذكر سرد النسب الزكي من محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى آدم عليه السلام"، نداء الايمان، اطّلع عليه بتاريخ 17-8-2021. بتصرّف.
  15. سورة الصافات، آية:102
  16. سورة البقرة، آية:127
  17. سورة البقرة، آية:127-129
6113 مشاهدة
للأعلى للسفل
×