أين يقع قبر النبي هود

كتابة:
أين يقع قبر النبي هود

مكان قبر النبي هود عليه السلام

أشار بعض المُفسرون والمؤرخون إلى أنّ مكان قبر نبي الله هود -عليه السلام- في حضرموت،[١] في قرية سنا،[٢] وحضرموت إقليم واقع في جنوب شبه الجزيرة العربية يحدّه من الشرق عُمان، ومن الغرب عدن، ومن الشمال حدود السعودية.[٣]


كما أنّ هذا الإقليم عبارة عن ساحل رملي واسع يحتوي على بعض المرتفعات الجبلية وعدّة أودية منها: وادي الكسر، ودمعن، الجزع، حجر، ميفع، سنام، المسيلة، وينتشر فيه عدّة مدن منها: مدينة شبام، وشبوة، ونزيم، والمكلا، ومن أشهر القبائل التي تقطن فيه: قبيلة شيبان، ومهرة، وممّا تجدر الإشارة إليه أنّ إقليم حضرموت كان يُطلق عليه اسم وادي الأحقاف نسبةً إلى قوم هود -عليه السلام.[٣]


النبي هود عليه السلام ودعوته

يوجد العديد من المعلومات المتعلقة بنبيّ الله هود -عليه السلام- ودعوته لقومه، نذكر أبرزها على النحو الآتي: 

التعريف بنبي الله هود عليه السلام

اسم نبي الله هود -عليه السلام- هود أو عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح -عليه السلام-،[٤] وقيل هو هود بن عبد الله بن رباح بن جاوب بن عاد بن عوص بن إرم، وقيل أيضاً في اسمه أنَّه هود بن عبد الله بن رباح بن الخلود بن عاد بن عوص بن إرم،[٥] وقد كان هود -عليه السلام- من قبيلة عاد التي كانت تقطن الأحقاف الواقعة في حضرموت.[٤]


قوم نبي الله هود عليه السلام

قوم عاد هم قوم نبي الله هود -عليه السلام-، وقد أشار القرآن الكريم إلى أنّ قوم عاد كانوا يقطنون منطقة الأحقاف،[١] في جزيرة العرب،[٦] لقول الله -تعالى-: (وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ).[٧][١]


لّا أنّ بعض المؤرخين ذهبوا إلى القول بأنّهم كانوا يقطنون في منطقة إرم ذات العماد؛ وذلك لربط القرآن الكريم بين قوم عاد وإرم ذات العماد في قول الله -تعالى-: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ* إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ)،[٨] فبعضهم قال بإنّ إرم مدينة عظيمة، وبعضهم قال بإنّها قبيلة قوية، وبعضهم قال بإنّها جبل عظيم الحجم في ديار جذام قرب العقبة وقد قال بذلك ياقوت الحموي.[٩]


وتجدر الإشارة إلى أنّ قوم عاد كانوا أصحاب قوة وبأس وقدرة، وذلك لقول الله -تعالى-: (أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ* وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ* وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ)،[١٠] كما أنّهم قد يكونوا قريبي الصلة بالثموديين، وذلك لقول الله -تعالى-: (وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى* وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى).[١١][١]


دعوة هود عليه السلام لقومه وموقفهم من دعوته وعاقبتهم

دعا هود -عليه السلام- قومه إلى عبادة الله -تعالى- وتوحيده، حيث قال الله -تعالى-: (وَإِلى عادٍ أَخاهُم هودًا قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللَّـهَ ما لَكُم مِن إِلـهٍ غَيرُهُ أَفَلا تَتَّقونَ)،[١٢] إلّا أنّ قومه كفروا بالله -تعالى- وكذبوه -عليه السلام- ووصفوه بالسفاهة، قال الله -تعالى-: (قالَ المَلَأُ الَّذينَ كَفَروا مِن قَومِهِ إِنّا لَنَراكَ في سَفاهَةٍ وَإِنّا لَنَظُنُّكَ مِنَ الكاذِبينَ)،[١٣][١٤] وقوله -تعالى-: (كَذَّبَتْ عَادٌ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ).[١٥]


فشاء الله -تعالى- أن يُهلك قوم عاد ويُلحق العذاب بهم، وكان ذلك من خلال ريح قوية شديدة، قال الله -تعالى-: (وَفِي عَادٍ إِذْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ* مَا تَذَرُ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ)،[١٦][١٧] وقد استمرت هذه الريح سبع ليالٍ وثمانيةَ أيام لقوله -تعالى-: (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ* سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ).[١٨][١٩]


المراجع

  1. ^ أ ب ت ث عبد العزيز صالح، تاريخ شبه الجزيرة العربية في عصورها القديمة، مصر:مكتبة الأنجلو ، صفحة 137. بتصرّف.
  2. محمد مهران، دراسات في تاريخ العرب القديم (الطبعة 2)، الإسكندرية:دار المعرفة الجامعية، صفحة 218. بتصرّف.
  3. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين، الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي، صفحة 347. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ابن كثير (1408)، البداية والنهاية (الطبعة 1)، بيروت:دار إحياء التراث العربي، صفحة 137. بتصرّف.
  5. جواد علي (1422)، المفصل فى تاريخ العرب قبل الإسلام (الطبعة 4)، بيروت:دار الساقي، صفحة 310. بتصرّف.
  6. أحمد العسيري، موجز التاريخ الإسلامي منذ عهد آدم عليه السلام إلى عصرنا الحاضر، صفحة 49. بتصرّف.
  7. سورة الأحقاف، آية:21
  8. سورة الفجر، آية:6-7
  9. عبد العزيز صالح، تاريخ شبه الجزيرة العربية في عصورها القديمة، مصر:مكتبة الأنجلو ، صفحة 138. بتصرّف.
  10. سورة الشعراء، آية:128-130
  11. سورة النجم، آية:50-51
  12. سورة الأعراف، آية:65
  13. سورة الأعراف، آية:66
  14. ابن كثير (1408)، البداية والنهاية (الطبعة 1)، بيروت:دار إحياء التراث العربي، صفحة 138. بتصرّف.
  15. سورة القمر، آية:18
  16. سورة الذاريات، آية:41-42
  17. مصطفى العدوي، سلسلة التفسير، صفحة 9-10. بتصرّف.
  18. سورة الحاقة، آية:6-7
  19. أحمد العسيري، موجز التاريخ الإسلامي منذ عهد آدم عليه السلام إلى عصرنا الحاضر، صفحة 38. بتصرّف.
5229 مشاهدة
للأعلى للسفل
×