هو النهر الدائم الوحيد في غرب آسيا ويتدفق شمالًا من لبنان إلى سوريا وتركيا، ويصب غربًا في البحر الأبيض المتوسط، يمتد لمسافة 355 ميلاً من البداية إلى النهاية في ميناء صمنداغ في لواء إسكندرون، وقديمًا بالفرنسية سُميت بـ "السويدية".[١]
يستخدم نهر العاصي بشكل أساسي لأغراض الري مع العديد من المشاريع الزراعية المخطط لها في البلدان الثلاثة، وتعد المياه في منابع النهر جيدة ولكنها تترسب في الروافد الوسطى والدنيا من النهر بسبب الأنشطة الحضرية والزراعية والصناعية.
التاريخ وسبب التسمية
يقال بأن نهر العاصي قد سمي تايفون في الأصل على اسم تنين ضربته صاعقة واختبئ تحت الأرض في القرن التاسع قبل الميلاد، أطلق الآشوريون اسم أرانتو إلى النهر، أما المصريون فقد سموه بأراونتي، ويُعتقد أن الأسم مشتق من كلمة Arnt وتعني اللبؤة في اللغة السريانية، وفي الآرامية أُطلق عليه اسم "آلهة الماء" إلى أن تدرج إلى اليونانية وسُمي بـ"Orontes"، وفي العصور القديمة شهد النهر الكثير من المعارك والانتصارات في عهد رمسيس الثاني ملك مصر في معركة قادش، وقد وقعت أيضًا معركة بين آشور ودمشق عام 853 قبل الميلاد، ومن الناحية التجارية والملاحة لم يكن النهر صالحًا للملاحة وانطلقت أهميته بسبب الطريق الممتد على ضفتيه حيث يمتد على طول الطريق من انطاكيا إلى حمص ويصل إلى دمشق.[٢]
أهمية النهر حديثًا
تستخدم مياه نهر العاصي للري في 3 بلدان، بحيث تأخذ لبنان 6%، وتأخذ تركيا 36%، و58% المتبقية تأخذها سوريا، وتبلغ حوالي 350 ألف هكتار من الأراضي، ويغذي في سهل البقاع محاصيل الفواكه والخضراوات والمحاصيل الحقلية، وتحصل محافظات إدلب ووداي الغاب في سوريا القدر الأكبر من مياه الري من النهر، أما في تركيا يستفيد سد كارمنالي ويارسي من النهر، وفي عام 2009 عقدت سوريا وتركيا اتفاقية لبناء سد بين حدودهما، وتعد لبنان وسوريا من البلدان كثيرة الاستخدام لمياه نهر العاصي قبل وصول كميات قليلة منه إلى تركيا ويعد نهري كاراسو وعفرين من الروافد الرئيسية للنهر، ومدينة حمص وحماة السوريتان ومدينة أنطاكيا التركية من أكبر المتسوطنات النهرية له.[٣]
التنوع البيولوجي للنهر
يضم نهر العاصي الكثير من موائل الحيوانات من مكان تدفقه من الينابيع الجوفية في لبنان إلى الجبال والوديان في سوريا، وفي رحلته على طول ساحل تركيا باتجاه البحر الأبيض المتوسط، تتنوع هذه الموائل من أشجار الأرز وأشجار الزيتون وكروم العنب والصنوبر وكلها تصنع مناظر طبيعية وتحتوي مجموعة كبيرة من الطيور والزواحف في غاباتها وسهولها في لبنان، أما في سوريا فتحتوي المناطق المحاذية للنهر على غابات البلوط وأشجار الصنوبر وتتواجد فيها الزواحف والطيور والدببة، وفي تركيا تمتلك غابات البلقان المختلطة والبحيرات وغابات البلوط وتضم طيورًا مفترسة وقططًا برية، وأُعطيت لبنان الأولوية لإعادة تأهيل الموائل القديمة فيها ومراقبة الطيور لمعرفة العادات المتغيرة لديها جراء الاحتباس الحراري وتقييم الصيد الجائر وقتل الطيور، فيما تتخذ سوريا خطوات جدية للحافظ على الحياة البرية في نهر العاصي.[٣]
المراجع
- ↑ "Orontes River Basin", waterinventory, Retrieved 9/1/2022. Edited.
- ↑ The Editors of Encyclopaedia Britannica, "Orontes River", britannica, Retrieved 9/1/2022. Edited.
- ^ أ ب Rolando Y. Wee (25/4/2017), "The Orontes: The Backwards River Of The Levant", worldatlas, Retrieved 9/1/2022. Edited.
