أيهما أخطر الضغط الانقباضي أم الانبساطي؟

كتابة:
أيهما أخطر الضغط الانقباضي أم الانبساطي؟

ضغط الدم

عندما ينبض القلب يضخ الدم إلى كامل أجزاء الجسم ليمدّه بالغذاء والأكسجين اللازم، وخلال حركة الدّم فإنه يندفع على جوانب الأوعية الدموية، وتسمى قوّة الدفع ضغط الدم، وإذا كان الضغط عاليًا جدًا فإنه يشكل جهدًا على الشرايين، مسببًا النوبات القلبية والسكتات الدماغية، أما انخفاضه فهو يقلل من وصول الدم إلى الأعضاء الحيوية والأطراف؛ لذا من الضروري مراقبة قراءة الضغط بصورة متكررة، وهي تتمثل برقمين، هما: الضغط الانقباضي (العلوي)، والضغط الانبساطي (السفلي).[١]


الانبساط والانقباض في ضغط الدم

الانبساط والانقباض هما المرحلتان اللتان تتكون منها دورة القلب، التي تبدأ عندما ينبض القلب ويضخ الدم عبر الأوعية الدموية إلى أجزاء الجسم، ويحدث الانقباض عندما ينقبض القلب لضخ الدم، وهذا ما يمثل قراءة الضغط الانقباضي، أما الانبساط فيحدث عندما يرتاح القلب بعد الانقباض، وينتج عنهما ضغط الدم بنوعيه، وكل منهما يعكس جانبًا مختلفًا من تأثير ضغط الدم في الشرايين.[١]


ضغط الدم الانقباضي

إن الضغط الذي يمارسه الدم على الشرايين ليس ثابتًا، وإنما يتغير في كل لحظة، فيعد الضغط الانقباضي ذروة ضغط الدم التي يصل إليها الجسم عند انقباض عضلة القلب خلال دورتها، وتكون قيمته أقل من 120 مم زئبق في الوضع الطبيعي، وتزداد في حالات التوتر العاطفي، وأي ظرف آخر يزيد من عدد ضربات القلب، كما تقل قيمته في حال انخفاض كمية الدم في الجسم بسبب الجفاف أو النزيف الشديد، مسببًا ظهور بعض الأعراض، مثل: الدوار، أو الغيبوبة في بعض الإحيان.


ضغط الدم الانبساطي

يمثل ضغط الدم الانبساطي قراءة الضغط الذي يمارسه الدم على الشرايين خلال أوقات الراحة بين النبضات، إذ يرتاح البُطينان للحظات بسيطة من أجل ملء القلب بالدم مجددًا، وأقل قيمة يصل إليها ضغط الدم أثناء انبساط العضلة لا تتعدى 80 مم زئبق عند الشخص السليم، كما أنها تتغير من دقيقة إلى أخرى، وتعتمد على نشاط القلب ومرونة الشرايين.


أيهما أخطر: الضغط الانقباضي أم الانبساطي؟

عادةً يكون الاهتمام بالضغط الانقباضي أكثر من الانبساطي؛ لأنه يعد عامل الخطر الرئيس للإصابة بأمراض القلب والشرايين عند المرضى فوق عمر 50 عامًا، مع ذلك تستخدم كلتا القراءتين لتشخيص مرض ارتفاع ضغط الدم، ومن الجدير بالذّكر أن قراءة الضّغط تزداد طرديًّا مع تقدّم العمر بسبب زيادة تصلب الشرايين ، وتراكم الدهون داخل الأوعية الدموية، وتعد زيادة ضغط الدم الانقباضي 20 مم زئبق عن الوضع الطبيعي أو زيادة 10 مم زئبق من الضغط الانبساطي سببًا رئيسًا للإصابة بأمراض القلب والجلطات الدماغية، ويضاعف خطر الوفاة.[٢]

كما أنّ ارتفاع ضغط الدم الانقباضي يجعل الأشخاص أكثر عرضةً لحدوث النزيف في الدماغ، أو الإصابة بالذبحة الصدرية، في المقابل ارتفاع ضغط الدم الانبساطي يؤدي إلى تمدد الأوعية الدموية البطنية الأبهرية، مما ينتج منه نزيف شديد يؤدي إلى الموت.[٣]


متى يكون الضغط الانقباضي مرتفع والانبساطي منخفض؟

عندما يكون الضغط الانقباضي مرتفعًا -على سبيل المثال أعلى من 130 مم زئبق- وفي نفس الوقت الضغط الانبساطي يكون طبيعيًّا- أي أقل من 80 مم زئبق- فإنّ هذه الحالة تسمى ارتفاع ضغط الدم الانقباضي المعزول (isolated systolic hypertension)، وهي من أكثر حالات ارتفاع ضغط الدم شيوعًا عند كبار السّن فوق عمر 65 سنةً، إلا أنه قد يصيب الأصغر سنًا أيضًا، أما عن الحالات التي تؤدي إلى مرض ارتفاع ضغط الدم الانقباضي المعزول فهي التي تؤدي إلى تدمير الأوعية الدموية أو تسهم في تصلب الشرايين، ومنها ما يأتي[٤][٥]

  • فقر الدم، مما يجعل القلب يعمل بجهد أكبر لضخ الدم المحدود إلى أجزاء الجسم.
  • مرض السكري، الذي يسبب ارتفاع ضغط الدم وبعض الأمراض الأخرى بعد مدّة من الزمن.
  • فرط نشاط الغدة الدرقية.
  • توقف التنفّس أثناء النوم؛ فانقطاع الأكسجين يُجهد القلب والأوعية الدموية.
  • تصلّب الشرايين والسمنة.
  • المشكلات في صمامات القلب.

أمّا لو كان ضغط الدم الانقباضي طبيعيًّا والضغط الانبساطي منخفضًا جدًا -أقل من 60 مم زئبق- فإنّه يدل على وجود حالة مرضية تسمى انخفاض ضغط الدم الانبساطي المعزول (isolated diastolic hypotension)، التي قد تكون حالةً خطرةً على القلب؛ إذ لا تصله كمية الأكسجين الكافية التي تمكّنه من أداء عمله بصورة طبيعيّة، ويعود ذلك لعدة أسباب، منها ما يأتي:[٦]

  • تناول أدوية حاصرات ألفا (Alpha-blocker) التي تؤدي إلى توسيع الأوعية الدموية.
  • التقدم بالعمر، الذي يؤدي إلى تصلب الشرايين بحيث لا تتناغم حركتها مع حركة القلب.
  • تناول كمية كبيرة من الملح، مما يجعل الشرايين أقلّ مرونةً.


كيف يمكن السيطرة على الضغط الانقباضي المرتفع والانبساطي المنخفض؟

قبل التحدث عن علاج الأمراض يجب التركيز على الوقاية من الإصابة بها قبل حدوثها، من خلال الالتزام بنمط حياة صحي، ومراجعة الطبيب لإجراء الفحوصات الدورية اللازمة كل مدّة، أما عن السيطرة على ضغط الدم فتتضمن ما يأتي:

السيطرة على الضغط الانقباضي المرتفع

لا تختلف طريقة التعامل مع الضغط الانقباضي المرتفع المعزول عن ارتفاع ضغط الدم المعروف، فيكون الهدف من العلاج الوصول إلى قيمة أقل من 140 مم زئبق، من خلال الأدوية أو تغيير نمط الحياة، لكن لا بدّ من التنويه إلى ضرورة الانتباه إلى عدم حدوث انخفاض للضغط الانبساطي أثناء العلاج، وتتضمن طرق العلاج ما يأتي:[٧]

  • العلاج بالأدوية: باستخدام حاصرات قنوات الكالسيوم، ومدرات البول الشبيهة بالثيازايد، التي لها دور كبير في تقليل خطر الإصابة بالجلطات القلبية والدماغية، كما أن الأدوية التي تؤثر في آلية عمل إنزيم الأنجيوتنسين لها دور في علاج ضغط الدم الانقباضي المرتفع.
  • تغيير نمط الحياة: يتضمن خسارة الوزن، وتناول الغذاء الصحي، من خلال الإكثار من تناول الفواكه والخضروات والتقليل من الدهون، بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية باستمرار، وأخيرًا الإقلاع عن التدخين.

السيطرة على الضغط الانبساطي المنخفض

يعد علاج انخفاض ضغط الدم الانبساطي أصعب من علاج انخفاض ضغط الدم العام، ففي حال كان المريض يتناول أدوية حاصرات ألفا يلجأ الطبيب إلى تغييرها إلى نوع آخر لا يؤثر في ضغط الدم الانبساطي بنسبة كبيرة، أما عن الحالات الأخرى فلا توجد أي طريقة للتعامل معها سوى زيارة الطبيب باستمرار وإجراء الفحوصات لمراقبة وضع القلب.

على المريض أيضًا إجراء تغيير في نمط حياته من حيث تناول كميات معتدلة من ملح الطعام، وشرب كمية كافية من المياه، خاصّةً في موجات الحر، كما يجب التركيز على الأكل الصحي الغني بالفواكه والخضار، وممارسة الأنشطة الرياضية باستمرار.[٦]


المراجع

  1. ^ أ ب "Understanding Systolic and Diastolic Blood Pressure", www.verywellhealth.com, Retrieved 2020-08-08. Edited.
  2. "Understanding Blood Pressure Readings", www.heart.org, Retrieved 2020-08-08. Edited.
  3. "Heart Risks May Depend on Which BP Number Is High", www.webmd.com, Retrieved 2020-08-08. Edited.
  4. "High Systolic Blood Pressure: What to Know", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-08. Edited.
  5. "Isolated systolic hypertension: A health concern?", www.mayoclinic.org, Retrieved 2020-08-08.
  6. ^ أ ب "Low Diastolic Blood Pressure: What Causes It and What You Can Do", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-08. Edited.
  7. "High Systolic Blood Pressure: What to Know", www.healthline.com, Retrieved 2020-08-13. Edited.
5715 مشاهدة
للأعلى للسفل
×