أيهما أكثر سعادة الأعزب أم المتزوج؟

كتابة:
أيهما أكثر سعادة الأعزب أم المتزوج؟

عش الزوجية وحياة العزوبية!

لطالما ارتبط دخول الفتاة بعُمر العشرينات ببدء اختبار العديد من التساؤولات والعروض للارتباط الجديّ وقبول الزواج، كما يتعرّض الشباب لمثل هذه العروض التشجيعيّة من عائلته وممّن حوله بعد حصوله على وظيفة جيّدة وبدء استقرار أموره المعيشيّة، وبين اختلاف آراء الناس ونظرة الأفراد أنفسهم لحريّاتهم وحياتهم وطبيعة سير أحداثها وطريقة عيشها؛ من هو الأكثر سعادًة؛ الأعزب أم المتزوّج؟


أيهما أكثر سعادة: الأعزب أم المتزوج؟

في الحقيقة لا يُمكن جواب هذا السؤال بشكلٍ مُحدّد وثابت لجميع المُتزوّجين أو جميع الأفراد الذي فضّلوا العزوبيّة على الزواج، ولا يُمكن إنصاف كلا الحالتين لو كانت الإجابة بأنّ أحدهما أكثر سعادًة من الآخر؛ ويرجع ذلك لعدّة أسباب، منها:[١][٢]


  • كثير من الأفراد المتزوّجين اختاروا حياة الزوجيّة بملئ رغبتهم وإرادتهم؛ لتكوين عائلة مُترابطة وسعيًا للاستقرار العاطفيّ والاجتماعيّ، كما اختار حياة العزوبيّة أفراد آخرون، ووجدوا فيها الحُريّة والحماس والمرح والإنجاز في العمل، ولذا فإنّ كلاهما قد يكون سعيدًا للغاية، أو تعيسًا في حالات أُخرى، كما أنّ إجبار من فضلوا العزوبيّة على الزواج قد يجعل من الزواج أمرًا مقيتًا جدًّا، على عكس ما قد يكونه لمن يُريد الزواج ويرغبه، فذلك يرجع في الأساس لما يُريده الفرد ويُفضّله.
  • حالات الزواج أو العزوبيّة مُختلفة عن بعضها البعض، ولذا لا يُمكن تعميم نتائج أفراد على حساب أفراد آخرين في نفس المجموعة، ودائمًا ما يكون هناك استثناءات، فكما يوجد من اختار العزوبية وهو سعيد بها، فهناك من لم يكن لديه خيار سواها لعدم قُدرته على الزواج لأسباب مُختلفة.


  • كثرة العوامل والظروف المؤثّرة في الزواج أو العزوبيّة تُغيّر من درجات الراحة والسعادة التي يختبرها كلا الأفراد في المجموعتين خلال الوقت، فقد يكون بعض المتزوجين في غاية السعادة في وقتٍ ما من حياتهم، ويُصبحوا أقلّ سعادة في أوقات أُخرى، فليس هناك من قاعدة ثابتة ودائمة لتحديد ذلك.
  • اختلاف مُعتقدات الآباء والأمّهات والعادات القديمة عن واقع الحياة الحاليّة والتحديّات المُعاصرة، التي لا تُصوّر الزواج وتُؤهّله ليكون بنفس المثاليّة والاستقرار التي وجدها الجيل السابق وما قبله، ما يؤثّر على سعادة الأعزب والمتزوّج حسب ما يُريده كلّ منهما، وما يُوفّره واقعهم لهم للاستمرار على ما يرغبون به، سواء أكان بالزواج أم بالبقاء في حياة العزوبيّة، التي قد يراها الأهل من أشكال الوحدة، في حين تكون خلاف ذلك تمامًا للفرد نفسه.


ما الفرق بين المتزوج والأعزب؟

إذن فمقياس السعادة ومعاييرها تختلف ما بين المتزوّج والأعزب، بمثل ما تختلف أمورٌ وجوانب أُخرى في حياة كُلٍّ منهما، والتي سيرد ذكرها بالتفصيل فيما يأتي:


الجانب الصحيّ

سواء أكان من الناحية الجسديّة أم النفسيّة، ويُمكن توضيح الفرق ما بين المتزوّج والأعزب في هذا الجانب في النقاط الآتية:[٣]

  • قد يُساعد الزواج السعيد في تحسين صحّة القلب والشرايين مُقارنًة بغير المُتزوجين.
  • يُلاحظ زيادة وزن المتزوّجين في بداية الزواج، وخاصّة لمن يتمتّعون بزواج ناجح وسعيد، وذلك قد يكون أمرًا جيّدًا لبعض الناس وسيئًا لدى آخرين.
  • يُساعد الزواج الناجح على تقليل مستويات التوتّر والاكتئاب لدى الأفراد، في حين يزيد منها لدى من يُعانون من صعوبات أو مشاكل زوجيّة.
  • يرفع الزواج غير الناجح من احتماليّة تعرّض النساء في مُنتصف أعمارهنّ للجلطات القلبيّة والإصابة بالسكّري.


الجانب الاقتصادي

قد يكون الجانب الماليّ من مُستحقّات ومصاريف أمر في غاية الأهميّة لبعض الناس، وفيما يأتي ذكر للفرق بين حالة المتزوّج والأعزب من الناحية الماليّة:[٣]

  • للمتزوّج، يكون هنالك مُشاركة في الإنفاق، ومُشاركة في الدخل، ولذا فقد يرفع الزواج من الدخل الإجماليّ للأفراد في حال التزام كلا الزوجين بالعمل، ويكون الجانب السلبيّ في حقيقة أنّ ترتيبات الزواج تتطلّب ميزانيّة مُرتفعًة، وسواء أكانت على عاتق الزوجين أو أحدهما فهي كبيرة في مُعظم الحالات، بالإضافة إلى أنّ القرارات الماليّة على اختلافها تكون بالمُشاركة مع الطرف الآخر، وحسب المسؤوليات المنوطة بهما معًا.
  • للأعزب، قد يكون الدخل أقلّ نسبيًّا مُقارنة بدخل المتزوّجين، إلا أنّ الفرد الأعزب أكثر حُريّة في نفقاته وصرف أمواله، ويعود قرار الدفع والإنفاق إليه وحده في غالبيّة الأحيان.


عادات النوم

ربّما يكون الأمر واضحًا بالنسبة لهذا الجانب، إذ أنّ الفرد الأعزب أكثر حُريّة وقُدرة على اختيار عدد ساعات نومه، والنوم بجودة أفضل مُقارنًة بالمتزوجين، الذين يُعانون من قلّة النوم لعدّة أسباب، منها:[٣]

  • احتماليّة أن يكون أحد الزوجين يُعاني من الشخير، ويُعاني الطرف الآخر معه من قلّة النوم بسببه.
  • وجود الأطفال ومسؤولياتهم.
  • ارتباط عدد ساعات ووقت نوم الفرد بالطرف الآخر.


الزواج

وعلى الرغم ممّا قد تبدو عليه حياة العزوبيّة من حُريّة ومسؤوليات أقلّ مُقارنًة بالمتزوّجين؛ إلا أنّ الزواج الناجح يحمل العديد من الفوائد الصحيّة والنفسيّة على الأفراد، وبقدر ما قد يكون للزواج السيء من مُضاعفات مؤذية على كلا الزوجين؛ فبالإمكان اتّباع بعض النصائح والإرشادات التي تُساعد في إصلاح العلاقة بين الزوجين، والعيش بسعادة بوجودهما مع بعضهما البعض، وذلك من خلال القيام بما يأتي:[٤]


  • احترام الطرف الآخر، وتقبّل ما قد يواجهه الفرد من اختلاف في الآراء أو وجهات النظر، ويبرز هذا الاحترام في مُعاملة ما يقوله الطرف الآخر بنفس الأهميّة والجديّة التي يُفضّل الفرد أن يُعامَل بها.
  • الانصات والاستماع للطرف الآخر، سواء أكان الفرد بحاجة للنصيحة أم لا، إذ يكفي الانصات الجيّد في إظهار الاهتمام للطرف الآخر، كما يُساعد طرح الأسئلة ومُناقشة ما يتحدّث به على إبراز أهميّة الحديث للمُتكلّم مهما كان موضوعه.
  • الاهتمام بمزاج الطرف الآخر والانتباه إليه، إذ أنّ مُلاحظة وجود خطب ما لديه أو استشعار حُزنه أو عدم ارتياحه يتطلّب إظهار الاهتمام به وبما يُربكه، مع إفساح المجال له في حال لم يرغب بالحديث عن الموضوع في بداية الأمر، والالتزام بالتواجد معه ومُساندته.


  • الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة؛ كمُساعدة الطرف الآخر في أعماله، وتقدير ما يفعله لأجل العائلة، والانتباه لأهميّة الهدايا (حتّى الصغيرة أو المعنويّة) في تقوية العلاقة ما بين الزوجين.
  • إعطاء مساحة كافية للطرف الآخر؛ ليقوم بالأمور والنشاطات التي يُحبّها ومُمارسة الهوايات التي يُفضّلها، إذ أنّ دوام البقاء مع بعضهما البعض طيلة الوقت يُقلّل من استقلاليّة كلّ فرد، ويزيد من اعتمادهما على الآخر، ويُفقد الفرد هويّته وحُريّته.


المراجع

  1. Elyakim Kislev (2019-03-30), "Does Marriage Make You Happier in the Long Term?", psychologytoday, Retrieved 2020-09-07. Edited.
  2. Bella DePaulo (2016-12-29), "Marriage vs. the Single Life: Who Has It Better?", psychologytoday, Retrieved 2020-09-07. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Sex and finances are better for married people. Don't worry, singles. you win sleep", cnn, 2018-02-13, Retrieved 2020-09-07. Edited.
  4. Allen Wagner (2020-07-23), "How to Live a Happy Married Life", wikihow, Retrieved 2020-09-07. Edited.
3937 مشاهدة
للأعلى للسفل
×