الثعلبة
داء الثعلبة هو اضطراب مناعة يهاجم فيه جهاز المناعة بصيلات الشعر، مما يؤدي إلى تساقط الشعر في شكل بقع، وتختلف شدة هذا المرض من شخص لآخر، فهناك من يفقد القليل من الشعر، وآخرون يفقدونه بكميات كبيرة، وفي حالات أخرى نادرة يفقد المصاب شعر رأسه بشكل كامل، ويُطلَق على هذه الحالة اسم داء الثعلبة الكلي. والسبب الرئيس والدقيق لهذا المرض غير معروف، ومع هذا فإنه قد يعزى إلى كون المصابين به يعانون من تاريخ عائلي من أمراض المناعة الذاتية المختلفة؛ كالسكري من النوع الأول، أو التهاب المفاصل الروماتويدية، أو عامل الوراثة، ويُعتقد أن توجد عوامل بيئية محفزة لأولئك الذين لديهم الاستعداد الوراثي للاصابة به، ومع اختلاف حالة داء الثعلبة فإنّ هناك بعض الأشخاص الذين ينمو لديهم الشعر المفقود مرة أخرى بعد العلاج، بينما هناك من لا ينمو لديهم للأبد.[١][٢]
إبرة الكورتيزون والثعلبة
يهدف علاج الثعلبة إلى التحكم بالعوامل المُسببة له والحد منها؛ لكونه أحد أمراض المناعة الذاتية، فإنّه في بعض الحالات يُشفى من تلقاء نفسه، ويستخدم العلاج غالبًا الستيرويدات القشرية الداخلية والهيدروكورتيزون، وكان الاستخدام الأول للعلاج عام 1958، ويعمل هذا العلاج من خلال حقن الستيرويدات ذات القابلية للذوبان، مما يعزّز تقليل التأثير بشكل منتظم، والحدّ من آلية عمل المناعة من خلال عرقلة هجوم المناعة من الخلايا التائية على بصيلات الشعر، وهذه الستيرويدات تتمثل بالأسيتونيد تريامسينولون، والهيكساسيتيد تريامسينولون، وخلات الهيدروكورتيزون، ويستجيب المرضى لهذا العلاج بشكل سريع في مدة يبلغ أقصاها عامين، وبحسب فاعلية الحقن.[٣]
أعراض الثعلبة
يُعدّ تساقط الشعر غير المنتظم العَرَض الأبرز والأكثر شيوعًا لداء الثعلبة، ويظهر في شكل بقعة دائرية خاصة في فروة الرأس، ويحدث التساقط في أماكن أخرى في الجسم؛ كشعر اللحية أو الرموش، وقد يحدث هذا التساقط بشكل مفاجئ، أو يتدرج على مدار أيام، أو بضعة أسابيع، وترافقه الحكة أو الحرقان أحيانًا، وهذا دليل على التهاب بصيلات الشعر وليس تدميرها، مما يعني أنّ الشعر ينمو مجددًا. ومعظم الأشخاص المصابين بهذه الحالة يُشفَون بشكل تام دون الحاجة إلى أيّ شكل من العلاج، وعلى الرغم من ذلك هناك ما يقارب 30% من المصابين بداء الثعلبة يعانون من الحالات الصعبة التي قد تزداد شدة، ويعانون من دورات مستمرة من خسارة الشعر وفقدانه، وغالبية المرضى أو ما يقارب النصف منهم يُشفَون من داء الثعلبة خلال عام من الإصابة به، لكن هناك 10% منهم تقريبًا يستمر المرض لديهم ويتطور إلى داء الثعلبة الكلي. وفي بعض الحالات لا يقتصر الأمر على الشعر فقط، وإنما يؤثر هذا الداء في الأظافر أيضًا، وهذه العلامة هي الإشارة الأولى إلى تطوّر المرض، إذ تظهر التغييرات الحاصلة للأظافر؛ كظهور خدوش صغيرة ودقيقة، ووجود بقع أو خطوط وبيضاء، وخشونة الأظافر، وخسارة لمعانها، إضافة إلى رقتها أو انقسامها، ويعاني المريض أيضًا من وجود عدد قليل من الشعر القصير داخل البقع الصلعاء أو في حوافها، إضافةً إلى تكسّر الشعر قبل ظهوره إلى سطح الجلد، أي تجثثه، وظهور الشعر الأبيض في العديد من المناطق المتضررة من تساقطه. [٤]
المراجع
- ↑ Debra Jaliman (September 05, 2018), "What Is Alopecia Areata?"، www.webmd.com, Retrieved 22-8-2019. Edited.
- ↑ Jacquelyn Cafasso and Kimberly Holland (July 30, 2019), "Everything You Need to Know About Alopecia Areata"، www.healthline.com, Retrieved 22-8-2019. Edited.
- ↑ M Kumaresan (2010 Jan-Jun), "Intralesional Steroids for Alopecia Areata"، www.ncbi.nlm.nih.gov, Retrieved 22-8-2019. Edited.
- ↑ James McIntosh (22 December 2017), "What's to know about alopecia areata?"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 22-8-2019. Edited.