إبر لعلاج خشونة الركبة

خشونة الركبة

يُشار إلى خشونة المفاصل طبيًا باسم التهاب المفاصل التنكسي أو الفصال العظمي (Osteoarthritis)، وهو أحد الأنواع الشائعة لالتهاب المفاصل، وغالبًا ما يُصيب مفصل الركبة، ويؤثر على الغضروف والسائل الزليلي والعظام المكونة له، وفيه تفقد الغضاريف والسائل الزليلي القدرة على أداء وظائفها بالطريقة الصحيحة؛ إذ يعمل الغضروف طبيعيًا على امتصاص الصدمات، ويوفر سطحًا ناعمًا لزيادة سهولة الحركة، أما السائل الزليلي فيوفر الترطيب اللازم للمفصل، ويمده بالأكسجين والعناصر الغذائية، وتؤدي خشونة المفاصل إلى الإحساس بالألم وتيبسها.^[١]

تُستخدم طرق عديدة في علاج خشونة الركبة، بدايةً من تناول الأدوية المسكنة والمضادة للالتهاب، مثل: الأيبروفين، أو الأسبرين، أو الكورتيزون لتقليل الالتهاب، ومعدلات الاستجابة البيولوجية التي تُثبّط مناعة الجسم من التهاب المفاصل، ثم يأتي دور الحقن الموضعية التي تحقن في الركبة مباشرةً، مثل: المحتوية على حمض الهيالورونيك، أو الكورتيزون، وغيرهما من المواد. وقد يلجأ الطبيب إلى الجراحة في الحالات الحادة التي لا تستجيب للأدوية، إمّا باستبدال مفصل الركبة وتركيب مفصل صناعي بلاستيكي أو معدني، أو بقطع العظام لتعديل المفصل للتحكم بالضغط على الركبة، أو تنظير المفصل من خلال جرح صغير لإصلاح الأجزاء المتضررة منه فقط.^[٢]

إبر خشونة الركبة

عندما تفشل الأدوية والحبوب المختلفة في التحكم بالألم المرافق لخشونة المفصل يوصي الطبيب باللجوء إلى استخدام الإبر المختلفة، ويمكن توضيحها على النحو الآتي:^[٣]

حمض الهيالورونيك

حمض الهيالورونيك هو مادة تشبه الجل وتوجد طبيعيًّا داخل السائل الزلالي المحيط بمفاصل الجسم، والذي يعمل كوسادةً ومزلق بين العظام، ويساعد على امتصاص الصدمات، مما يساعد العظام على التحرك بنعومة بدلًا من الاحتكاك ببعضها البعض. ويعاني المصابون بخشونة الركبة من نقص حمض الهيالورونيك في المفصل؛ لذا يُعالَجون بإبر محتوية عليه، فتزلق المفصل، وتقلل الالتهاب، وتحمي الغضاريف من التعرض لمزيد من التآكل والتمزق، ويحقن الطبيب من إبرة واحدة إلى خمس إبر في الركبة الواحدة تبعًا لنوعها، وعادةً ما تُحقن أسبوعيًا، وقبل الحقن يسحب الطبيب جزءًا من السائل الزلالي لتقليل التورم، وبعده يوصي بعدم الضغط على الركبة، وتجنب الركض والهرولة، والوقوف لمدة طويلة، وحمل أغراض ثقيلة.

ويصاحب إبر حمض الهيالورونيك ظهور بعض الأعراض الجانبية، مثل: الألم، والكدمات، والسخونة، والتورم البسيط، وتختفي هذه الأعراض خلال أسبوع عادةً، ويساعد استخدام الكمادات الباردة بعد الحقن على تخفيفها كثيرًا، لكن في حالات نادرة جدًا يعاني المريض من أعراض جانبية خطيرة، مثل: النزيف، والعدوى، ورد الفعل التحسسي.

الكورتيزون

الكورتيزون هو دواء يُثبّط المناعة ليقلل الالتهاب في أنحاء الجسم كلها، لذا صرحت منظمة الغذاء والدواء الأمريكية بإمكانية استخدام خمسة أنواع منه لعلاج خشونة الركبة، وجميعها ذات فاعلية متساوية، ويحقن الطبيب الكورتيزون في العيادة، وقد يستعين بالموجات فوق الصوتية لتحديد مكان الحقن بالضبط، كما قد يحقن إبرةً مُخدّرةً في الرّكبة لتسكين الألم فوريًا حتى يبدأ مفعول الكورتيزون خلال عدة أيام.

ويظهر مفعول الكورتيزون أسرع من حمض الهيالورونيك لكن يستمر مدةً أقصر، ورغم أمان هذه الحقن إلّا أنّها في بعض الحالات تترافق مع بعض الأعراض الجانبية، مثل: تهيج المفصل المشابه لنوبة النقرس، وتضرر الأعصاب، والعدوى في حالات نادرة، وارتفاع مستوى السكر في الدم لدى مرضى السكري خاصةً، وترقق العظام القريبة من المفصل.

في الحقيقة لا يوصى بحقن إبرة ثانية من الكورتيزون فور انتهاء مفعول الإبرة الأولى/ إذ يجب الفصل بينهما من ثلاثة أشهر إلى أربعة أشهر على الأقل؛ لأنّ الحقن المتكرر يزيد خطر التعرض للأعراض الجانبية، ولا تصبح الإبر فعّالةً في علاج الألم لاحقًا، لذا إذا أصيب الشخص بألم خلال هذه المدة يوصى باستخدام العلاجات الأخرى المساعدة على تخفيف الأعراض.

أنواع أخرى من الإبر

توجد أنواع أخرى من الإبر المساعدة على علاج خشونة الركبة، تتضمن ما يأتي:

• حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية، إذ يأخذ الطبيب الصفائح الدموية من دم المُصاب ذاته، وعند حقنها في الركبة فإنها تطلق العديد من العوامل المساعدة على النمو، التي تساعد على إصلاح الضرر في الركبة.
• حقن الخلايا الجذعية؛ إذ تساعد على التخفيف من الألم والتورم.

بزل مفصل الركبة

بزل المفصل هو إجراء طبي يُجريه الطبيب وفيه تُسحب السوائل الزائدة المُتراكمة داخل الركبة بإبرة مُجوّفة يدخلها إلى الفراغ داخل المفصل، وهذا يساهم في عملية تشخيص خشونة المفاصل، وعندما يُرسل الطبيب هذا السائل إلى المختبر يمكنه استبعاد الإصابة باضطرابات أخرى مُسبِّبة لأعراض مشابهة، مثل: العدوى، والنقرس، والأنواع الأخرى من التهاب المفاصل، كما أنَّ هذا الإجراء قد يسبق حقن الكورتيزون في المفصل.^[٤]

أسباب خشونة الركبة

تُعدّ خشونة الركبة شائعةً جدًا لدى كبار السن، وبالرغم من ذلك، إلّا أنّها تصيب الكثير من الشباب، ويوجد الكثير من الأسباب التي تؤدي دورًا كبيرًا في الإصابة بهذه الحالة والأعراض المرافقة لها، وفي ما يأتي ذكر أهم الأسباب المؤدية إلى الإصابة بخشونة الركبة والحاجة إلى استخدام الإبر:^[٥]

• جنس المريض: فالنساء أكثر عرضةً لخشونة الركبة من الرجال، خاصةً بعد تخطّيهن عمر 55 عامًا.
• إصابات الركبة: قد تتعرّض الركبة للكثير من الإصابات التي تؤثر على مفصلها وغضروفها، ومن هذه الإصابات ما يتعرّض له الأشخاص الذين يمارسون الأعمال التي تتطلب الكثير من الركوع، وحمل الأوزان الثقيلة، وغيرها من الأنشطة المجهدة للركبة.
• التمارين الرياضية: يُعدّ الرياضيون أكثر عرّضةً من غيرهم لإصابات الركبة؛ بسبب ممارستهم الكثير من التمارين الرياضية المرهقة، خاصةً أنواع الرياضة التي تعتمد على الساقين، كالجري، وكرة القدم، وغيرهما.
• أمراض معيّنة: توجد بعض الأمراض التي تؤدي إلى الإصابة بخشونة الركبة، منها التهاب المفاصل الروماتويدي، وبعض اضطرابات الأيض، كفرط الحديد، وزيادة هرمونات النمو.
• زيادة الوزن: فالوزن الزائد من أخطر الأمور على الركبة؛ لأنّه يزيد من الضغط عليها، لذا يجب على من يعانون من السمنة المفرطة تخفيف الوزن للحفاظ على الصحة والمفاصل.
• الوراثة: يؤدّي عامل الوراثة دورًا كبيرًا في الإصابة بأمراض الركبة، وذلك إما بالطفرات الجينية الموروثة التي تجعل الشخص أكثر عرضةً للإصابة بخشونة المفاصل، أو نتيجة وراثة بعض التشوهات العظمية للعظام المحيطة بمفصل الركبة.

المراجع

1. ↑ Brian Wu (15-8-2018), "The stages of osteoarthritis of the knee"، medicalnewstoday, Retrieved 5-3-2020. Edited.
2. ↑ Ann Pietrangelo,Tim Jewell (2016-11-8), "7 Symptoms of Arthritis in The Knee"، healthline, Retrieved 2019-8-28. Edited.
3. ↑ Stephanie Watson (2018-5-24), "A guide to knee injections for osteoarthritis"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-8-28. Edited.
4. ↑ "How can arthrocentesis help treat osteoarthritis?", webmd,1-8-2018، Retrieved 5-3-2020. Edited.
5. ↑ "Osteoarthritis of the Knee (Degenerative Arthritis of the Knee)", www.webmd.com، Retrieved 25-8-2019.Edited.