إسعاف التشنج الحراري عند الأطفال

كتابة:
إسعاف التشنج الحراري عند الأطفال

ماذا يعني التشنج الحراري عند الأطفال؟

رؤية الطفل الصغير يمر بنوبة من التشنجات أمر مخيف لا يمكن نسيانه، لكن لحسن الحظ إذا كان سبب هذه التشنجات هو التشنج الحراري فلا يوجد داعٍ للقلق، وفي هذا المقال توضيح لطريقة إسعاف التشنُّج الحراري، وخطورته، وأسبابه.

التشنج الحراري (Febrile Seizure) الذي يُشار إليه أيضًا باسم النوبة الحموية أو الاختلاج الحراري هو نوبة من التشنجات تصيب الطفل عند ارتفاع درجة حرارته سريعًا، وتظهر غالبًا عند ارتفاع درجات الحرارة عن 38 درجةً مئويةً، وهي نوبة لا تترك آثارًا مزمنةً على الطفل.

وتجدر الإشارة إلى أنّ التشنُّج الحراري قد يكون العلامة الأولى على إصابة الطفل بالمرض المُسبِّب لارتفاع درجة الحرارة، لذا على الأهل أن يتحلوا بالهدوء حتى تنتهي هذه النوبة مع اتباع تدابير السلامة العامة التي ستبُان لاحقًا لمنع تعرُّض الطفل لأي إصابات، ثم يتوجهون إلى الطبيب لتأكيد سبب النوبة وتحديد سبب الحرارة واستبعاد الإصابة بعدوى خطيرة.[١]


طريقة إسعاف التشنج الحراري عند الأطفال

يجب أن يكون كل أب وأم على دراية بطرق إسعاف التشنج الحراري ليكونا قادرين على إسعاف الطفل إن تعرض لهذا النوع من التشنج، وفي ما يأتي ما يمكن فعله:[٢][٣]

  • وضع الطفل على جانبه على الأرض لمنع الاختناق.
  • عدم تقييد حركة الطفل أو محاولة تثبيته لوقف التشنجات.
  • خلق بيئة آمنة حول الطفل بإزالة أي شيء محيط به قد يضره أثناء التشنجات، مثل: الأثاث، والأغراض الحادة.
  • عدم وضع أي شيء في فم الطفل، وفي حال القدرة على إزالة أي شيء داخل الفم برفق يُنصَح بفعل ذلك؛ إذ قد يُسبِّب وجود أي شيء داخل الفم انسداد المجاري التنفسية وزيادة صعوبة التنفُّس.
  • إرخاء أي ملابس ضيقة يرتديها الطفل.[٤]
  • حساب مدة التشنجات لإخبار الطبيب لاحقًا، والاتصال بالطوارئ فورًا في حال استمرار التشنجات أكثر من خمس دقائق أو إذا أصيب الطفل بتوقف التنفس.[٢]
  • فور انتهاء نوبة التشنجات يجب إعطاء الطفل الدواء الخافض الحرارة، غالبًا باراسيتامول (Paracetamol)، أو الإيبوبروفين (Ibuprofen) للأطفال الأكبر من ستة أشهر، بالإضافة إلى مسح جلده باستخدام قطعة قماش أو إسفنجة نظيفة مبلَّلة بماء بدرجة حرارة الغرفة لخفض الحرارة.[٢]

يجب التوجّه إلى الطبيب مباشرةً بعد انتهاء نوبة التشنُّج الحراري، إذ قد يُجري بعض الفحوصات لتحديد سبب التشنجات والعدوى إن وجدت، وفي حالة تشخيص الطفل بعدوى خطيرة تتطلب العلاج يضطر الطبيب إلى حجزه في المستشفى، ويجب الإشارة إلى أنّ معظم الأطفال المصابين بالتشنج الحراري لا يحتاجون إلى تناول أي أدوية لعلاج التشنج، لكن في بعض حالات الإصابة بالنوبات المتكررة قد يصف الطبيب دواء ديازيبام (diazepam) الذي يُعطَى عبر فتحة الشرج، ويستطيع الأهل إعطاءه للطفل في المنزل عند حدوث النوبات المتكررة من التشنجات.[٢]


ما هي أعراض التشنج الحراري؟

يقسم التشنج الحراري إلى نوعين يختلفان في الأعراض، كما يأتي:[٢]

  • التشنج الحراري البسيط: الذي يسبب فقدان الوعي للطفل، وتشنجات الأطراف، بالإضافة إلى الارتباك والضعف الشديد بعد انتهاء النوبة دون الشعور بضعف في اليدين أو الساقين، وهذا النوع من التشنج هو الأكثر انتشارًا ويستمر عادةً أقل من دقيقتين، لكن قد يستمر بحد أقصى 15 دقيقةً، ويجب الإشارة إلى عدم تكرار نوبة التشنج البسيط مرةً أخرى خلال 24 ساعةً.
  • التشنج الحراري المعقد: الذي يسبب فقدان الوعي، وتشنجات الأطراف، والضعف المؤقت في ذراع أو ساق واحدة، وتستمر نوبة التشنج المعقد مدةً أطول من 15 دقيقةً، وقد تتكرر النوبة خلال 30 دقيقةً، كما قد تتكرر أكثر من مرة خلال 24 ساعةً.


ما هي خطورة التشنج الحراري؟

معظم نوبات التشنج الحراري تكون قصيرةً ولا تترك خلفها آثارًا طويلة الأجل على الطفل، لكن قد يتعرض خلالها لإصابة بسبب سقوطه أرضًا أو اختناقه بطعام موجود في فمه أو باللعاب، لذا يجب استعداد الأهل الجيد وتنفيذهم لخطوات الإسعاف المذكورة سابقًا لتجنب هذه الإصابات.

ولا يوجد دليل علمي على تعرض الطفل لضرر في الدماغ بسبب التشنج الحراري الذي لا يستمر مدّةً قصيرةً، وقد وُجِدَ أن الأطفال الذين تعرضوا لهذه النوبات -حتى طويلة المدة منها- يحققون نفس الإنجاز الدراسي ونفس نتائج الاختبارات الفكرية مقارنة بأشقائهم الذين لم يصابوا بها، حتى مع استمرار النوبة لوقت طويل يتعافى الطفل تمامًا بعدها دون مشكلات.

الخطر الوحيد الذي قد يقع على الطفل هو زيادة خطر إصابته بالصرع لاحقًا عند تعرضه لنوبات متكررة من التشنج الحراري، لكنه أمر نادر؛ لأن النوبات نادرًا ما تتكرر.[٣]


ما أسباب التشنج الحراري؟

ارتفاع حرارة الجسم عن المستوى الطبيعي هو المحفز الأساسي للإصابة بالتشنج الحراري، حتى لو كان هذا الارتفاع طفيفًا، ويننجم ذلك عادةً عن عدوى فيروسية وبنسب أقل عن عدوى بكتيرية، وأشهر الفيروسات المسببة لهذا التشنج الإنفلونزا والحمى الوردية؛ لأن هذه الفيروسات يصاحبها عادةً ارتفاع شديد في درجة حرارة الجسم.

كما قد يحدث التشنج الحراري بعد حصول الطفل على أحد اللقاحات، مثل لقاح الديفيتريا والتيتانوس والسعال الديكي، أو اللقاح الثلاثي الآخر للحصبة والنكاف والحصبة الألمانية، وسبب التشنج هنا هو ارتفاع الحرارة الذي يتبع أخذ اللقاح وليس اللقاح نفسه.

وتوجد بعض العوامل التي تزيد خطر الإصابة بالتشنج الحراري، مثل صغر العمر؛ فهو اضطراب ينتشر كثيرًا بين الأطفال في عمر بين ستة أشهر وخمس سنوات، ويكون الخطر بأعلى مستوى في عمر بين 12-18 شهرًا، والعامل الثاني هو التاريخ العائلي الذي يساهم في الإصابة بالتشنج الحراري بسبب توارث بعض الجينات بين أفراد العائلة.[٥]


كيف يتم تشخيص التشنج الحراري؟

قبل تشخيص التشنج الحراري يُجري الطبيب بعض الفحوصات لاستبعاد الأمراض الأخرى المسببة له، مثل التهاب السحايا الذي يسبب الحمى والتشنجات المشابهة للتشنج الحراري، إلا أنه اضطراب أكثر خطورةً، ولتأكيد الإصابة به يأخذ الطبيب خزعةً من السائل الشوكي للطفل للبحث عن علامات الالتهاب، كما يُجري فحوصات للدم والبول لتحديد سبب ارتفاع حرارة الطفل، وإذا كانت الحرارة مصاحبةً للإسهال أو التقيؤ الشديد يكون الجفاف في هذه الحالة هو سبب التشنجات.[٣]


متى يجب مراجعة الطبيب؟

جميع حالات التشنُّج الحراري تستدعي مراجعة الطيبب، إلا أنّ الحالات الآتية تستدعي طلب الطوارئ أو مراجعتها على الفور:[٦]

  • استمرار نوبة التشنج الحراري أكثر من خمس دقائق.
  • حدوث التشنجات في جزء واحد من الجسم وليس في كاملًا.
  • الإصابة بصعوبة التنفس، أو تلون الطفل باللون الأزرق.
  • الإصابة بنوبة أخرى خلال 24 ساعةً من النوبة الأولى.
  • الاضطرار إلى تناول دواء مضاد للتشنجات لوقف النوبة.
  • ظهور أي من أعراض التهاب السحايا، مثل: تيبس الرقبة، والتقيؤ الشديد، وانتفاخ الجزء اللين من رأس الرضيع.


المراجع

  1. Amita Shroff (2019-5-16), "What Are Febrile (Fever) Seizures?"، webmd, Retrieved 2020-6-23. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج Diana K. Wells (2018-9-1), "What Is a Febrile Seizure?"، healthline, Retrieved 2020-6-23. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Febrile Seizures Fact Sheet", ninds.nih,2020-3-16، Retrieved 2020-6-23. Edited.
  4. "Febrile seizure", mayoclinic,18-6-2019، Retrieved 24-6-2020. Edited.
  5. Mayo Clinic Staff (2019-6-18), "Febrile seizure"، mayoclinic, Retrieved 2020-6-23. Edited.
  6. Anita S. Nathan (2018-10), "Febrile Seizures"، kidshealth, Retrieved 2020-6-23. Edited.
3175 مشاهدة
للأعلى للسفل
×