إعراب التمييز في النحو

كتابة:
إعراب التمييز في النحو

كيف يُعرب تمييز الذات؟

إنّ تمييزُ الذّات هو ما كان مفسِّرًا لاسمٍ ملفوظٍ مبهمٍ سبقه، ومن أمثلة تمييز الذات قولهم: عندي رطلٌ زيتًا، فكلمة "رطل" كلمة مبهمة بحاجة إلى توضيح، و"زيتًا" قد ميّزتها ووضّحتها وأزالت الإبهام الذي وقع فيها[١]، وللاسم المبهم أنواع منها العدد، وهنا يأتي تمييز العدد، فتمييز العدد له أحكام خاصّة به، فإذا جاء بعد الأعداد من ثلاثة إلى عشرة وكان جمعًا، فيجرُّ على أنّه مضاف إليه مجرور، وذلك على نحو: اشتريتُ ثلاثةَ كتبٍ، وإذا جاء بعد هذه الأعداد أيضًا وكان اسم جمع أو اسم جنس، فيجرُّ بمن، ويعرب اسمًا مجرورًا بحرف الجر، فمثال اسم الجمع قولهم: زرتُ ثلاثةً من القوم، ومثال اسم الجنس قولهم: اصطدتُ ثلاثةً من الطير.[٢]


وإذا جاء بعد الأعداد من أحد عشر إلى تسعٍة وتسعين، فالتمييز بعدها يكون منصوبًا، وذلك على نحو قولهم: كرّم المدير خمسة عشر طالبًا، وأمّا تمييز المئة والألف والمثنى منهما والجمع فيكون مضاف إليه مجرور، وذلك على نحو قولهم: جاء مئةُ رجلٍ، والنوع الثاني من الأسماء المبهمة هو أسماء المقادير، وتمييزها هو تمييز لإزالة مبهم في مساحة، أو في وزن، أو في كيل، أو في مقياس، أو فيما يشبه تلك المقادير.[٢]


حكم التّمييز بعد المقادير وما يُشبهها يجوز نصبه، وذلك على نحو: اشتريتُ صاعًا شعيرًا، ويجوز جرّه بمن، وذلك على نحو: اشتريتُ صاعًا من الشّعير، ويجوز أن يجرَّ بالإضافة وذلك على نحو: اشتريتُ صاعَ شعيرٍ، وعليه إعراب التمييز المجرور هنا إمّا مجرورٌ بحرف الجرِّ وإمّا مضاف إليه مجرور، وإذا سُبق التمييز بمضاف إليه مجرور يجوز فيه إمّا النصب وإمّا الجرّ بحرف الجرّ "من" ويمتنع جرّه بالإضافة وذلك لامتناع الإضافة التي تقتضي إضافتين، وذلك على نحو قولهم: ما في السماء قدرُ راحةٍ سحابًا، أو من السحابِ، فلا يمكن جَعل التمييز "سحابًا" مضافًا إليه وذلك بسبب وجود إضافة قد سبقته.[٣]


عليه فلو سئلَ ما العامل في التمييز المفرد؟ فالإجابة تكون بأنّ العامل في التّمييز المفرد هو الأسماء المبهمة من أعداد أو ما يدلّ على المقدار أو ما يشبه المقدار، والتمييز المفرد قد ينتصب على التمييز وقد يجر بمن وقد يجر بالإضافة، فيجوز فيه الوجوه الثلاثة، أمّا تمييز العدد فيكون بالجر أو بالنصب بحسب العدد الذي سبقه.


كيف يُعرب تمييز النسبة؟

إنّ تمييز النسبة هو الذي يفسِّر جملة مُبهمة النسبة قبله، وذلك على نحو قولهم: حسن محمدٌ خلقًا، فلو توقّفنا عند "حسن محمّد" لما فُهم معنى واضح من الجملة، فقد يخطر في البال أكثر من احتمال، وبالتّمييز قد توضّحت الجملة، ويُسمّى هذا النوع من التمييزِ التمييز الملحوظ أو تمييز النسبة، ومن تمييز النسبة الاسم الواقع بعد ما يفيد التّعجب، وذلك على نحو: ما أشجعه رجلًا[٤]، ولهذا التّمييز نوعان: الأول محوّل، وهو ما كان أصله فاعلًا مثل: طابتْ دمشقُ مسكنًا، أو مفعولًا به مثل: زرعتُ الحديقةَ شجرًا، أو أن يكون مبتدأ مثل: أنا أكثرُ منك حكمةً، والثاني غير محوّل عن شيء، وذلك على نحو: أكرم بسليم رجلًا، وسموتَ أديبًا.[٥]


يدور سؤال هنا وهو ما حكم النصب في التمييز المحول؟ والإجابة عنه بأن يُقال إنّ التمييز المحوّل يجوز نصبه في جميع الأمثلة السّابقة، ويجوز جرّه بمن وذلك نحو: ما أكرمَ أحمد من رجلٍ، وسموتَ من أديبٍ، وطابتْ دمشقُ من مسكنٍ، أمّا التّمييز الذي يأتي بعد اسم التّفضيل "أفعل" فإنّه يُنصب وجوبًا على التّمييز إذا كان ليس من جنس ما قبله، وذلك نحو: أنت أعلى منزلًا، أمّا إذا كان من جنس ما قبله ولم يًسبق بمضاف إليه فإنّه يُجرّ بالإضافة وجوبًا، وذلك نحو: أنت أفضل رجلٍ، أما في قولهم: أنتَ أفضل الناسِ رجلًا، فقد انتصب مع أنّه من نفس جنس ما قبله، ولكنّه قد سبق بمضاف إليه فتوجّب نصبه.[٦]


إنّ العامل في التّمييز الملحوظ هو النسبة، أي: نسبة الشيء إلى غير ما هو له، فيؤدي ذلك إلى غموضًا بالمعنى يحتاج تمييزًا وتوضيحًا، وأمّا عن إعراب التّمييز النسبة، فيجوز به أيضًا النصب ويجوز به الجر بمن، إلّا إذا سُبق باسم تفضيل ما بعده ليس من جنس ما قبله فيتوجّب هنا النصب على التمييز ويمتنع الجر.


للاطّلاع على أمثلة تمييز النسبة، ننصحك بقراءة هذا المقال: أمثلة على تمييز النسبة.


نماذج إعراب التمييز

  • اشتريتُ كتابًا بثلاثين درهمًا: يُعرب التمييز "درهمًا": تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظّاهر على آخره.


  • وزّع على المرضى أطنان دواء: يُعرب التمييز "دواء": تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظّاهر على آخره.


  • عندي مد البصر أرضًا: يُعرب التمييز "أرضًا": تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظّاهر على آخره.


  • ازداد طالب العلم وعيًا: يُعرب التمييز "وعيًا": تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظّاهر على آخره.


  • عندي خاتمٌ فضةً: يُعرب التمييز "فضة": تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظّاهر على آخره.


  • اشتريتُ قصبةً أرضًا: يُعرب التمييز "أرضًا": تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظّاهر على آخره.


  • عندي جرةٌ ماءً: يُعرب التمييز "ماءً": تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظّاهر على آخره.


  • كفى بالشيب واعظًا: يُعرب التمييز "واعظًا": تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظّاهر على آخره.


  • أكرم بسليمٍ رجلًا: يُعرب التمييز "رجلًا": تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظّاهر على آخره.


  • اشتريتُ أربعةً من الإبل: يُعرب التمييز "من الإبل": من: حرف جر، والإبل: اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جرّه الكسرة الظّاهرة على آخره.


  • شاهدتُ عشرَ نسوةٍ: يُعرب التمييز "نسوة": مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه تنوين الكسر الظّاهر على آخره.


  • جاء تسعٌ وخمسون تلميذًا: يُعرب التمييز "تلميذًا": تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظّاهر على آخره.


  • شاركت في الدور الانتخابي التشريعي الثالث مئتا امرأةٍ: يُعرب التمييز "امرأة": مضاف إليه مجرور وعلامة جرّه تنوين الكسر الظاهر على آخره.


  • اشتريتُ مترًا من القماش: يُعرب التمييز "من القماش": من: حرف جر، القماش: اسم مجرور وعلامة جرّه الكسرة الظاهرة على آخره.


  • عظم عليُّ مقامًا: يُعرب التمييز "مقامًا": تمييز منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظّاهر على آخره.



لقراءة المزيد من الأمثلة، ننصحك بالاطّلاع على هذا المقال: أمثلة على التمييز.

المراجع

  1. علي الجارم، مصطفى أمين، النحو الواضح في قواعد اللغة العربية، القاهرة:دار المعارف، صفحة 354. بتصرّف.
  2. ^ أ ب مصطفى الغلاييني، جامع الدروس العربية، بيروت:المكتبة العصرية، صفحة 116، جزء 3. بتصرّف.
  3. ابن عقيل، شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك، الرياض:دار الطلائع، صفحة 243، جزء 2. بتصرّف.
  4. محمد خير حلواني، الواضح في النحو، دمشق:دار المأمون للتراث، صفحة 254. بتصرّف.
  5. عبد الله بن يوسف جديع، المنهاج المختصر في علمي النحو والصرف، بريطانيا:مؤسسة الريان، صفحة 108. بتصرّف.
  6. مصطفى الغلاييني، جامع الدروس العربية، بيروت:المكتبة العصرية، صفحة 115، جزء 3. بتصرّف.
15386 مشاهدة
للأعلى للسفل
×