إعراب النواسخ الفعلية

كتابة:
إعراب النواسخ الفعلية

ما هو إعراب النواسخ الفعلية؟

تعُرف النواسخ في اللغة بأنها ألفاظ تدخل على الجملة الاسمية فتغيّر حكمهما إلى حكم آخر جديد، فمنها الأفعال التي ترفع المبتدأ وتنصب الخبر، ومنها الأفعال التي تنصب المبتدأ والخبر، ومنها الحروف التي تنصب المبتدأ وترفع الخبر.[١]بهذا فالنواسخ قسمان: أفعال وحروف، والأفعال هي: كان وأخواتها، وأفعال المقاربة والرجاء والشروع، وظن وأخواتها،[١] وفيما يلي توضيح لإعراب كل نوع منها:


إعراب كان وأخواتها

هي أفعال ناسخة ناقصة، وكان وأخواتها ثلاثة عشر فعلًا هي: (كان، ظل، بات، أصبح، أضحى، أمسى، صار، ليس، زال، برح، فتئ، انفك، دام)، وتدخل كان وأخواتها على المبتدأ فترفعه ويسمى اسمها، وتدخل على الخبر فتنصبه ويسمى خبرها،[٢] وتُقسم من حيث عملها إلى:[٣]

  • أفعال تعمل دون شرط

وهي ثمانية أفعال: "كانَ، أمسى، أصبحَ، أضحى، ظَلَّ، باتَ، صارَ، ليس"، مثل:

كان المسجدُ مزدحمًا

كان: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح الظاهر على آخره.

المسجدُ: اسم كان مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

مزدحمًا: خبر كان منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.

  • أفعال يشترط في عملها أن تكون مسبوقة بأداة نهي، أو استفهام، أو نفي

وهي أربعة أفعال: "زالَ، انفكَّ، فتئ، بَرَحَ"، مثل:


ما فتئ الظلامُ منتشرًا

ما فتئ: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح الظاهر على آخره. 
الظلامُ: اسم ما فتئ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره. 
منتشرًا: خبر ما فتئ منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره. 


  • ما يشترط في عمله أن تسبقه ما المصدرية الظرفية

وهو فعل واحد: دام، مثل:

{وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا}[٤]

ما دمتُ: فعل ماضٍ ناقص مبني على السكون لاتصاله بتاء المتكلم، والتاء ضمير متصل مبني في محل رفع اسم ما دام.

حيًا: خبر ما دام منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.


إعراب أفعال المقاربة والرجاء والشرع

هي أفعال ناقصة تعرف بـ "كاد وأخواتها" وتعمل عمل "كان وأخواتها" إلا أنها تختلف عنها في أن خبرها لا يجوز أن يكون اسمًا مفردًا، وإنما يجب أن يكون جملة فعلية مصدرة بأن أو غير مصدرة، وفيما يلي تعريف وإعراب كل من هذه الأفعال:[٢] وتُقسم من حيث عملها إلى:[٣]

  • أفعال المقاربة

هي أفعال يستدل بها على قرب حدوث الخبر، وهي: (كادَ، أوشكَ، كرب)، ويجوز لخبرها أن يكون مصدرًا بأن، ولكنه يغلب على كاد أن يأتي خبرها مجردًا من (أنْ)، مثل:

أوشكَ القطارُ أنْ يصلَ.

أوشكَ: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح الظاهر على آخره.

القطارُ: اسم أوشك مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

أنْ: حرف مصدري ونصب مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

يصلَ: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، والمصدر المؤول من (أن يصلَ) في محل نصب خبر أوشك.


  • أفعال الرجاء

هي أفعال يرجى بها وقوع الخبر، وهي (عسى، حرى، اخلولق)، وفيما يتعلق بخبرها فيجوز للفعل عسى أن يأتي خبره ب (أنْ) وبدون (أنْ)، أما (حرى، واخلولق) فيجب أن يكون الخبر ب (أنْ)، مثل:[٢] وتُقسم من حيث عملها إلى:[٣]

عسى العروبةُ أن تصحو

عسى: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح المقدر على الألف منع من ظهوره التعذر.

العروبةُ: اسم عسى مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

أنْ: حرف مصدري ونصب مبني على السكون لا محل له من الإعراب.

تصحو: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي، والمصدر المؤول من (أن تصحو) في محل نصب خبر عسى.


  • أفعال الشروع

هي أفعال تدل على الشروع بفعل خبرها، وهي كثيرة، منها: (شرع، أنشأ، طفق، أخذ، بدأ، جعل، هلهل، هبَّ) ويجب أن تكون هذه الأفعال بمعنى (شرع) وإلا خرجت من هذا الباب، ويشترط في خبر هذه الأفعال أن يتجرد من (أنْ)، ومن الأمثلة على أفعال الشروع:

هبَّتْ الرياحُ تشتدُ

هبَّتْ: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح الظاهر على آخره، والتاء تاء التأنيث الساكنة لا محل لها من الإعراب.

الرياحُ: اسم هبَّ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

تشتدُ: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي، والجملة الفعلية (تشتد) في محل نصب خبر هبَّ.


إعراب أفعال القلوب والتحويل

بعض الأفعال الناسخة تدخل على المبتدأ والخبر فتحولهما إلى مفعولين منصوبين، ولا يمكن الاستغناء عن أي منهما، [١]

أفعال القلوب

سميّت بذلك لاتصال معانيها بالقلب كاليقين والشك والإنكار، وتقسم إلى قسمين.

  • القسم الأول

أفعال اليقين لتيقين حدوث الفعل، منها: (علم، وجد، درى، ألفى، تعلَّمْ، رأى)، مثل:

  • علمتُكَ مناضلًا

علمتُكَ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء المتكلم، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، والكاف: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به أول. مناضلًا: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.


  • القسم الثاني

أفعال الرجحان لرجحان حدوث الفعل (ظن وأخواتها)، وهي: (ظن، خال، حسب، زعم، عدَّ، حج، هبْ)، مثل:

  • ظننتُ الدراسة سهلةً

ظننتُ: فعل ماضٍ مبني على السكون لاتصاله بتاء المتكلم، والتاء: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.

الدراسةَ: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

سهلةً: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.

أفعال التحويل (التصيير)

تفيد تحويل الشيء من حال إلى حال، ومنها: (صيَّرَ، جعل، اتخذ، ترك، حوَّل، ردَّ)، مثل:[١]

  • صيّر الحائكُ القماشَ ثوبًا

صيرَ: فعل ماضٍ مبني على الفتح الظاهر على آخره.

الحائكُ: فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.

القماشَ: مفعول به أول منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره.

ثوبًا: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.


أمثلة على إعراب النواسخ الفعلية

بينت الفقرات السابقة أنواع النواسخ الفعلية وحوت إعرابًا لكل نوع منها، وفي هذه الجزئية إعراب لبعض الشواهد القرآنية والشعرية للنواسخ الفعلية:

  • {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى}[٥]

ووجدكَ: الواو: حرف عطف، وجدَ: فعل ماضٍ مبني على الفتح، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو، والكاف: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به أول.

ضالًا: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.

  • {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا}[٦]

إنهم: إنَّ: حرف توكيد ونصب، وهم: ضمير متصل مبني في محل نصب اسم إن.

يرونه: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون، والواو: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، والهاء: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به أول،

والجملة الفعلية في محل رفع اسم إن. 

بعيدًا: مفعول به ثانٍ منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.


  • قَضَى اللّهُ يا أَسْماءُ أَنْ لسْتُ زَائِلًا ** أُحِبُّكِ حَتّى يُغْمِضَ العَيْنَ مُغْمِضُ[٧]

لستُ: ليس: فعل ماضٍ ناقص مبني على السكون لاتصاله بتاء المتكلم، التاء: ضمير متصل مبني في محل رفع اسم ليس.

زائلًا: خبر ليس منصوب وعلامة نصبه تنوين الفتح الظاهر على آخره.


  • {وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ}[٨]

طفقا: فعل ماضٍ ناقص مبني على الفتح الظاهر على آخره، وألف الاثنين: ضمير متصل مبني في محل رفع اسم طفق.

يخصفان: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، وألف الاثنين ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.

والجملة الفعلية (يخصفان) في محل نصب خبر طفق. 


تدريبات على إعراب النواسخ الفعلية

بعد النظر فيما سبق، يمكن لبعض التدريبات أن تساعد في تثبيت المعلومات، وفيما يلي بعض التدريبات على النواسخ الفعلية:


استخرج النواسخ الفعلية وحدد نوعها

المثال
النواسخ الفعلية
نوع النواسخ الفعلية
أمسى الرجلُ سعيدًا


عسى الدعاءُ أن يُجابَ


ظننتُ الجوَ مشمسًا


وجدتُ البيتَ هادئًا


ما زال التعديلُ جاريًا



أعرب النواسخ الفعلية في الجمل التالية

  • حسِبَ الرجلُ الطريقَ سهلةً.
  • ظَلَّ الكتابُ مفتوحًا.
  • أوشكَ الطعامُ أن ينضج.
  • شرعَ المهندسُ يعملُ.


عرض المقال أنواع النواسخ الفعلية وكيفية إعرابها، فيعرب ما بعد كان وأخواتها، وأفعال المقاربة والرجاء والشروع اسمًا لها ويليه خبرها، أما أفعال القلوب والتحويل فيأتي بعدها فاعل، ومفعول به أول، ومفعول به ثانٍ.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث محمود حسني مغالسة، النحو الشافي الشامل، صفحة 191. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت عبده الراجحي، التطبيق النحوي، صفحة 113. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ت خالد بن محمود الجهني، المختصر في النحو، صفحة 226. بتصرّف.
  4. سورة مريم، آية:31
  5. سورة الضحى، آية:7
  6. سورة المعارج، آية:6
  7. ابن مالك الأندلسي، شرح الكافية الشافية، صفحة 387.
  8. سورة الأعراف، آية:22
6755 مشاهدة
للأعلى للسفل
×