إنجازات الحضارة الإسلامية في علم الفلك

كتابة:
إنجازات الحضارة الإسلامية في علم الفلك

إنجازات الحضارة الإسلامية في علم الفلك

بدأت إنجازات العالم الإسلامي في مجالات الطب والعلوم وعلم الفلك في العصور الوسطى وما قبلها بالاعتماد على دراسة المصادر القديمة من الحضارة الإغريقية وحضارات الهند وبلاد فارس، مع إجراء العديد من التحديثات في أساليب القياس واستعمال أدوات جديدة لبناء نماذج للأجرام السماوية وحساب حركتها، وذلك في فترة الخلافة العباسية في العاصمة بغداد، ومن أهم إنجازات الحضارة الإسلامية في علم الفلك:[١]


دراسة علم الفلك الإغريقي

اقتصرت دراسة علم الفلك قبل الفتوحات الإسلامية على مراقبة حركة النجوم والكواكب الظاهرة وتحديد أوقات الصلاة ورصد أطوار الأهلّة فقط، ولكن مع توسع الأراضي الإسلامية والاتصال المباشر مع الحضارات الأخرى اهتم المسلمون بإدخال الكتب الإغريقية وترجمتها إلى اللغة العربية مثل كتاب بطليموس ليصبحوا أكثر معرفة بعلم الفلك وعلم الفلك الحسابي، ولم يقتصر دور علماء الفلك على النقل فقط بل وضعوا الفرضيات والنظريات ودرسوا الكرة السماوية وقاموا بتصحيح الأخطاء السابقة.


تطوير علم الفلك عمليًا

اهتم المسلمون بدراسة علم الفلك لارتباطه بالعبادات الإسلامية كتحديد اتجاه القبلة، وأوقات الصلاة، وتحري هلال رمضان، وتنظيم التقويم القمري وغيرها، لذ اهتم علماء الفلك المسلمون بتطوير آلات فلكية للرصد بناءً على دراسة علم المثلثات الكروي وإرسال مراقبين لرصد تغير أطوار القمر لمواقع ذات أفق واضح، كما طوروا إجراءات حسابية لحساب المسافة النسبية للشمس والقمر وغيرها من الحسابات الفلكية الهامة.[٢]


بناء المراصد الفلكية

ساعد امتلاك معلومات واسعة في علم الفلك والاعتماد عليه في البحث عن وسائل لتوظيف العلم النظري بتطبيقات عملية، ومن الأمثلة على ذلك بناء المراصد لرصد الظواهر الفلكية، وتمّ بناء أول المراصد في دمشق وبغداد، وتم إعداد جداول دقيقة لضبط الوقت وتحديد معلومات التقويم القمري، ومع الوصول لنهاية القرن الثالث عشر الميلادي كان هناك محطات رصد في جميع أنحاء الأراضي الإسلامية.[٢]


أبرز علماء المسلمين في علم الفلك

استطاع علماء الفلك المسلمون وضع أسس ومفاهيم جديدة، ومن أبرزهم ما يلي:[٣]

  • عبد الرحمن الصوفي

ألّف كتاب صور النجوم الثابتة المكتوب باللغة العربية بعد التعديل على النماذج الهندسية لبطليموس، ويصف الكتاب الأبراج الثمانية والأربعون والمقصود بها جميع الأجرام السماوية الثابتة نسبةً للأجرام المتحركة، كما وضع الصوفي ملاحظات حول حركة الشمس ودرس مواقع النجوم واختلاف أشكالها وأحجامها.


  • البيروني

ساهم العالم البيروني بعلم الفلك من خلال دراسته العديد من المفاهيم والإجابة على التساؤلات الخاصة بعلم الفلك، كحساب محيط الأرض، وتحديد اتجاه القبلة الموجهة باتجاه مكة المكرمة من أي مكان على سطح الأرض، ووضع فرضية دوران الأرض حول نفسها، وكتابة أكثر من 150 عملًا في علم الفلك والأبحاث الخاصة به.


  • ابن يونس

درس عالم الفلك المسلم ابن يونس الأجرام السماوية ووضع ملاحظات عديدة حولها لمدة تزيد عن ال30 عامًا معتمدًا على استعمال الأدوات الفلكية كالإسطرلاب الكبير الذي يبلغ طول قطره حوالي 1.4 م لتحديد المواقع المختلفة للشمس على مدار السنة.


  • جابر بن أفلح

يعتبر العالم المسلم جابر بن أفلح أول من وضع تصميمًا للكرة السماوية مع تفسيرٍ لحركة الأجرام السماوية، ويشتهر باستعماله لعلم المثلثات الكروي، ومن أهم مؤلفاته كتاب الحياة الذي ترجم بعد ذلك من قبل مايكل سكوت لأهميته وتأثيره في دراسة الفلك.



المراجع

  1. "Astronomy and Astrology in the Medieval Islamic World", THE MET, Retrieved 9/1/2022. Edited.
  2. ^ أ ب Clive Ruggles, Michel Cotte and the contributing authors., "Islamic astronomy", Astronomical Heritage, Retrieved 9/1/2022. Edited.
  3. Salah Zaimeche, "An Overview Of Muslim Astronomers", Muslim heritage, Retrieved 9/1/2022. Edited.
5229 مشاهدة
للأعلى للسفل
×