إنشاء عن الأمل
عند كتابة إنشاء عن الأمل لا بُدّ من وقفة عند أهمية التحلّي بصفة الأمل، إضافة إلى توضيح معنى الأمل وأثره على الحياة والمجتمع، ويَسهُل على الإنسان المتفائل الذي يُغذّي نفسه بالتفاؤل والإيجابية أن يتحدث عن الأمل، على العكس من الإنسان المتشائم الذي يُغذّي روحه بالسلبية والتشاؤم طيلة الوقت، وكلما وُجِد حل لمشكلة من مشكلاته، تذمّر وأشعر من يُخاطبه بأن مشكلته أكبر مشكلة في العالم ولا يوجد لها حل، فهو دائمًا عابس الوجه، ضيّق الصّدر، بينما الإنسان الذي يؤمن بمعنى الأمل ويرفض اليأس والقنوط يكون عادة مبتسمًا آمِلًا بأيّام جديدة، وأحوال أفضل من أحواله التي هو عليها.
ولا بُدّ من وَقفة عند معنى الأمل عند إعداد إنشاء عن الأمل، ويُقصد بالأمل أن ينظر الإنسان إلى الحياة بفرح وبهجة، وكأن شيئًا جميلًا سوف يحدث له، وكلّما حاول شخصٌ سدّ الأبواب في وجهه وتعكير صفو أيامه، يبادر هو بالتحدّث مع نفسه بأن الفرج قريب؛ لأن الأمل في داخله لا ينضب، ولأنه يؤمن بأن اليأس والقنوط لا يُقدّم شيئًا في حياة الإنسان، بل على العكس من ذلك، القنوط أكبر مُدمّر لصحة الإنسان النفسية والجسدية والروحية، فالإنسان القانط لا يؤمن بأن الحياة أيامٌ حلوة وأيامُ مُرّة، بل يتذوق المرارة في كل أيامه لأن العتمة في داخله قبل أن تكون حوله، ومثل هؤلاء الأشخاص إذا لم يتسلّحوا بالأمل فسينتهي بهم الأمر إلى الاكتئاب وربما إلى الانتحار.
وقد حثّ الإسلام على التحلّي بصفة الأمل، كما حثّ على التحلّي بكل خُلق جميل، يحفز الإنسان على العمل والإنتاج، ولا يجعله فريسة للفراغ واليأس والاكتئاب، وليس الأمل أن يعيشَ الإنسان منتظرًا شيئًا جميلًا ليحدث، أو مشكلة تُحلّ، أو مريضًا يُشفى، أو غائبًا يعود فقط وإنّما الأمل أن يعيش الإنسان كل يوم في حياته بأقصى طاقة يستطيعها من الإقبال على الحياة، وانتظار الفرج لكل مصيبة، واليُسر بعد كل عُسر.
وعند كتابة إنشاء عن الأمل لا بُدّ من التذكير بأن لتعميق هذا المعنى أثرًا كبيرًا في نفوس الناس، فبدون الأمل لا ملاذ للإنسان من الحوادث الصعبة التي تحدث في حياته، ولا خَيار أمامه سوى أن ينهي حياته خاصّة عندما تتكرّر الحوادث الصّعبة، وتزيد الآلآم وتتعاقب دون توقف، ولكن عندما يتسلّح الإنسان بالأمل سيعرف أن لكل ألم نهاية؛ لأنه ينظر دائمًا إلى القادم في محاولة لتجاوز ألم الماضي والحاضر.
وقد دعا القرآن الكريم إلى انتظار الفرج وترقّب زوال الهموم والأحزان، كما دعا الرسول -صلى الله عليه وسلم- إلى الصّبر والتّصبّر وحذّر من التذّمر واستعجال الفرج، وجعل الإسلام انتظار الفرج والصّبر عبادة من العبادات التي يُثاب عليها الإنسان في الدّنيا والآخرة، كما ظهرت كثير من المُبادرات لمساعدة الشّباب على الاتّصاف بالأمل، والإقبال على الحياة، للإسهام في النهضة الذاتية أولًا، ثم نهضة مجتمعاتهم ومُحيطهم، فالإنسان الذي يغرس الأمل في داخله، قادٌر على نقل هذا المعنى الجميل إلى أصدقائه وأسرته ومُحيطه ومُجتمعه، وقد كان ما سبق بعض الأفكار التي يمكن التّركيز عليها عند كتابة إنشاء عن الأمل.