إنشاء عن الإخلاص
كتابة إنشاء عن الإخلاص فرصة رائعة لبيان عظمة هذا الخُلق الذي يقرب العبد من ربه ويرفع درجته، فالإخلاص سببٌ لنيل رضا الله تعالى، ودونه لا تُقبل العبادات، وهو من الصفات التي يجب أن يتحلى بها الجميع، وهو ميزان التفاضل بين العباد، فالعبد الذي يتصف بالإخلاص فقد نال خير الدنيا والآخرة، لهذا فإنّ أهمية الإخلاص تأتي من كونه مهم جدًا ليكون القلب نقيًا صافيًا ليس فيه أي رياء أو طلبٍ للمدح والثناء، كما أنّ الإخلاص دليلٌ على نقاء السريرة وحُسن الخُلق، ومن واجب الأهل والمربّين أن يعلّموا أبناءهم الإخلاص في جميع شؤون حياتهم، وأن يتخذوه منهجًا في تعاملاتهم مع بعضهم البعض ومع الله تعالى.
الإخلاص لا يقتصر على العبادات فقط، بل يجب أن يكون في جميع الاعمال التي يُمارسها الإنسان، سواء في عمله أو في دراسته أو في تعامله مع الناس، كما يجب أن يكون الإخلاص في العلاقات الإنسانية، ولهذا فإنّ الناس يعتبرون المخلص هو اجدر الناس بالصحبة، فعكس الإخلاص يكون بالخيانة التي لا يقبلها أيّ أحد، لذا يجب أن يُجاهد الإنسان نفسه ليظلّ مخلصًا في كلّ شيءٍ في حياته، فالإخلاص مثل شجرةٍ وارفة الظلال، تنشر ظلّها على الجميع، لكن لا يذوق حلاوة ثمرها إلا من سقى هذه الشجرة واعتنى بها.
كما يجب أن يكون الإخلاص في النيّة، والإخلاص في حب الله ورسوله -عليه الصلاة والسلام-، والإخلاص بين الأحبة والأصدقاء والشركاء، فأيّ شيء لا يوجد فيه إخلاص لا يمكن أن يستمر ولا يمكن أن يكون مثمرًا، ولا يمكن أن يكون ذا قيمة لأنه تلوث بالمظاهر الكاذبة.
يوجد صور كثيرة في الإخلاص، وكلّما كان الإنسان ملتزمًا بها جميعها كلما كان أكثر سموًا، ويجب أن يُعين الإنسان نفسه على أن يتصف فيه، ويكون هذا بتدريب النفس على عدم التأثر بكلام الناس، وتجنب طلب مدح الآخرين، والابتعاد عن المصالح الظاهرية التي تُشوّه صورة الإخلاص، والأهم من هذا كلّه تجنب الغرور والكبر، لأنّ الغرور يشوّه الإخلاص ويجعله دون معنى، فالإخلاص صورة من صور الإيمان، وهو مكملٌ له وطريقٌ للوصول إليه.
وعلى الرّغم من الكلمات الكثيرة التي تتحدّث عن الإخلاص وتصفه، فإنّ هذه الكلمات وكل ما يكتب من إنشاء عن الإخلاص لا يمكنه أن يختصر عظمة هذا الخلق الرفيع وأهميته في نشر الخير والمحبة والاطمئنان بين القلوب، وكلما كان أفراد المجتمع مخلصين أكثر كانت المحبة راسخةً فيه أكثر فأكثر.