اتساع حجرات الدماغ

حجرات الدماغ

يرجع أصل حجرات الدماغ إلى القناة العصبية، إذ تتشكل هذه الحجرات مبكرًا خلال تطور الأنبوب العصبي، ويتكون الدماغ في نهاية الشهر الأول من الحمل من ثلاث حويصلات، وهي: الدماغ الأمامي، والدماغ المتوسط، والدماغ الخلفي، ثمّ تتمدّد القناة العصبية داخل الدماغ، ممّا يؤدّي إلى تكوين الحجرتين الجانبيتين والحجرة الثالثة.

يشكّل تجويف الدماغ المتوسط ال​​قناة الدماغية، ويشكّل تمدّد القناة العصبية الحجرة الرابعة، وتتواصل الحجرتان الجانبيّتان مع الحجرة الثالثة عن طريق الثقب البيني، أمّا الحجرة الثالثة فتتواصل مع الحجرة الرابعة من خلال قناة الدماغ، ويتشكّل الحاجز الشفاف أثناء التطوّر المبكّر بواسطة جدران ضعيفة في نصفي الكرة المخّية، ويحتوي على تجويف مملوء بالسوائل.^[١]

اتساع حجرات الدماغ

يحدث اتساع حجرات الدماغ عندما يتراكم السائل في الجمجمة ويؤدّي إلى تضخّم الدماغ، ويسمّى أيضًا باسم الماء على الدّماغ، ويمكن أن ينجم عن تراكم هذه السوائل تلف في خلايا الدماغ، ونتيجةً لذلك يمكن أن يعاني الشخص من إعاقات النمو الجسديّة والفكريّة، كما يمكن أن يحتاج إلى علاج فوري لمنع المضاعفات الخطيرة.

تحدث حالة اتساع حجرات الدماغ بصورة رئيسة عند الأطفال، والبالغين الذين تتجاوز أعمارهم 60 عامًا، ويمكن للبالغين الأصغر سنًا الإصابة بهذه الحالة أيضًا، ويقدّر المعهد الوطني للاضطرابات العصبية والسكتة الدماغية أنّ طفلًا أو طفلين من كلّ ألف طفل يولدون يعانون من اتساع حجرات الدماغ.

يتدفّق السائل الدماغي النخاعي عبر الدماغ والحبل الشوكي بصورة طبيعيّة عند الشّخص السليم، وتحت ظروف مرضيّة محددة تزداد كمية السائل الدماغي النخاعي في الدماغ، ويمكن أن تؤدّي زيادة كمية هذا السائل إلى زيادة الضغط المتشكّل على الدماغ بصورة كبيرة، ممّا يؤدّي إلى التورّم في حجرات الدّماغ وأنسجته، ويمكن أن يزداد هذا السّائل في الحالات الآتية:^[٢]

• تشكُّل انسداد يمنع تدفق السائل الدماغي النخاعي بصورة طبيعيّة.
• انخفاض في قدرة الأوعية الدموية على امتصاص السائل.
• إنتاج الدماغ لكمية زائدة من السائل الدماغي النخاعي.

يمكن أن تعاني بعض الحالات من اتساع حجرات الدماغ قبل الولادة، ويمكن أن ينتج ذلك عن الحالات الآتية:^[٢]

• عيب خَلقي في عدم انغلاق العمود الفقري.
• طفرة وراثيّة.
• بعض الإصابات التي تحدث أثناء الحمل، كالحصبة الألمانية.

يمكن أن تحدث هذه الحالة أيضًا عند الرضّع، والأطفال الصغار، والأطفال الأكبر سنًا، بسبب ما يأتي:^[٢]

• التهابات الجهاز العصبي المركزي، كالتهاب السحايا، خاصّةً عند الأطفال.
• نزيف في الدماغ أثناء الولادة أو بعدها بفترة قصيرة، خاصّةً عند الأطفال المولودين مبكّرًا.
• الإصابات الجسدية التي تحدث قبل الولادة أو خلالها أو بعدها.
• صدمات الرّأس.
• أورام الجهاز العصبي المركزي.

يمكن أن يصاب الأشخاص البالغون باتساع حجرات الدماغ، إذ ترتفع مستويات السائل الدماغي النخاعي في الدماغ، لكن ضغط الدماغ عادةً ما يكون طبيعيًا، وعلى الرغم من ذلك فإنّ هذه الحالة ستؤدّي إلى تورّم الدماغ، كما يمكن أيضًا أن تؤدّي إلى ضعف الأداء العام، وتنتج هذه الحالة عادةً عند البالغيين عن الاضطرابات والأمراض التي تمنع تدفق السائل النخاعي الدماغي بين حجرات الدماغ، لكن ما يزال سبب حصول العديد من هذه الحالات غير معروف إلى وقتنا الحاضر.^[٢]

علاج اتساع حجرات الدماغ

يمكن استخدام أكثر من طريقة في علاج حالات اتساع حجرات الدماغ، منها ما يأتي:^[٣]

• التحويلة: يمكن أن تعدّ هذه الطريقة العلاج الأكثر شيوعًا لعلاج اتساع حجرات الدماغ، إذ يُدخل الجرّاح نظامَ تصريف للسّائل الدماغي النخاعي، ويتكوّن هذا النظام من أنبوب طويل ومرن مع صمام يمنع السائل الدماغي النخاعي من الارتداد إلى الدماغ، ويسهم في تدفّقه بالاتجاه الصحيح وفي المعدل المناسب، وتوضع نهاية هذا الأنبوب عادةً في واحدة من حجرات الدماغ، ثمّ يُزرَع الأنبوب أسفل الجلد، إذ يمكنه بسهولة امتصاص السائل الدماغي النخاعي الزائد، ويحتاج الأشخاص الذين يعانون من اتساع حجرات الدماغ عادةً إلى نظام تحويل لمدى الحياة، كما يحتاجون أيضًا إلى الراقبة المنتظمة.
• تنظير فغر الحجرة الثالثة: يعد هذا الإجراء إجراءً جراحيًّا يمكن استخدامه لبعض الأشخاص، إذ يستخدم الجراح في هذه التقنية كاميرا فيديو صغيرة للحصول على رؤية مباشرة داخل الدماغ، ثمّ يثقب أسفل إحدى الحجرات الدماغية أو ما بينها؛ وذلك لتسهيل تدفق السائل الدماغي النخاعي خارج الدّماغ.

مضاعفات عملية اتساع الحجرات الدماغية

يمكن أن تؤدّي طريقتا العلاج إلى مضاعفات، ويمكن أن تتوقف أنظمة التحويل المزروعة عن تصريف السائل الدماغي النخاعي، كما يمكن أن يسوء تنظيم الصرف بسبب مشكلات ميكانيكية، أو انسداد، أو عدوى، كما تشمل مضاعفات تقنية فغر الحجرة الثالثة النزيف، والالتهابات، وتحتاج المضاعفات السابقة إلى العلاج الفوري، ويمكن أن تشمل علامات هذه المضاعفات ما يأتي:^[٣]

• ارتفاع درجة الحرارة.
• التهيج.
• النعاس.
• الغثيان والتقيّؤ.
• صداع الرأس.
• مشكلات في الرؤية.
• الاحمرار، أو الألم، أو الألم ناجم عن الضغط في الجلد على طول مسار أنبوب التحويلة.
• ألم في البطن عندما تكون التحويلة تصبّ في البطن.
• تكرار أيّ من أعراض اتساع حجرات الدماغ الأولية.

المراجع

1. ↑ Elena Crisan, MD (30-6-2016), "Ventricles of the Brain"، medscape, Retrieved 31-8-2019. Edited.
2. ^ ^{أ ب ت ث} Amanda Delgado and Valencia Higuera (7-8-2017), "Hydrocephalus (Water on the Brain)"، healthline, Retrieved 31-8-2019. Edited.
3. ^ ^{أ ب} mayoclinicstaff (26-7-2019), "Hydrocephalus"، mayoclinic, Retrieved 31-8-2019. Edited.