اتقوا الله في النساء

كتابة:
اتقوا الله في النساء

اتقوا الله في النساء

تعددت الأحاديث التي ورد فيها قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- (اتقوا الله في النساء)، ومن هذه الأحاديث قوله -صلى الله عليه وسلم-: (اتَّقوا اللهَ في النِّساءِ؛ فإنَّهُنَّ عَوانٍ عندَكم).[١]

وكذلك قوله -صلى الله عليه وسلم- في خطبة حجة الوداع: (اتَّقوا اللهَ في النساءِ؛ فإنَّكم أخذتُموهنَّ بأمانةِ الله، واستحلَلْتُم فروجَهنَّ بكلمةِ الله، وإنَّ لكم عليهنَّ ألَّا يُوطِئْنَ فُرُشَكم أحًدا تكرهونَه، فإنْ فعَلْنَ ذلك فاضرِبوهنَّ ضربًا غيرَ مُبَرِّحٍ، ولهنَّ عليكم رِزقُهنَّ وكِسوتُهنَّ بالمعروفِ).[٢]

معنى (اتقوا الله في النساء)

يوصي النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذه الأحاديث بتقوى الله في النساء، وذلك بأن يفي الرجل بشروط النكاح الصحيحة؛ ذلك أن المرأة لم ترض ببذل نفسها للرجل بعقد الزواج إلا على شروط معينة، ولكي يحسن إليها ولا يسيء تعامله معها، فلا بد من الوفاء بما يقتضيه عقد الزواج، ذلك أن الرجل لم يستحل المرأة لكي يسيء إليها أو يمنعها حقها.[٣]

ويدخل في عموم هذه الوصية كل من يتولى أمر المرأة زوجاً كان أو ولياً، بأن يراعي حقوق المرأة ويحسن عشرتها بالمعروف، وأن يكون هيناً ليناً معها، إلا أن سياق الحديث بعد هذه الجملة يبين كون هذه الوصية في الغالب مختصة بالأزواج،[٤] وهذا لا يمنع كون الإسلام قد حث على الإحسان للمرأة أينما كان موقعها سواء كانت بنتاً أو أماً أو زوجة.

كيفية تقوى الله في النساء

وقد بيّن العلماء المقصود بتقوى الله في النساء في الحديث السابق، وهذه التقوى تظهر من خلال الأمور الآتية:[٤]

  • توفية الزوج حق زوجته من المهر والنفقة وكافة الحقوق المالية المقررة عليه بالعقد الصحيح بينهما، فإنه إنما استحلّ المرأة بعقد الزواج، وهو ميثاق غليظ لا يصح نقضه.
  • أن لا يعبس بوجه المرأة من غير ذنب، وأن يكون ليناً معها في القول والفعل.
  • أن يؤدي حق الأمانة بحفظ المرأة، وصيانتها والقيام بمصالحها سواء الدنيوية أو الدينية، ذلك أن المرأة أمانة عند الرجل، فلا بدّ من تأدية حق الأمانة.

كما ويبين الحديث حقاً للرجل وهو أن لا تأذن المرأة بدخول أحد للبيت ممن يكرهه الرجل، فلا تأذن بدخول المنزل لأحد إلا من علمت أو ظنت أن الزوج لا يكره دخوله لمنزله.[٤]

الحكمة من الوصية بتقوى الله في النساء

يرعى الإسلام الفروقات الفردية بين المرأة والرجل، فكما أن الإسلام جعل القوامة التي هي الرعاية والتكليف على الزوج، أوجب معها أن يتقي الرجل الله في زوجته، بأن تكون قوامته رحيمة، فلا يستعمل سلطته أو قوته لقهرها، أو ظلمها، أو اقتطاع شيء من حقها.[٥]

ذلك أن قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اتَّقوا اللهَ في النِّساءِ؛ فإنَّهُنَّ عَوانٍ عندَكم) يبين الحكمة من هذه الوصية، وهي ضعف المرأة، فكأنما هي أصبحت أسيرة عند الرجل لغلبة قوته عليها،[٦] فلا يكون هذا سبباً لظلمها أو التجبر عليها، بل لا بد من مراعاة ضعفها، وجعل قوة الرجل ملاذاً تحتمي به المرأة، لا تفر منه.[٥]

المراجع

  1. رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج زاد المعاد، عن عمرو بن الأحوص ، الصفحة أو الرقم: 5/89.
  2. رواه ابن جرير الطبري ، في تفسير الطبري، عن جابر بن عبدالله ، الصفحة أو الرقم: 3/2/392 .
  3. البسام أبو عبد الرحمن عبد الله بن عبد الرحمن (2003)، توضيح الأحكام من بلوغ المرام (الطبعة الخامسة)، مكة المكرمة: مكتبة الأسدي، صفحة 292، جزء 5.
  4. ^ أ ب ت ابن رسلان المقدسي شهاب الدين أبو العباس (2016)، شرح سنن أبي داود (الطبعة الأولى)، مصر: دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث، صفحة 609 - 611، جزء 8.
  5. ^ أ ب مجموعة من المؤلفين (2015)، موسوعة محاسن الإسلام ورد شبهات اللئام (الطبعة الأولى)، صفحة 620، جزء 10.
  6. ابن رسلان المقدسي شهاب الدين أبو العباس (2016)، شرح سنن أبي داود (الطبعة الأولى)، مصر: دار الفلاح للبحث العلمي وتحقيق التراث، صفحة 295، جزء 13.
4718 مشاهدة
للأعلى للسفل
×