احتقان الرحم والحمل

كتابة:

احتقان الرحم والحمل

يُشار لاحتقان الرحم أيضًا باسم دوالي الحوض، وتُعرَف طبيًا باسم متلازمة احتقان الحوض أو عدم كفاءة الوريد الحوضي، وهي حالة مرضية مزمنة تظهر لدى النساء عندما يظهر أوردة الدوالي أسفل البطن في الجزء المتعلق بالحوض، وتعرف الدوالي بأنّها انتفاخ وتضخم للأوردة الضعيفة، بالإضافة إلى التوائها وتمدَّدها، ممّا يُسبب ألمًا خفيًا في منطقة الحوض، وعادةً ما يُصيب النساء اللواتي أنجبَّن في السابق، كما تلاحظ النساء زيادة سوء الأعراض المصاحبة لاحتقان الرحم مع تطوّر نمو الجنين، وزيادة حجمه في المراحل الأخيرة من الحمل، ممّا يُسبب ضغطًا إضافيًا على الأوردة المصابة في منطقة الحوض، وزيادة شدة الألم الناجم عن هذه الحالة.[١]


أسباب احتقان الرحم أثناء الحمل

يعدّ الحمل أحد الأسباب الأكثر شيوعًا لإصابة المرأة باحتقان الرحم، بالإضافة إلى زيادة خطر الإصابة لدى النساء اللاتي يحملنّ كثيرًا، ويرتبط ذلك بعدة أسباب ستوضح كما يأتي:[١]

  • يُغير الحمل من البنية الطبيعية لحوض المرأة، ممّا يُؤثر في الأوعية الدموية الواقعة في منطقة الحوض، لتصبح أكثر عرضة للإصابة بالدوالي.
  • يزيد الحمل من مستوى هرمون الأستروجين الذي يضعف جدران الأوعية الدموية، ويزيد من فرصة الإصابة بدوالي الأوردة واحتقان الرحم.
  • يزيد الحمل من وزن وسوائل جسم المرأة لدعم جنينها؛ إذ لا تستطيع بعض الأوردة تحمل الحجم الزائد من السوائل، ممّا يُسبب انتفاخها بطريقة لا تستطيع الصمامات الوريدية -الصمامات المسؤولة عن سير الدم باتجاه واحد في الأوردة نحو القلب ومنع ارتجاعه- تحمُّلها، ويُؤدي ذلك إلى تلف الصمامات ورجوع الدم إلى الخلف، لتصبح مصابة بالدوالي.


أعراض احتقان الرحم أثناء الحمل

يعد الشعور بألم الحوض العرض الرئيسي لمتلازمة احتقان الرحم، والذي يستمر لمدة ستة أشهر على الأقل، وفي الحقيقة غالبًا ما يبدأ هذا الألم أولاً أثناء الحمل أو بعده، كما قد تسوء شدة الأعراض بعد الحمل، ويبدو الألم كالشعور بألم حاد او ثقل في ممنطقة الحوض، وعادة ما يكون على جانب واحد فقط، وهو الجاني الأيسر في غالبية الحالات، لكن في بعض الأحيان قد تشعر المُصابة به من كلا الجانبين، وغالبًا ما يكون الألم أسوأ في نهاية اليوم. كما ويزداد الألم عادةً عند الجماع، وتغيير وضعية الجسم، والمشي والوقوف لفترات طويلة. كما قد تعاني بعض النساء من تضخم الأوردة وتشوهها على الأرداف والأعضاء التناسلية الخارجية -الفرج-، والشعور بالحاجة الملحة والمفاجئة للتبول. بالإضافة إلى ذلك قد تعاني النساء غير الحوامل من ألم قبل أو أثناء الدورة الشهرية.[٢]


تشخيص احتقان الرحم أثناء الحمل

يبدأ تشخيص احتقان الرحم بإحساس المرأة بألم في منطقة الحوض، ويجب أنّ يكون الألم مستمر لمدة تزيد عن الستة أشهر مصحوبًا بالشعور بألم بالمبيض عند الضغط عليه أثناء الفحص السريري، كما من الضروري استبعاد إصابة المرأة بالتهاب أو وجود أي خلل في منطقة الحوض عند القيام بفحص للحوض، ولذلك يلجأ إلى إجراء تخطيط الصدى، للكشف عن أيّ أوردة مصابة بالدوالي في منطقة الحوض، وتثبيت تشخيص حالة احتقان الرحم، وبالرغم من ذلك؛ قد يجري الطبيب فحصًا تصويريًا آخر، لتأكيد التشخيص تمامًا، ومثال ذلك تصوير الوريد؛ إذ يحقن الطبيب جسم المرأة بمادة تباين ظليل للأشعة في أوردة الفخذ لتوفير صورة للأوردة عبر الأشعة السينية، بالإضافة إلى الأشعة المقطعية، والتصوير بالرنين المغناطيسي، وتصوير الأوعية بالرنين المغناطيسي، ويجدر بالذكر أنّ الطبيب قد يلجأ إلى تنظير البطن في حال كان الألم عسيرًا، ولم يكشّف السبب الحقيقي الكامن خلف احتقان الرحم، وتتلخص هذه الطريقة بإدخال الطبيب أنبوب عبر شق صغير أسفل السرة؛ إذ يوفر هذا صورة مباشرة لبنية الحوض.[٣]


علاج احتقان الرحم أثناء الحمل

تتعدد الطرق العلاجية لاحتقان الرحم، فقد يصف الطبيب النسائي بعض الأدوية الهرمونية، لتقليل تدفق الدم في أوردة الدوالي المحتقنة، وفي حال فشل هذه الطريقة، فإنّه يلجأ إلى استخدام إجراءات طفيفة التوغل، مثل؛ إجراء إحداث الانسداد لأوردة الدوالي؛ وهو إجراء يدخّل فيه الطبيب قسطرة صغيرة عبر الوريد الرئيسي في الذراع، أو الكتف، أو الفخذ لكي يصل إلى الأوردة المصابة بمساعدة الأشعة السينية على تحديد الموقع، ثم يُغلق الوريد إغلاقًا دائمًا، ولحسن الحظ لا تشعر المرأة بأيّ نوع من الألم أثناء إجرائها، ولا تستدعي سوى حقن وريدي لبعض الأدوية المهدئة، كما يمكن للمرأة العودة لأداء الأنشطة الخفيفية في اليوم التالي من الجراحة، كما تعود لأداء الوظائف اليومية كافة في غضون أسبوع من إجراء إحداث الانسداد،[٤] كما يُمكن استخدام بعض الأدوية للتخلص من الأعراض المصاحبة لاحتقان الرحم، مثل؛ مضادات الالتهاب اللاستيرويدية (NSAID)، والأدوية المسكنة للألم المزمن، مثل؛ دواء غابابنتين، ودواء أَميتريبتيلين معًا ( Gabapentin plus Amitriptyline).[١]


سؤال وجواب

هل تؤثر الإصابة باحتقان الرحم في القدرة على الحمل والإنجاب؟

نعم، قد تؤدي الإصابة باحتقان الرحم -متلازمة احتقان الحوض- إلى حدوث اضطرابات في الدورة الشهرية، وتؤثر في القدرة على الإنجاب، لكن يرتبط علاجها عن طريق إحداث الانسداد الوريدي المذكور سابقًا إلى تحسُّن ملحوظ في القدرة على الإنجاب.[٥]

هل من الممكن أن تعود الإصابة باحتقان الرحم بعد علاجها؟

نعم قد تعود الإصابة باحتقان الرحم بعد العلاج بإحداث الانسداد الوريدي في حوالي 10% من الحالات.[٦]


مراجع

  1. ^ أ ب ت Becky Young (5-12-2017), "Pelvic Congestion Syndrome"، www.healthline.com, Retrieved 3-9-2019. Edited.
  2. "Pelvic Congestion Syndrome", cedars-sinai, Retrieved 28-4-2020. Edited.
  3. JoAnn V. Pinkerton (7-2019), "Pelvic Congestion Syndrome"، www.msdmanuals.com, Retrieved 3-9-2019. Edited.
  4. "Treatment of Pelvic Congestion Syndrome (PCS)", stanfordhealthcare.org, Retrieved 3-9-2019. Edited.
  5. JuanfangLiu, LipingHan, XinweiHan (10-2019), "The Effect of a Subsequent Pregnancy After Ovarian Vein Embolization in Patients with Infertility Caused by Pelvic Congestion Syndrome"، sciencedirect, Retrieved 28-4-2020. Edited.
  6. "Pelvic Venous Congestion Syndrome", bsir, Retrieved 28-4-2020. Edited.
7620 مشاهدة
للأعلى للسفل
×