احتكاك فقرات الرقبة والصداع

كتابة:
احتكاك فقرات الرقبة والصداع

فقرات الرقبة

يضمّ العمود الفقري مجموعه من الفقرات المترابطة، يشكل الجزء العلوي منه مجموعه مكوَّنة من سبع فقرات (C1-C7)، تتَّصِل قاعدتها بأعلى الظهر في مستوى الكتف تقريبًا، بينما ترتبط من الأعلى بالجمجمة، وتُعرف هذه الفقرات باسم الفقرات العنقيَّة أو فقرات الرقبة (The cervical spine)، والتي تعدّ واحدة من الأجزاء المعقَّدة، فهي تحتوي على الحبل الشوكي المسؤول عن إرسال الرسائل العصبيَّة من الدماغ للسيطرة على كافة أنحاء الجسم، وإلى جانب ذلك، تتميَّز فقرات الرقبة بالقوَّة والمرونة، فهي تسمح بتحريك العنق في كافة الاتجاهات، وتوفير الدعم للرأس، والمساهمة في حماية الحبل الشوكي، وتسهيل تدفق الدم إلى الدماغ.[١]


ما علاقة احتكاك فقرات الرقبة والصداع؟

احتكاك فقرات الرقبة أو ما يعرف طبيًّا باسم داء الفقار أو تنكس الفقار العنقي (Cervical spondylosis) هو أحد المشكلات الشائعة التي تظهر بسبب تهتك وتآكل الغضاريف والعظام في منطقة فقرات العنق، والتي غالبًا ما تظهر بين كبار السنّ.[٢]

ويعتبر الصداع واحدًا من المشكلات المصاحبة لاحتكاك فقرات العنق، والذي غالبًا ما يظهر في مؤخرة الرأس،[٢] فصداع مؤخرة العنق هو أحد أنواع الصداع الثانوي، الذي يحدث بسبب وجود مشكلة صحية كامنة، وقد يخلط الكثيرين بينه وبين أنواع أخرى من الصداع التي تسبب ألمًا في مؤخرة الرقبة،[٣] بينما ينتشر هذا الصداع أحيانًا من مؤخرة الرأس والعنق إلى الجزء الأمامي منه.[٤]

وفي الحقيقة، يظهر هذا الصداع في مُعظم الحالات نتيجة تيبّس عضلات العنق، [٤] وقد يكون هو العَرَض السائد لدى المصاب باحتكاك فقرات الرقبة.[٥] 


ما هي أعراض احتكاك فقرات الرقبة؟

في مُعظم الحالات، لا تظهر على المصابين أيَّة أعراض واضحة، وعند ظهورها فهي قد تتطوَّر تدريجيًّا، وتتراوح في شِدتها بين الأعراض الخفيفة والأعراض الحادة، ومن أهم هذه الأعراض التي قد تُصاحب مشكلة احتكاك فقرات الرقبة:[٢]

  • الشعور بألم حول منطقة لوح الكتف، وقد يشكو البعض من ألم يمتد على طول الذراع وفي الأصابع.
  • زيادة حِدة الألم عند القيام بأنشطة وحركات معيَّنة، كالجلوس، والوقوف، والسعال، والعطاس، وإمالة العنق للخلف.
  • المعاناه من الضعف العضلي، فهذا الضعف يُعيق حمل الذراعين، أو القبض على الأشياء بقوَّة.
  • الشعور بالتنميل أو الوخز الذي يؤثر بشكل أساسي على الذراعين والكتفين، وقد يظهر أيضًا في الساقين.
  • تيبس الرقبة، والذي يزداد سوءًا مع الوقت.
  • الإصابة بالصداع، خاصة في مؤخرة الرأس.
  • أعراض تحدث بشكل أقل، مثل فقدان السيطرة على الأمعاء أو المثانة، وفقدان التوازن.


ما أسباب احتكاك فقرات الرقبة؟

بعض التغيرات التي تحدث مع تقدم العمر في فقرات الرقبة قد تكون سببًا لحدوث احتكاك هذه الفقرات، ومن هذه التغيرات نذكر مايأتي:[٦]

  • انفتاق القرص (Herniated disks): فأحيانًا يتأثر الجزء الخارجي من الأقراص الموجودة بين فقرات الرقبة مع تقدم العمر، وقد يؤدي ذلك إلى انفتاق القرص، وأحيانًا الضغط على الحبل الشوكي والجذور العصبية.
  • تيبس الأربطة: في بعض الحالات يتعرَّض نسيج الأربطة المسؤولة عن اتصال العظام ببعضها للتيبس مع تقدم العمر، وهذا بدوره يقلِّل من مرونة الرقبة.
  • جفاف الأقراص وفقدانه السوائل: تبدأ الأقراص بالجفاف والتقلص غالبًا بعد عمر الأربعين، وهذا يزيد من احتكاك العظام ببعضها بين الفقرات.
  • النتوءات العظمية: في بعض الحالات يبدأ الجسم بتكوين كميات زائدة من العظم في فقرات الرقبة في محاولة منه لمقاومة تعرّض الأقراص للتلف، وقد تتسبب النتوءات العظمية بحدوث مزيدًا من المشكلات، مثل ثقب الحبل الشوكي والجذور العصبية.

إلى جانب التقدم بالعمر، يوجد مجموعه من العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة باحتكاك فقرات الرقبة، نذكر منها ما يأتي:[٦]

  • العوامل الجينية: تساهم العوامل الجينيَّة أحيانًا في زيادة فرصة الإصابة باحتكاك فقرات الرقبة، لذا نجد أنَّ بعض أفراد العائلات سيعانون من هذه التغيرات مع الوقت، بينما لا تظهر هذه المشكلة عند البعض الآخر.
  • الوظيفة: بعض الوظائف التي يشغلها الأفراد تستدعي البقاء في وضعيَّات مزعجة، أو تكرار تحريك الرقبة، أو القيام بالكثير من العمل، وهذا بالطبع يؤدي إلى زيادة تأثير الإجهاد على الرقبة.
  • التدخين: فقد وُجِد أنَّ التدخين مرتبط بارتفاع خطورة الإصابة بألم الرقبة.


كيف يمكن التقليل من احتكاك فقرات الرقبة والصداع؟

يوجد مجموعه من الخيارات العلاجيَّة المنزلية التي يُمكن اللجوء إليها بهدف تخفيف الصداع والأعراض المصاحبة لاحتكاك فقرات الرقبة، ومن هذه الوسائل: [٧]

  • استخدام الكمادات الباردة أو الساخنة، فهي قد تساهم في تخفيف ألم العضلات في الرقبة.
  • ممارسة التمارين بانتظام، فالتمارين الرياضية تساهم في تسريع تخفيف الألم.
  • وضع دعامة خفيفة للعنق، فارتداءها لفترات قصيرة قد يساهم في تخفيف الألم مؤقتًا، بينما يؤدي ارتداء دعامة العنق باستمرار إلى زيادة فرصة حدوث ضعف في عضلات الرقبة على المدى البعيد.
  • تناول مسكنات الألم التي يمكن صرفها دون الحاجة لوصفة من الطبيب، منها الباراسيتامول (Paracetamole) ومضادات الالتهاب اللاستيرويدية، مثل الآيبوبروفين (Ibuprofen)، والنابروكسين (Naproxen)، مع الأخذ بعين الاعتبار عدم تناول مضادات الالتهاب اللاستيرويديَّة في حالة المُعاناه من الربو، أو أمراض القلب، أو ارتفاع ضغط الدم، أو أمراض الكبد، أو تاريخ للإصابة بمشكلات المعدة، ويجدر التّنويه إلى أهمية التّأكد من الصيدلي فيما إذا كانت المُسكنات مُناسبة للحالة.
  • تقنية الارتجاع البيولوجي (Biofeedback): يُمكن اعتماد هذه التقنية لتخفيف الصداع في مؤخرة الرأس الذي يعانيه المصاب، فهي تساهم في تطوير طرق لاسترخاء العضلات، وغالبًا ما تفيد هذه التقنيات في علاج هذا العرَض تحديدًا الذي يعانيه المُصاب.[٤]


وفي الحالات التي لا تُجدي فيها مسكنات الألم نفعًا في تخفيف الأعراض قد يوصي الطبيب باستخدام أنواع أخرى من الأدوية، منها:[٨]

  • الكورتيكوستيرويدات (Corticosteroids): قد يصف الطبيب حقن الستيرويد أو الستيرويد الفموي لتخفيف الألم.
  • الأدوية المضادة للتشنجات: مثل بريجابالين (Pregabalin)، جابابنتين (Gabapentinيُمكنها تخفيف الألم الناجم عن التلف العصبي.
  • مضادات الاكتئاب: بعض أنواع مضادات الاكتئاب تساهم في تخفيف الألم المصاحب لاحتكاك فقرات الرقبة.
  • المرخيات العضلية: مثل سيكلوبينزابرين (Cyclobenzaprine)، قد تساهم في تخفيف التشنج العضلي في الرقبة.


وقد يكون العلاج الفيزيائي خيارًا مناسبًا لتخفيف أعراض احتكاك الرقبة، إذْ يساعد المُعالِج الفيزيائي في تعلُّم تمارين الإطالة وتقوية العضلات في الرقبة والكتفين.[٨]


المراجع

  1. Paul Slosar, "Cervical Spine Anatomy", spine-health, Retrieved 2020-09-04. Edited.
  2. ^ أ ب ت Amanda Delgado ,Rachel Nall, "Cervical Spondylosis", healthline, Retrieved 2020-09-04. Edited.
  3. Jamie Eske (2019-01-06), "What is a cervicogenic headache?", medicalnewstoday, Retrieved 2020-09-04. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Cervical Spondylosis: Recognition, Differential Diagnosis, and Management", ncbi, 2001-04-02, Retrieved 2020-09-04. Edited.
  5. "How is headache characterized in cervical spondylosis?", medscape, 2018-11-08, Retrieved 2020-09-04. Edited.
  6. ^ أ ب "Cervical spondylosis", mayoclinic, Retrieved 2020-09-04. Edited.
  7. Adam Felman (2018-08-07), "What's to know about cervical spondylosis?", medicalnewstoday, Retrieved 2020-09-04. Edited.
  8. ^ أ ب "Cervical spondylosis", mayoclinic, Retrieved 2020-09-04. Edited.
4826 مشاهدة
للأعلى للسفل
×