اختبار إجهاد القلب

كتابة:
اختبار إجهاد القلب

القلب

ينبض قلب الإنسان 100 ألف مرّة في اليوم، ويضخ 190 ألف لتر من الدّم عبر الجسم كل 24 ساعة، ويُعدّ القلب عضوًا عضليًا بحجم قبضة اليد المغلقة تقريبًا، ويتمركز في الصّدر على اليسار قليلًا، ويضخّ الدّم حول الجسم عندما ينقبض، وينقل الدّم غير المؤكسج إلى الرئتين ليُحمّل بالأكسجين ويُفرّغ من ثاني أكسيد الكربون -أحد منتجات عملية الأيض الجانبية التي لا حاجة إليها-، ويتكوّن القلب من أربع غرف؛ هي الأذينان والبطينان، كما يتكوّن جدار القلب من ثلاث طبقات، ويصيب جهاز القلب العديد من الاضطرابات المرضية؛ وعليه لا بُدّ من إجراء فحوصات تشخيص، ومن أبرزها اختبار إجهاد القلب.[١]


اختبار إجهاد القلب

اختبار الإجهاد أو اختبار إجهاد التّمارين فحص يلجأ إليه الأطباء لمعرفة مدى كفاءة عمل القلب خلال أوقات النشاط البدني؛ أي الأوقات التي يعمل فيها القلب بقوة أكبر، إذ يساعد في تحديد ما إذا كان القلب يتلقّى ما يكفي من الأكسجين، وتحديد ما إن كان يتلقّى حاجته من التروية الدموية عند الحاجة إليها بدرجة أكبر، كما هو الحال عند ممارسة النشاط البدني، كالتمارين الرياضية، كما يُجرى اختبار إجهاد القلب للمساعدة في تحديد مستوى الصّحة العامة للشخص -خاصة إذا كان الشخص يبدأ ببرنامج جديد من التمارين-.[٢]


كيفية التجهيز لفحص إجهاد القلب

قبل إجراء اختبار إجهاد القلب يُجري الطبيب العديد من التجهيزات، والتي تتضمن الآتي:[٢]

  • إجراء الطبيب فحصًا بدنيًا شاملًا للشخص، كما يسأل الطبيب الشخص عن تاريخه المرضي، وعلى الشخص أن يخبر الطبيب بالأعراض كلها -إن وُجِدَت-، خاصةً الألم في الصدر أو ضيق التنفس، كما يتوجب على الشخص إخبار الطبيب بأيّ اضطرابات مرضية يعاني منها؛ كالتهاب المفاصل، ومرض السّكري؛ لأنّ الفحص قد يؤثر في مستويات السكر في الدّم، وعليه فقد يراقب الطبيب مستويات الغلوكوز في الدم خلال الفحص في حال الإصابة بالسكري.
  • تجنب تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على الكافيين، بالإضافة إلى الابتعاد عن تدخين السجائر، ذلك لمدة ثلاثة ساعات على الأقل قبل إجراء الفحص.
  • الامتناع عن تناول بعض الأدوية التي يوصي بها الطبيب قبل الاختبار.
  • ارتداء ملابس فضفاضة ومريحة وضرورة ارتداء أحذية مريحة.
  • إخبار الطبيب في حال الشعور بألم بالصدر أو أيّ مضاعفات أخرى في اليوم الذي أُجريَ فيه الفحص.


كيفية إجراء اختبار إجهاد القلب

يستغرق اختبار إجهاد القلب ساعة ما بين التجهيزات، ويحتاج الاختبار الفعلي إلى 15 دقيقة، ويُنفّذ من خلال الخطوات الآتية:[٣]

  • يضع الطبيب أو الممرض لصاقات خاصة تحتوي على أقطاب كهربائية على الصدر، والساقين، والذّراعين، وقد تحتاج بعض المناطق إلى حلق الشّعر فيها للمساعدة في لصق الرّقع، وتتصل هذه الأقطاب بجهاز المخطط الكهربائي للقلب بواسطة أسلاك، ويُسجّل هذا الجهاز بدوره الإشارات الكهربائية التي تحفّز ضربات القلب.
  • يضع الطبيب كُفّة حول الذّراع لفحص ضغط الدّم أثناء الاختبار.
  • يطلب من الشخص التنفس عبر أنبوب بهدف إظهار مدى القدرة على التنفس بشكل جيد أثناء ممارسة التمرين، ويُطلَب هذا أحيانًا وليس في الحالات جميعها.
  • يُجرَى التمرين غالبًا على جهاز السير أو الدّراجة الثّابتة، وفي البداية يبدو بشكل بطيء، ومع تقدّم الاختبار يصبح التمرين أكثر صعوبة، والشخص يستخدم مساند اليدين في جهاز المشي للمحافظة على التوازن، لكن يجب التنويه لعدم الإمساك بهما بقوة؛ إذ إنّ ذلك يؤثر في التائج، وفي حال لم يَبدُ الشخص يمارس التمارين الرياضية فسيحقن الطبيب أدوية في الوريد تزيد من تدفق الدّم إلى القلب، ومن الجدير بالذّكر أنّ ذلك قد يسبب شعورًا بالصداع أو احمرار الوجه أو قصر التنفس.
  • يستمر الشخص في التمرين حتى تصل ضربات القلب إلى المعدّل المطلوب أو حتّى تظهر لديه الأعراض التي لا تسمح له بالاستمرار. وتتضمن هذه الأعراض:
    • ألم في الصدر متسوسط إلى شديد الشدة.
    • ضيق التنفس الشديد.
    • ارتفاع ضغط الدم أو انخفاضه.
    • اضطرابات النظم القلبية؛ أي اضطراب في نبضات القلب؛ كتسارعها، أو تباطؤها، أو عدم انتظامها.
    • الدوخة والإرهاق.
    • تغييرات معينة يحددها الطبيب في جهاز المخطط الكهربائي للقلب.
  • يطلب الطبيب أحيانًا الوقوف ثابتًا لعدّة ثوانٍ بعد التوقف عن ممارسة التمارين، ثم الاستلقاء لمدّة من الوقت مع وجود الأقطاب الكهربائية في أماكنها؛ ذلك بهدف معاينة أيّ اضطرابات في القلب عند عودته إلى وضعه الطبيعي.
  • يستطيع الشخص العودة لممارسة أنشطته اليومية مباشرةً بعد إجراء اختبار إجهاد القلب ما لم يطلب الطبيب عكس ذلك.


نتائج اختبار إجهاد القلب

بعد إنهاء اختبار إجهاد القلب سيراجع الطبيب مع الشخص نتائج هذا الاختبار، والتي قد تبدو مربكة في بعض الأحيان، لكنّها تعتمد على العديد من العوامل، والتي تتضمن الآتي:[٤]

  • قراءات اختبار إجهاد القلب.
  • التغييرات في مخطط كهربائية القلب أثناء التمرين.
  • التغييرات في ضغط الدّم -خاصة انخفاض ضغط الدّم الشّديد-.
  • الأعراض التي ظهرت أثناء الاختبار.
  • الإصابة بعدم انتظام ضربات القلب أثناء الاختبار.
  • مُسبِّبات إنهاء الاختبار قبل الوقت اللازم -إن وُجِدَت-.
  • معدل قدرة الشخص على ممارسة التمارين بناءً على المكافئ الاستقلابي -أحد المكافئات التي تشير إلى معدل استهلاك الجسم للطاقة بالنسبة للوزن-.

تشكّل هذه العوامل جميعها تشخيصًا دقيقًا لدى الطبيب، وقد يبدو هذا التشخيص إيجابيًا أو سلبيًا. وفي ما يأتي توضيح ذلك:[٤]

  • إذا كانت النتائج طبيعية؛ فهذا يشير إلى عدم وجود الإصابة بـمرض الشرايلن التاجي، ولا يحتاج الشخص إلى مزيد من الاختبارات.
  • إذا كانت النتائج غير طبيعية؛ فهذا قد يدلّ على الإصابة بمرض الشريان التاجية، فسيناقش الطبيب مع المصاب خيارات العلاج بالاعتماد على سبب المشكلة، كما قد يوصي بإجراء مزيد من الاختبارات؛ كتصوير الأوعية التاجية لتحديد موقع الانسداد.
  • إذا كانت النتائج طبيعية لكنّ الأعراض ظاهرة؛ فسيوصي الطبيب بنوع أكثر تعقيد من اختبار إجهاد القلب، وهو اختبار إجهاد مخطط صدى القلب أو اختبار الإجهاد النووي (Nuclear perfusion study)، وفيه يُحقَن كشاف تتبع إشعاعي في الوريد أثناء التمرين لتحديد مكان الانسداد باستخدام كاميرا متخصصة.


المراجع

  1. Tim Newman (2018-1-9), "The heart: All you need to know"، medicalnewstoday, Retrieved 2020-4-22. Edited.
  2. ^ أ ب Brian Krans (2018-1-18), "Exercise Stress Test"، healthline, Retrieved 2020-4-23. Edited.
  3. staff mayo clinic (2018-3-29), "Stress test"، mayo clinic, Retrieved 2020-4-3. Edited.
  4. ^ أ ب Richard N. Fogoros, MD (2019-10-30), "What Is a Cardiac Stress Test?"، verywellhealth, Retrieved 2020-4-23. Edited.
4318 مشاهدة
للأعلى للسفل
×