اختبار الطاولة المائلة

اختبار الطاولة المائلة

يستخدم الأطباء اختبار الطاولة المائلة لمعرفة سبب شعور الأشخاص بالإغماء أو الدوار المتكرر؛ إذ يقيس الاختبار كيفية استجابة ضغط الدم ومعدل ضربات القلب لقوة الجاذبية أثناء الاختبار، وفيها يجلس الشخص على طاولة تنحرف للأعلى تدريجيًا؛ فإذا انخفض ضغط دم الشخص أثناء الاختبار وظلّ منخفضًا خلاله فقد يشعر بالدوار، ويحدث هذا بالتزامن مع بطء غير طبيعي في معدل ضربات القلب، أو تسارع في معدل ضربات القلب؛ لأنّ الدماغ لا يحصل على ما يكفي من الدم في هذه الحالات. وينتج ذلك إمّا من عدم قدرة معدل ضربات القلب على التكيُّف مع إمالة الطاولة لأعلى، أو قد لا تنقبض الأوعية الدموية بقوة كافية لدعم ضغط الدم.

قد يبدو الشعور بالدوار أو الإغماء ناتجًا من تناول بعض الأدوية، أو الجفاف الحاد، أو إيقاعات القلب غير الطبيعية، أو نقص السكر في الدم، أو الراحة الطويلة في الفراش، أو الإصابة ببعض اضطرابات الجهاز العصبي التي تسبب انخفاض ضغط الدم.^[١]

كيفية التجهيز لاختبار الطاولة المائلة

إذا قرّر الطبيب إجراء اختبار الطاولة المائلة يجب على الشخص التجهيز له واتباع ما يأتي:

• استشارة الطبيب في التوقف عن تناول أيٍّ من الأدوية المعتادة، وقد يطلب التوقف عن تناول الأدوية التي تغيّر معدل ضربات القلب أو ضغط الدم ليوم أو نحو ذلك قبل الاختبار، لكن نظرًا لأنّ تقييم الإغماء غير المبرر معقد للغاية وفريد؛ فلا توجد قاعدة صارمة وسريعة لذلك.^[٢]
• إصابة الشخص بـمرض السكري توجب عليه استشارة الطبيب في كيفية تناول أدويته، وأوقات تناوله الطعام والشراب قبل الاختبار^[٣].
• تجنب أكل أي شيء أو شربه بعد منتصف ليلة الاختبار، وإذا كان يجب تناول دواء ما فتُشرَب رشفات صغيرة فقط من الماء للمساعدة في ابتلاعه؛^[٣] لأنّ الفحص عادةً يُسبِّب الغثيان.^[٢]
• ارتداء ملابس مريحة، ومن الأفضل عدم ارتداء أي مجوهرات أو إحضار أشياء ثمينة إلى المشفى.
• إحضار مرافق ليستطيع القيادة إلى المنزل بعد الاختبار.^[٣]
• الإعداد بأن يأخذ الفحص مدة نصف نهار، على الرغم من أنّ الاختبار ذاته يأخذ ساعة واحدة فقط، لكن هناك وقت عند تسجيل الدخول والانتظار قبل الدخول إلى الفحص، بالإضافة إلى الوقت الازم للتعافي بعده، إذ قد يشعر بعضهم بالدوار بعد إجراء الفحص.^[٢]

إجراءات اختبار الطاولة المائلة

يُجري الفني المسؤول عن الاختبار في المشفى اختبار الطاولة المائلة الذي يتكوّن من جزءين، وغالبًا يستمر اختبار الطاولة المائلة من 30 إلى 40 دقيقة إذا نفّذ الشخص الجزء الأول فقط، وسيحتاج إلى 90 دقيقة إذا أجرى الشخص الجزءين منه. وفي ما يأتي شرح مفصل للإجراءات المتبعة في كليهما:^[١]

• الجزء الأول من اختبار الطاولة المائلة، تُوضّح من الاختبار كيفية استجابة الجسم عند تغيير وضعيته، ذلك وفق الشكل الآتي:
  • يستلقي الشخص على ظهره على طاولة، وتساعد الأشرطة الموجودة عند الخصر والركبتين في إبقاء الجسم في وضع جيد، ثم يوضع خط وريدي في الذراع، وتوضع بعض الأقراص الصغيرة المتصلة بالأسلاك على منطقة الصدر، وتتصل بجهاز تخطيط كهربائية القلب (ECG) لتتبع نبضات القلب، بالإضافة إلى تقييد كفة على الذراع لقياس ضغط الدم.
  • يبدأ المسؤول عن الاختبار بإمالة الطاولة بحيث الرأس أعلى قليلًا بـ 30 درجة من بقية الجسم، والاختصاصي يأخذ قرءات ضغط الدم ومعدل ضربات القلب.
  • تميل الطاولة أكثر بعد 5 دقائق، ويبدو الشخص مستلقيًا بزاوية 60 درجة أو أعلى، وسيستمر الفني المسؤول بقياس ضغط الدم ومعدل ضربات القلب لمدة تصل إلى 45 دقيقة، وسيطلب من الشخص البقاء ساكنًا خلال هذا الوقت، لكن يجب إخبار الفني المسؤول عن الاختبار عند الشعور بعدم الارتياح.
  • سيخفِّض الفني المسؤول الطاولة ويوقف الاختبار إذا انخفض ضغط الدم في هذا الوقت؛ بحيث لن يحتاج الشخص إلى الخضوع للجزء الثاني من الاختبار، أما إذا لم ينخفض ​​ضغط الدم بعد انتهاء الوقت ستخفض الطاولة ويبدأ الجزء الثاني من الاختبار.

• الجزء الثاني من اختبار الطاولة المائلة، يوضح الجزء الثاني من الاختبار كيفية استجابة الجسم لدواء أيزوبروترينول (Isoproterenol) الذي يتسبب في جعل معدل ضربات القلب أسرع وأقوى، وهذا الدواء يشبه هرمون الأدرينالين الذي يطلقه الجسم عندما يكون تحت الضغط، إذ قد يجعل هذا الدواء الشخص يشعر وكأنّه يمارس الرياضة، ويجعل الشخص أيضًا أكثر حساسية تجاه اختبار الطاولة المائلة إذا لم يتغير ضغط دمه خلال الجزء الأول من الاختبار، وإجراءات هذا الجزء من الاختبار تُنفّذ وفق الآتي:
  • سيمنح الفني المسؤول دواء أيزوبروترينول (Isoproterenol) من خلال خط وريدي.
  • ثم ستميل الطاولة لأعلى بزاوية 60 درجة.
  • سيشعر الشخص بزيادة في ضربات القلب بسبب الدواء؛ فإذا انخفض ضغط الدم تنخفض الطاولة إلى وضع مسطح، ويتوقف ضخ الدواء وينتهي الاختبار، أمّا إذا لم ينخفض ​​ضغط الدم ينتظر الفني مرور 15 دقيقة، وإذا لم ينخفض ضغط الدم بعدها أيضًا فستنخفض الطاولة وينتهي الاختبار.

نتائج اختبار الطاولة المائلة

تُقسّم نتائج اختبار الطاولة المائلة قسمين وفق الآتي:^[٤]

• نتيجة سلبية: تبدو كذلك (أي طبيعية) إذا لم يكن لدى الشخص رد فعل على التغييرات في وضع الطاولة، فإنّ الأطباء يصنّفون الاختبار سلبيًا، لكنّ ذلك لا ينفي بشكل نهائي الإصابة باضطرابات مرضيّة تتعلق بتغييرات وضعية الجسم، وتعني هذه النتيجة أنّ الاختبار لم يكشف عن أي تغييرات؛ لذا قد يوصي الطبيب بأشكال أخرى من الاختبارات لمراقبة القلب؛ مثل: جهاز هولتر، وهو جهاز يرتديه الشخص لتتبع معدل ضربات القلب بمرور الوقت.
• نتيجة إيجابية: التي تظهر إذا تغيّر ضغط الدم أثناء الاختبار، وتعتمد توصيات الطبيب على كيفية تفاعل الجسم، فعلى سبيل المثال، إذا تباطأ معدل ضربات القلب فقد يوصي الطبيب بإجراء اختبارات إضافية لفحص القلب، وقد يصف دواءً يُسمى ميدودرين (Midodrine) لمنع الانخفاض في ضغط الدم، أمّا إذا كان تسارع معدل ضربات القلب فربما يصف الطبيب بعض أنواع الأدوية؛ مثل: فلودروكورتيزون (Fludrocortisone) أو غيرها‏ لتقليل احتمال حدوث ردود فعل مشابهة، كما يحتاج الأشخاص إلى فحوصات أخرى للكشف عن القلب وعمله.

المراجع

1. ^ ^{أ ب} "Tilt-Table Test", heart, Retrieved 1-5-2020. Edited.
2. ^ ^{أ ب ت} Richard N. Fogoros, MD, " What Is Tilt Table Testing? "، verywellhealth, Retrieved 1-5-2020. Edited.
3. ^ ^{أ ب ت} " Heart Disease and the Head-Up Tilt Table Test", webmd, Retrieved 1-5-2020. Edited.
4. ↑ Rachel Nall, RN, MSN, CRNA, "About Tilt-Table Testing"، healthline, Retrieved 1-5-2020. Edited.