محتويات
آداب السلام
يستحب إفشاء السلام بين المسلمين؛ لما له من أثر في ترابط الناس ومحبتهم، بدليل قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تَدْخُلُونَ الجَنَّةَ حتَّى تُؤْمِنُوا، ولا تُؤْمِنُوا حتَّى تَحابُّوا، أوَلا أدُلُّكُمْ علَى شيءٍ إذا فَعَلْتُمُوهُ تَحابَبْتُمْ؟ أفْشُوا السَّلامَ بيْنَكُمْ).[١]
وللسلام آداب ينبغي للمسلم أن يراعيها، فيما يأتي تفصيل أبرز هذه الآداب:[٢]
الراكب يسلم على الماشي
ثبت في الحديث النبوي من يجب أن يبدأ بالسلام؛ فيسلم الراكب على الماشي، ويسلم الماشي على القاعد، ويسلم الشخص الواحد على الجماعة، قال -صلى الله عليه وسلم-: (يُسَلِّمُ الرَّاكِبُ علَى الماشِي، والماشِي علَى القاعِدِ، والقَلِيلُ علَى الكَثِيرِ)،[٣]وقد جاء في رواية أخرى أنّ الصغير يُسلّم على الكبير أيضاً.[٤]
الإحسان في الرد على السلام
يستحب للمسلم أن يرد السلام بتحية أحسن منها؛ كأن يقول: "وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته"، وله أن يرد بنفس التحية التي سلم بها عليه الآخر،[٥] وذلك لقوله -تعالى-: (وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا).[٦]
السلام عند دخول البيت
جاء في سورة النور بعض آداب السلام، ومنها قوله -تعالى- الذي يحثّ على إلقاء السلام عند دخول الرجل بيته أو بيت غيره: (فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ).[٧]
السلام بوجه بشوش
أن يكون مصاحباً للسلام بشاشة الوجه وانشراح الصدر، بدليل قوله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تَحْقِرَنَّ مِنَ المَعروفِ شيئًا، ولو أنْ تَلْقَى أخاكَ بوَجْهٍ طَلْقٍ).[٨]
التسليم ثلاثاً إذا لم يُسمع سلامه
حيث يكرر المسلم سلامه إذا لم يسمعه من ألقى عليه السلام، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان: (إذَا أتَى علَى قَوْمٍ فَسَلَّمَ عليهم، سَلَّمَ عليهم ثَلَاثًا).[٩]
عدم السلام والرد أثناء قضاء الحاجة
لقد كره النبي -صلى الله عليه وسلم- رد السلام وذكر الله واسمه السلام أثناء قضاء الحاجة، فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه-: (أنَّ رَجُلًا مَرَّ ورَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- يَبُولُ، فَسَلَّمَ، فَلَمْ يَرُدَّ عليه).[١٠]
السلام على من يعرف ومن لا يعرف
من آداب إفشاء السلام؛ أن يسلم المسلم على من يعرف ومن لم يعرف من المسلمين، فعن عبدالله لن عمرو -رضي الله عنه-: (أنَّ رَجُلًا سَأَلَ رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: أيُّ الإسْلَامِ خَيْرٌ؟ قالَ: تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وتَقْرَأُ السَّلَامَ علَى مَن عَرَفْتَ ومَن لَمْ تَعْرِفْ).[١١]
إلقاء السلام قبل مفارقة المجلس
من السنة إلقاء السلام قبل مفارقة المجلس ومغادرته، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا انتهَى أحدُكم إلى مجلِسٍ فليسلِّم، فإنَّ بَدا له أن يجلِسَ فليجلِس، ثمَّ إذا قامَ فليسلِّم فلَيسَتِ الأولَى بأحقِّ من الآخرةِ).[١٢]
الجهر بالسلام ورده
ولقد كان هدي النبي -صلى الله عليه وسلم- في السلام أن يرفع صوته ويجهر به، وكذلك في الرد على من سلم عليه، وإنّ من معاني إفشاء السلام؛ إظهاره وإشهاره بين الناس، وذلك بأن يكون مسموعاً.[١٣]
السلام على الصبيان
يسن للمسلم إذا مر بجماعة من الأطفال أن يلقي إليهم السلام، فعن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: (أنَّهُ مَرَّ علَى صِبْيَانٍ فَسَلَّمَ عليهم وقالَ: كانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يَفْعَلُهُ).[١٤]
المراجع
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:54، صحيح.
- ↑ محمد بن إبراهيم التويجري، مختصر الفقه الإسلامي في ضوء القرآن والسنة، صفحة 289-303. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم:6233، صحيح.
- ↑ ابن عثيمين، شرح رياض الصالحين، صفحة 407. بتصرّف.
- ↑ مجموعة من المؤلفين، موسوعة التفسير بالمأثور، صفحة 606. بتصرّف.
- ↑ سورة النساء، آية:86
- ↑ سورة النور، آية:61
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم:2626، صحيح.
- ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن أنس بن مالك ، الصفحة أو الرقم:95، صحيح .
- ↑ رواه مسلم ، في صحيح مسلم ، عن عبدالله بن عمر ، الصفحة أو الرقم:370، صحيح.
- ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن عبدالله بن عمرو ، الصفحة أو الرقم:28، صحيح .
- ↑ رواه الترمذي ، في سنن الترمذي ، عن أبي هريرة ، الصفحة أو الرقم:2706، حسن.
- ↑ عبد الكريم الخضير، شرح مقدمة سنن ابن ماجه، صفحة 17. بتصرّف.
- ↑ رواه البخاري ، في صحيح البخاري ، عن أنس بن مالك ، الصفحة أو الرقم:6247، صحيح .