ادوية زيادة مستوي السيروتونين

الاكتئاب والنواقل العصبية

يُعدّ الاكتئاب من الأمراض الشائعة والذي ما يزال السبب المباشر للإصابة به غير معروف تمامًا، وما يزال الاختصاصيون يُجرون الأبحاث الطبية لمعرفة الأسباب المؤدية إلى الإصابة، ومن أبرز الأسباب التي يعتقد العلماء وجود علاقة مباشرة بينها وبين الإصابة بالاكتئاب حدوث اختلال في مركبات كيميائية في الدماغ تُسمّى النواقل العصبية (Neurotransmitters)؛ مثل: السيروتونين، والدوبامين، والنورإيبنيفرين، وهي مركبات كيميائية تستخدمها الخلايا العصبية في الدماغ للتواصل فيما بينها، وقد وجد العلماء أنَّ هذه الرسائل العصبية تلعب دورًا مهمًا في ضبط المزاج، وحدوث أي اختلالٍ فيها قد يؤدي إلى اضطراب في المزاج والاكتئاب، ويجرى علاج الاكتئاب بالأدوية، ومن أبرزها الأدوية الهادفة إلى رفع مستوى السيروتونين. وفي هذا المقال حديث عن هذه الأدوية.^[١]

ما هو السيروتونين؟

السيروتونين (Serotonin, 5-HT) ناقل كيميائي وعصبي مهم في جسم الإنسان، ويصنّفه بعض العلماء هرمونًا، ويصنّفه علماء آخرون ناقلًا عصبيًا، ويُصنّع السيروتونين داخل الجسم في خلايا الدماغ والأمعاء من الحمض الأميني التربتوفان (Tryptophan)، ويوجد في الصفائح الدموية والجهاز العصبي المركزي، ووظيفته نقل الرسائل والإشارات بين الخلايا العصبية وتنظيمها، كما أنّه يلعب عدة أدوار مهمة في مختلف أعضاء الجسم، ومن أبرزها تنظيم حركة الأمعاء، وتنظيم النوم والاستيقاظ، والرغبة الجنسية، ويؤثر في المزاج، بالإضافة إلى ذلك فإنّه يدخل في عملية تكوين الخثرة الدموية عند حدوث نزيف داخل الجسم؛ لذلك فحدوث نقصٍ فيه يؤثر في مختلف أعضاء الجسم، وبشكلٍ خاص يسبِّب الاكتئاب.^[٢]

أدوية زيادة مستوى السيروتونين

أدوية زيادة مستوى السيروتونين من أهم أنواع أدوية علاج الاكتئاب، والتي توازن مستوى النواقل العصبية في الدماغ؛ كالسيروتونين في الدماغ، مما يخفف من عوارض الاكتئاب، وتشمل أدوية زيادة مستوى السيروتونين كلًا من الآتي:^[٣][٤]

• مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs): هو من أكثر فئات الأدوية المضادة للاكتئاب استخدامًا، والتي تقلل من عوارض الاكتئاب عن طريق منع إعادة امتصاص السيروتونين، مما يرفع من مستوى هذا الناقل العصبي، وتشمل الأدوية التي تندرج تحت مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية كلًا من:
  • سيرترالين (Sertraline).
  • فلوكسيتين (Fluoxetine).
  • سيتالوبرام (Citalopram).
  • إسيتالوبرام (Escitalopram).
  • باروكستين (Paroxetine).
  • فلوفوكسامين (Fluvoxamine).

• مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورأدرينالين (SNRIs): تزيد هذه الأدوية مستوى كلٍّ من السيروتونين والنورأدرينالين في الدماغ، مما يقلّل من شدة أعراض الاكتئاب، وتشمل الأدوية التي تندرج تحت مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين والنورأدرينالين كلًا من:
  • ديسفنلافاكسين (Desvenlafaxine).
  • دولوكسيتين (Duloxetine).
  • ليفو-ميلناسيبران (levomilnacipran).
  • فينلافاكسين (Venlafaxine).

• مثبطات أوكسيديز أحادي الأمين (MAOIs): هو من أدوية علاج مرضى الاكتئاب المستخدمة منذ القدم، ويوقف هذا الدواء تحطّم النواقل العصبية في الدماغ؛ مثل: السيروتونين، والدوبامين، والنورإيبنيفرين، مما يقلّل من أعراض الاكتئاب، وتشمل مضادات المستقبلات 5-HT3 كلًا من:
  • إيزوكاربوكسازيد (Isocarboxazid).
  • فينيلزين (Phenelzine).
  • سيليجيلين (Selegiline).
  • ترانيلسيبرومين (Tranylcypromine).

• مضادات الاكتئاب التي تؤثر في مستقبلات السيروتونين المتعددة: ومنها دواء فيلازودون (Vilazodone)، والذي يؤثر في مستقبلات السيروتونين من النوع من نوع 5-HT1A، ومبدأ عمله موازنة تراكيز الناقلات العصبية؛ مثل: السيروتونين في الدماغ، وبشكل عام من النادر البدء بعلاج الاكتئاب بهذا الدواء، وغالبًا ما يجرى العلاج به في حال عدم فاعلية الأدوية الأخرى في تخفيف العوارض، أو ظهور آثار جانبية لها، ومن الأدوية الأخرى التي تؤثر في مستقبلات السيروتونين: الفورتايروكسيتين (vortioxetine)، والذي يؤثر في مستقبلات السيروتونين من النوع 5-HT3، وترازودون (Trazodone) الذي يؤثر في مستقبلات السيروتونين من نوع 5-HT2.
• أدوية أخرى: والتي تتضمن بعض الأدوية المستخدمة لعلاج المصاب بأمراض غير الاكتئاب، ومنها:
  • بوسبيرون (Buspirone) المُستخدَم لعلاج مرضى اضطراب القلق.
  • سوماتريبتان (Sumatriptan)، وريزاتريبتان (Rizatriptan)، وزولميتريبتان (Zolmitriptan)، وغيرها من أدوية علاج مرضى الصداع النصفي.
  • فنتانيل (Fentanyl)، وترامادول (Tramadol)، والميبيريدين (Meperidine)، وغيرها من المسكنات الأفيونية.
  • ديكستروميتورفان (Dextromethorphan) المستخدم في علاج المصاب بالسعال.
  • ميتوكلوبراميد (Metoclopramide) وأوندانسيترون (Ondansetron) وغيرهما من أدوية علاج المصاب بالغثيان.

زيادة مستوى السيروتونين بالأعشاب

أظهرت بعض الأعشاب والمركبات النباتات نتائج إيجابية أولية في تخفيف عوارض الاكتئاب، والتقليل من العديد من المضاعفات التي تترافق مع الاكتئاب -كالاضطرابات السلوكية-؛ بسبب تأثير هذه النباتات والمركبات النباتية في إنتاج وامتصاص السيروتونين في الدماغ، كما يُصنَّع العديد من أدوية علاج مرضى الاكتئاب من مستخلصات بعض هذه النباتات أيضًا، ومع هذا فهناك الحاجة إلى إجراء المزيد من الدراسات الطبية للتأكد من فاعليتها وآثارها الجانبية، وتجب استشارة الطبيب الاختصاصي في تناول هذه الأعشاب، ومن أبرز الأعشاب التي تزيد السيروتونين:^[٥]

• عشبة العرن المثقوب المعروفة بنبتة القديس يوحنا المثقبة (St. John's wor ,Hypericum perforatum).
• عشبة الترنجان المخزني أو المليسة المخزنية (Melissa officinali).
• عشبة المورينجا (Moringa oleifera).
• عشبة عود الصليب (Paeonia).
• عشبة حشيشة المكنسة أو خنج إسكتلندي (Calluna vulgaris).
• الحلبة.
• الكركم.
• عشبة فوفل كاتشو أو الحُضَض الهِنْدِيّ (Areca catechu nut).
• عشبة حمحم مخزني (Borago officinalis).

نصائح لزيادة مستوى السيروتونين

يُعزّز مستوى السيروتونين في الجسم باتباع عدة طرق بسيطة، ومن أبرزها الآتي:^[٦]

• تناول الأطعمة الغنية بالتريبتوفان: لا يتوفر السيروتونين بشكلٍ مباشر في الطعام، وإنّما يتوفر الحمض الأميني التريبتوفان (Tryptophan)، والذي يستخدمه الجسم في تصنيع السيروتونين، ويتوفر التريبتوفان بشكل رئيس في الأطعمة الحيوانية الغنية بالبروتين، مثل السلمون، ويُنصَح بتناول الأطعمة الغنية بالتريبتوفان مع الكربوهيدرات حتى يزداد وصولها إلى الدماغ.
• تناول المكملات الغذائية للتريبتوفان: تحتوي المكملات الغذائية للتريبتوفان على كمية أكبر من التريبتوفان المتوفر في الغذاء، لكن تجب استشارة الطبيب لتحديد الجرعة المناسبة والتأكد من عدم حدوث تداخلات دوائية.
• التعرض للضوء الساطع: ربط العلماء ما بين الاكتئاب الموسمي الذي يصيب الأشخاص في فصل الشتاء وانخفاض كمية السيروتونين في الشتاء مقارنةً بالصيف؛ لذلك فالتعرض بشكل يومي لأشعة الشمس والضوء لمدة لا تقلّ عن 15 دقيقة يساعد في تعزيز نسبة السيروتونين في الجسم، ويقلّل من عوارض الاكتئاب.
• تدليك الجسم: إذ يفيد في تقليل هرمون الكورتيزون والذي يسبب الإجهاد، وزيادة السيروتونين والدوبامين في الجسم.
• ممارسة التمارين الرياضية: -خاصةً التمارين الرياضية الهوائية-؛ مثل: المشي وركوب الدراجة والسباحة، تؤدي إلى إطلاق الحمض الأميني التريبتوفان في الدم على حساب الأحماض الأمينية الأخرى، مما يعزز من كمية التريبتوفان الواصلة إلى الدماغ، وبالتالي تعزيز وصول التربتوفان إلى الدماغ وإنتاج السيروتونين.
• تحسين المزاج: يؤدي نقص السيروتونين إلى الإصابة بالاكتئاب، وفي الوقت نفسه يؤدي المزاج الجيد عند تذكّر مواقف جميلة أو قضاء وقت جيد مع الأصدقاء إلى تعزيز إنتاج السيروتونين أيضًا؛ لذلك البقاء في مزاج جيد فعّال في زيارة السيروتونين في الجسم.

المراجع

1. ↑ "The Chemistry of Depression", www.verywellmind.com, Retrieved 20-07-2020. Edited.
2. ↑ "What is serotonin and what does it do?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 20-07-2020. Edited.
3. ↑ "What Medications Help Treat Depression?", www.healthline.com, Retrieved 20-07-2020. Edited.
4. ↑ Jennifer Casarella (2-3-2020), "Serotonin Syndrome"، webmd, Retrieved 21-7-2020. Edited.
5. ↑ "Medicinal Plants Effective on Serotonin Level: A Systematic Review", www.researchgate.net, Retrieved 20-07-2020. Edited.
6. ↑ "6 Ways to Boost Serotonin Without Medication", www.healthline.com, Retrieved 20-07-2020. Edited.