ارتفاع ضغط الشريان الرئوي والحمل

كتابة:
ارتفاع ضغط الشريان الرئوي والحمل

لماذا يُعدّ تزامن ارتفاع ضغط الشريان الرئوي والحمل أمرًا خطيرًا؟ وهل يجب الوقاية منه؟ وما هو الإجراء الأنسب عند حدوث الحمل لمن تعاني من ارتفاع ضغط الشريان الرئوي أو شُخّصت به حديثًا؟

إليكم أبرز المعلومات عن ارتفاع ضغط الشريان الرئوي والحمل:

ارتفاع ضغط الشريان الرئوي والحمل: مخاطر ومعلومات هامة

إنّ تزامن ارتفاع ضغط الشريان الرئوي والحمل يُعدّ من بين أخطر التحديات في الطب، حيث يمكن أن يكون له مضاعفات خطيرة على الأم وجنينها لا سيّما أثناء المخاض والولادة وفترة ما بعد الولادة مباشرةً.

وعلى الرغم من التقدم في العلاج الطبي والعناية بالحمل عالي الخطورة، فإنّ ارتفاع ضغط الشريان الرئوي أثناء الحمل يظلّ خطيرًا ويتطلّب استراتيجية رعاية شاملة متعددة التخصصات.

  • لماذا يُعدّ خطيرًا؟

تُعزى مخاطر ارتفاع ضغط الشريان الرئوي أثناء الحمل إلى الأسباب الآتية:

  • لا تتحمّل النساء المُصابات بارتفاع ضغط الشريان الرئوي التغيّرات الفسيولوجية الطبيعية التي تحدث أثناء الحمل وخلال فترة ما قبل الولادة. 
  • يزيد تجلّط الدم أثناء الحمل بسبب مجموعة من العوامل الجسدية والهرمونية والذي بدوره يزيد من خطر الإصابة بالانصمام الرئويّ (Pulmonary emboli) وتجلّط الشرايين الرئوية.
  • يرتبط الحمل بزيادة خطر الإصابة بالجلطات الوريدية 5 أضعاف. 
  • يزداد خطر حدوث مضاعفات بسبب فقدان الدم وتقلّصات الرحم وغيرها من التغيّرات التي تؤدي إلى زيادة مقاومة الأوعية الدموية الرئوية وزيادة خطر حدوث مضاعفات الانصمام الخثاري أثناء المخاض والولادة. 
  • ينخفض النتاج القلبي (Cardiac output) بسرعة بعد الولادة ويُعدّ هذا مسؤولًا عن ارتفاع معدل الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفيات خلال فترة ما بعد الولادة. 

ارتفاع ضغط الشريان الرئوي والحمل: الأعراض

تشترك الكثير من أعراض ارتفاع ضغط الشريان الرئوي والحمل، ويمكن أن تشمل الأعراض الآتية:

  • ضيق التنفس الجهديّ (Exertional dyspnea) وقد يحدث ضيق التنفس أيضًا أثناء الراحة.
  • التعب.
  • ألم في الصدر.
  • الإغماء بسبب انخفاض النتاج القلبي.

نظرًا لأنّ هذه الأعراض تحدث أيضًا عند الحوامل الأصحاء فقد يتأخر تشخيص ارتفاع ضغط الشريان الرئوي أثناء الحمل، وعادة ما تتفاقم الأعراض أثناء فترة الحمل.

إذا تسبب ارتفاع ضغط الشريان الرئوي بفشل القلب فمن الممكن ظهور الأعراض الآتية:

  • تضخم الكبد.
  • الاستسقاء (Ascites).
  • تورّم الأطراف السفلية بسبب تجمّع السوائل.
  • الدوخة والإغماء.

ارتفاع ضغط الشريان الرئوي والحمل: الوقاية

إنّ ارتفاع ضغط الشريان الرئوي والحمل هي مسألة خطيرة، ولهذا يجب نصح النساء المصابات بارتفاع ضغط الشريان الرئوي بعدم الحمل والتأكيد على ضرورة استخدام وسائل منع الحمل المناسبة، وفيما يأتي ذكر لبعض وسائل الحمل ومدى فعاليتها وأمانها:

  • وسائل العزل، مثل: الواقي الذاكري أو الأنثوي تعدّ آمنة، ولكنّها ليست فعالة بما فيه الكفاية.
  • حبوب منع الحمل التي تحتوي على هرمون الإستروجين (Estrogen) ليست مناسبة للنساء المصابات بارتفاع ضغط الشريان الرئوي؛ لأنها تزيد من خطر الإصابة بالجلطات.
  • حبوب هرمون البروجسترون (Progesterone) لمنع الحمل آمنة ويمكن استخدامها لكن تتطلب التزامًا شديدًا لتحقيق الفعالية الكافية.
  • اللولب الرحميّ الذي يفرز الليفونورجيستريل (Levonorgestrel) فعّال للغاية وآمن، لكن يجب على النساء المصابات بارتفاع ضغط الشريان الرئوي زرع هذه الجهاز في المستشفى لتجنّب حدوث التفاعلات.
  • غرسات تحت الجلد التي تحتوي على البروجستين (Progestin) تعدّ آمنة وفعالة.
  • ربط البوق (Tubal ligation) أو ما تُعرف بقناتي فالوب، تعدّ طريقة دائمة لكن المخاطر المترتّبة مثيرة للقلق.
  • تعقيم الذكر (Male sterilization) يعدّ الخيار الأمثل، وهو إجراء جراحي لقطع القنوات التي تحمل الحيوانات المنوية لمنع الحمل بشكل دائم.

ارتفاع ضغط الشريان الرئوي والحمل: الاستمرار بالحمل أم الإجهاض؟

بسبب خطورة ارتفاع ضغط الشريان الرئوي والحمل تُمنع النساء اللاتي يعانين من ارتفاع ضغط الشريان الرئوي من الحمل، إلّا أنّ بعضهنّ يحملن على الرغم من نصحهنّ بعدم الحمل، أو يتمّ تشخيصهنّ بارتفاع ضغط الشريان الرئوي حديثًا أثناء الحمل.

في هذه الحالات يُعدّ الإجهاض هو الخيار الأكثر أمانًا ويجب أن يُعرض على الحامل حتى وإن كانت حالتها جيدة وأن يتمّ إجراؤه في أقرب وقت ممكن قبل إتمام 24 أسبوعًا من الحمل.

ولكن عند حدوث الحمل ورفض الإجهاض باعتباره خيارًا غير مقبول يجب مراقبة الحمل والولادة عن كثب ويتطلّب ذلك جهودًا تعاونيّة بين أطبّاء التوليد وأطباء التخدير وأطباء القلب وأخصائيي أمراض الرئة وأخصائيي العناية المركّزة.

بعد ذلك يجب متابعة الحامل شهريًّا على الأقلّ في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، ثمّ بعد ذلك يجب متابعتها كل أسبوع إلى أسبوعين ويُطلب منها ألّا تجهد نفسها وأن تتبّع نظامًا غذائيًّا منخفض الملح وأن تستلقي على جانبها عند النوم.

ارتفاع ضغط الشريان الرئوي والحمل: ماذا بعد الولادة؟

في سياق استمرار ارتفاع ضغط الشريان الرئوي والحمل ثمّ حدوث الولادة، نقدّم بعض التعليمات الواجب اتّباعها بعد الولادة:

  • تعد المراقبة في المستشفى ضرورية حتى بعد أسبوعين من الولادة على الأقل.
  • تعد المراقبة الدقيقة بعد الخروج من المستشفى إلزامية؛ لأن هؤلاء النساء مُعرّضات لخطر تدهور حالتهنّ الصحية والوفاة في الأشهر أو السنوات التي تلي الولادة.
  • لا يُنصح بالرضاعة الطبيعية؛ لأنّ بعض أدوية علاج ارتفاع ضغط الشريان الرئوي يمكن أن تُفرز في حليب الأم.
  • المباشرة باستخدام وسائل منع الحمل الفعالة يجب استخدامها على الفور.
4582 مشاهدة
للأعلى للسفل
×