محتويات
المهبل
يُعدّ المهبل Vagina أحد الأعضاء التناسليّة في جسم الأنثى، وهو قناة عضليّة موصولة من عنق الرحم نحو خارج الجسم، تُغلّفه من الداخل أنسجة مُخاطيّة وخلايا عصبيّة مُتعدّدة، وتتلخّص وظيفته في خروج الدم أثناء الدورة الشهريّة، وفي أداء العمليّة الجنسيّة، أو في عبور الجنين عند الولادة، وكغيره من الأعضاء فهو مُعرّض للعديد من المشكلات والأمراض، كالتهاب المهبل الضموريّ، وتشنّج المهبل، والتهاب المهبل بأسبابه المُختلفة.[١]
ما هي أسباب التهاب المهبل؟
ينطوي على تحديد الأسباب الكامنة وراء الإصابة بالتهاب المهبل تحديده وتصنيفه لأنواع مُختلفة، وفي ما يأتي تفصيل لكلّ نوع على حدة:
التهاب المهبل البكتيري
إنّ البكتيريا هي السبب الأكثر شيوعًا وراء الإصابة بالتهاب المهبل، ويرجع ذلك لما يحدث عند اختلال أعداد البكتيريا النافعة الموجودة بصورة طبيعيّة في المهبل مع أيّ بكتيريا أُخرى، فتتكاثران ويحدث الضرر للمهبل. ومن الجدير بالذّكر أنّ التهاب المهبل البكتيري لا يُصنّف من ضمن الأمراض المُنقولة جنسيًّا، رغم أنّه يستهدف النساء المتزوّجات -أو من هن في سنّ الإنجاب- بنسبة أكبر من غيرهنّ، كما أنّ احتماليّة الإصابة به ترتفع لدى النساء المُدخّنات، أو من يُفرطن في استخدام الغسولات المهبليّة، وفي غالبية الحالات لا يُسبّب أيّ أعراض واضحة لدى المُصابات، وفي حال ظهورها فإنّ أكثر ما يُميّزها الإفرازات حليبيّة اللون كريهة الرائحة ذات القوام الرقيق نوعًا ما، والتي تكون رائحتها أشبه برائحة السمك.[٢][٣]
العدوى الفطريّة
مثل ما يحدث في التهاب المهبل البكتيري فإنّ التهاب المهبل الفطريّ ناجم عن اختلال التوازن في نسبة الفطريات النافعة الموجودة في المهبل، والمعروفة بالكانديدا أو المبيضات البيضاء، الذي يحدث أحيانًا نتيجة استخدام بعض أنواع المُضادات الحيويّة، أو من اختلاف نسب الهرمونات في جسم الحامل، أو لدى المُصابات بالسكّري؛ لكثرة ما يتعرّض له المهبل من السكّر في البول، وأكثر ما يُميّز العدوى الفطرية من أعراض الآتي:[٢]
- حكّة شديدة في المهبل والفرج واحمرار لونهما.
- خروج إفرازات بيضاء اللون سميكة القوام في مُعظم الأحيان، ليس لها رائحة إلّا أنّها تُشبه الجبن.
- تورّم المهبل، حتّى قبل ظهور الإفرازات.
- ترقّق الجلد في الفرج.
- الحرقة أثناء التبوّل.
داء المشعرات
يُعدّ داء المشعرات من أكثر الأمراض المنقولة جنسيًّا لدى النساء، وهو ناجم عن الإصابة بأحد الطفيليات أُحاديّة الخليّة التي تُسمّى المشعرة المهبليّة، تنتقل من الزوج إلى الزوجة أو بالعكس، وفي حين أنّ أعراض الإصابة بها تكون في المسالك البوليّة لدى الرّجال، إلا أنّ أعراضها تكون مُختلفةً عند استهدافها للنساء،[٢][٣] وهي كالآتي:[٢]
- خروج إفرازات خضراء أو صفراء اللون ذات رائحة كريهة.
- الحكّة في المهبل والفرج.
- الشعور بالحرقة عند التبوّل.
- ألم في المهبل أثناء مُمارسة العمليّة الجنسيّة.
- الشعور بعدم الراحة في منطقة أسفل البطن.
التهاب المهبل الفيروسيّ
الذي ينتقل بالاتّصال الجنسيّ، وهو ناجم عن الإصابة بفيروس الهربس البسيط (Herpes Simplex Virus)، وتتضمّن أعراضه الألم الناجم عن ظهور تقرّحات أو جروح في المهبل والفرج، وفي كثير من الأحيان تكون التقرّحات داخل المهبل، ولا تُرى إلا بالفحص في عيادة طبيب النسائيّة.[٢]
التهاب المهبل غير المُعدِي
في كثير من الأحيان لا يكون التهاب المهبل ناجمًا عن أيّ عدوى فطريّة أو بكتيريّة أو فيروسيّة، وإنما ردّ فعلٍ تحسسّي من استخدام مُستحضرات تعطير المهبل، أو الغسولات المهبليّة، أو أنواع الصابون والمُعقّمات المُختلفة، أو حتّى من مُعطّر الملابس المُستخدم في غسيلها، وفي حال كان هذا النوع من الالتهاب مُزمنًا لدى الأُنثى تُصاحبه إفرازات مهبليّة غزيرة وكثيفة، يكون لونها ما بين الأصفر إلى الأخضر، كالتي تُصيب النساء في سنّ انقطاع الدّورة الشّهرية.[٢]
التهاب المهبل الضموريّ
الذي يُسمّى أيضًا المتلازمة التناسلية البولية لانقطاع الطمث، وهو ناجم عن نقص الهرمونات لدى المرأة، ويتسبّب بجفاف المهبل، وصغر حجمه عن الحجم الطبيعيّ، والشعور بالحكّة فيه، مع الحرقة عند التبول، وزيادة عدد مرات التبوّل، وعادةً ما يحدث التهاب المهبل الضموريّ في المرحلة ما قبل سنّ اليأس، وفي سنّ اليأس، وللنساء اللواتي خضعن لجراحة استئصال المبايض، أو في حالات قليلة للنساء المُرضعات أو بعد الولادة عمومًا.[٢]
كيف يمكن التخفيف من تأثير التهاب المهبل؟
نظرًا لخصوصيّة الأمراض النسائيّة عمومًا والتهاب المهبل خاصّة قد تمتنع النساء عن مُراجعة الطبيب أو حتّى سؤاله عما يتعلّق بالأعراض التي تُعاني منها، ورغم ضرورة التشخيص الصحيح وأهميّته لمعرفة سبب الالتهاب وعلاجه بما هو مُناسب يُمكن اتّباع بعض الإجراءات المنزليّة البسيطة للتخفيف من الأعراض المُصاحبة له، ومنها ما يأتي:[٤]
- المُحافظة على نظافة المهبل وبقائه جافًا، باتّباع الخطوات الآتية:
- تجنّب استخدام الصابون لتنظيف المهبل، واعتماد الماء فقط لذلك.
- المُحافظة على تجفيف المهبل جيّدًا بعد غسله، بالتربيت عليه بلطف، مع تفادي أن يُفرَك بشدّة أثناء التجفيف.
- تجنّب استخدام الغسول المهبليّ (Douching)، الذي يُقلّل من نسبة البكتيريا النافعة، ويزيد الأعراض سوءًا.
- تجنّب استخدام المُستحضرات المُعطّرة أو الكريمات أو أنواع البودرة المُختلفة على المهبل.
- المُحافظة على نسب السكّر ضمن الطبيعيّ قدر الإمكان، في حال كانت المُصابة تُعاني من السكّري.
- اعتماد الملابس الداخليّة الواسعة والمُريحة والمصنوعة من القطن.
كيف يمكن علاج التهاب المهبل؟
يتطلّب علاج التهاب المهبل تحديد سبب الإصابة به أولًا؛ لاختيار العلاج المُناسب وفق كلّ حالة على حدة، وعادةً ما تتضمّن الخيارات العلاجيّة الكريمات التي تحتوي على نسب بسيطة من الكورتيكوستيرويدات، أو المُضادات الحيويّة على شكل حبوب أو كريمات، أو المُستحضرات الجلديّة التي تحتوي على مُضادات الفطريات أو مُضادات البكتيريا، فعلى سبيل المثال تُعالج أنواع الالتهابات المهبليّة بوصفات طبيّة كالآتي:[٥]
- يُعالَج التهاب المهبل البكتيريّ بالمُضادات الحيويّة، مثل: الميترونيدازول، أو الكليندامايسين.
- يُعالج التهاب المهبل الفطريّ بمُضادات الفطريات، كالبوتوكونازول (butoconazole )، والكلوتريمازول ( clotrimazole).
- تُستخدم الكريمات التي تحتوي على الكورتيزون في حالة التهيّج الشديد.
- يُعالَج التهاب المهبل غير المُعدي بمُضادات الهيستامين؛ للسيطرة على ردّ الفعل التحسسّي.
- يُعالج التهاب المهبل الناجم عن نقص هرمون الإستروجين بالكريمات الموضعيّة التي تحتوي على نسب من هذا الهرمون.
المراجع
- ↑ Adrienne Santos-Longhurst (6-9-2018), "Vagina Overview"، healthline, Retrieved 22-5-2020. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح خ "Vaginitis", clevelandclinic,11-6-2018، Retrieved 22-5-2020. Edited.
- ^ أ ب "Vaginitis", mayoclinic,13-11-2019، Retrieved 22-5-2020. Edited.
- ↑ John D. Jacobson, David Zieve (19-4-2018), "Vaginitis - self-care"، medlineplus, Retrieved 22-5-2020. Edited.
- ↑ Yvette Brazier (29-10-2018), "Causes, symptoms, and treatment of vaginitis"، medicalnewstoday, Retrieved 22-5-2020. Edited.