تعريف الدوخة
يمثّل مصطلح الدوخة مُصطلحًا عامًا يشمل الشعور بتشتّت الذهن، وفُقدان التوازن، والوهن أو الشعور بدوران الأشياء وحركتها حول المريض، بما يُعرف بالدّوار، أو الإحساس بخفّة وزن الرأس، وعلى الرغم من عدم خطورتها، إلا أنّها قد تكون مُؤشّرًا لاضطرابات ومشاكل صحيّة مُختلفة،[١] أما في حالة تكرّر حدوث الدوخة عند المريض، أو اقترانها مع أعراض أخرى، فتجب عندها مُراجعة الطبيب أو الطوارئ سريعًا، ويُذكر من هذه الأعراض ما يأتي:[٢]
- فقدان الوعي.
- التقيّؤ.
- فقدان القدرة على السمع، أو تشوّش في النظر.
- ألم في الصدر، أو الرقبة أو الرأس.
- إصابات أو جروح في الرأس.
- ارتفاع في درجة حرارة جسم المريض.
- خدر في بعض أجزاء الجسم.
أسباب الدوخة
ثمّة عدّة حالات مرَضيّة -عارِضة أو مُزمنة- قد تُسبّب الشعور بالدوخة والدّوار، ويُعدّ تحديد جذر المُشكلة ومعرفتها الخطوة الأولى قبل تقديم العلاج أو الإجراء الطبيّ المُلائم، ويُذكر من أكثر الأسباب شيوعًا ما يأتي:[٣]
- انخفاض مستوى ضغط الدّم: الذي يتزامن لدى المريض مع أعراض أخرى؛ كالتقيّؤ، والشعور بضعف الجسم، وقِصَر في الأنفاس وآلام في الصدر؛ إذ إنّ انخفاض الضّغط يُقلل نسبة الأكسجين الواصلة للدماغ عن طريق الدم، مما يُسبّب الدوخة، أو الإغماء إن طالت مُدّة نقص الأكسجين، ونزول ضغط الجسم يعد مُؤشرًا لوجود مشاكل معينة، منها:
- فقر الدّم.
- الجفاف الناتج عن ارتفاع درجة حرارة الجسم عند الإصابة بالالتهابات، أو المُصاحِب للتقيّؤ والتعرّق أو الإسهال فيُفقد الجسم كميّة كبيرة من السوائل.
- الأمراض الناتجة عن ارتفاع درجات الحرارة، مثل التشنّج الحراريّ، والإجهاد الحراريّ، وضرَبات الشمس.
- النزيف.
- الحمل.
- تناول المشروبات الكحوليّة.
- عَرَض جانبيّ لاستخدام بعض العلاجات والأدوية، مثل حاصِرات البيتا، أو النيتروغليسرين، ومُدرّات البول، أو أدوية ضعف الانتصاب المُختلفة، ومُثبطات الإنزيم المحوّل للأنجيوتنسين وغيرها.
- هبوط الضغط الانتصابيّ: الذي يُعرف بنزول مستوى الضغط عند الوقوف المُفاجئ.
- ارتفاع الضغط؛ فهي من أهم الأعراض التي تلاحظ على المريض، فيرتفع ضغط جسمه عن المُعدّل الطبيعيّ بالتزامن مع الصّداع والغثيان.
- مرض السكّري، عند نقص مستوى السكّر في الدّم، أو عند ارتفاعه، أو الشعور بضعفٍ لا إراديّ مُصاحِب للمرض.
- مشاكل الغدّة الدرقيّة، المُتمثّلة في كلتا حالتيها:
- فرط نشاط الغدّة الدرقيّة، وتكون حينها الدوخة بالتزامن مع تسَارع في نبضات القلب، وقصور في الأنفاس.
- قصور الغدّة الدرقيّة؛ إذ يشعر المريض بالدوخة والقشعريرة وانخفاض مستوى الضغط.
- فرط التنفّس، الحاصل عند الصّدمات العاطفيّة، أو التوتّر الشديد، ولدى مرضى الرّبو، ومرضى داء الانسداد الرئويّ المُزمن، وقصور القلب، وذات الرّئة وعند اختلال تعادل أحماض وقواعد الجسم.
- نتيجة استجابة وعائيّة مُبهمة، وتحصل عند تحفيز العصب الحائر في الجسم، بصفته ردّ فعل يُمكن رؤيته لدى مرضى رُهاب الدّم، أو طلاب الطبّ عند مُشاهدتهم لأوّل عملية تشريح أو عند خوف الآباء وقت إعطاء اللقاحات لأبنائهم؛ مما يُسبّب الدوخة، والشعور بخفّة وزن الرأس والإغماء في بعض الحالات.
- بعض الأمراض التي تُصيب القلب، مثل: اعتلال عضلة القلب واضطرابات التوصيل الكهربائيّ فيه المُتمثّلة في تباطؤ أو تسارع نبضات القلب.
وقد تتزامن الدّوخة مع الدوار في بعض الحالات المرضيّة المُرتبطة بالأذنين، ومنها:[١]
- دوار الوضعة الانتيابي الحميد: هي نوبات قصيرة من الشعور بدوران الأشياء حول المريض، وتُمثّل أكثر أسباب الدوار شيوعًا.
- التهاب العصب الدهليزيّ القوقعيّ؛ الذي يُسبّب شعورًا متواصلًا بالدّوار، أو التهاب الأذن الداخليّة الذي يُصاحبه في كثير من الحالات فقدان السمع إضافة إلى الدّوار.
- مرض منيير: المعروف بتراكم السوائل في الأذن الداخليّة، مما يُسبّب نوبات طويلة من الدّوار قد تستمر لعدّة ساعات، ويُرافقها شعور بانسداد الأذن، وتفاوت في السمع وطنين في الأذن.
- الشقيقة: إذ يُعاني فيها المرضى الدّوار مع صداع شديد في الرأس، يستمر لمدة تتراوح من عدّة دقائق لبضع ساعات، ويُصاحبهما حساسيّة عالية للضوء والأصوات العالية، وفي بعض الحالات النادرة، تنتج الدوخة بسبب وجود أورام سرطانيّة، أو بسبب عارض من أعراض السّكتة الدماغيّة، أو التصلّب اللويحيّ، واضطرابات أخرى في الدماغ.[٢]
علاج الدوخة
مُعظم حالات الدوخة تزول تلقائيا دون الحاجة للعلاج، وفي عديد من الحالات المرضيّة المُزمنة تقلّ حدّتها؛ نتيجة تأقلم الجسم مع مُسبّبها، أمّا في حالة تأثيرها على المريض؛ فيختار حينها الطبيب العلاج المناسب، اعتمادًا على شدّة الدوخة، ومُسبّبها وتزامنها مع أمراض أخرى، ومن الخيارات العلاجيّة ما يأتي:[١]
- مُدرات البول، المُستخدمة في حالة مرض منيير للتخلّص من السوائل المُحتبسة في الأذن.
- بعض مُضادات الهيستامين ومُضادات الكولين المُستخدمة لإزالة الدوخة فوريًا، وينوّه إلى أن مُعظمها يُسبّب النّعاس.
- بعض مُضادات القلق؛ مثل: الديازيبام، و الألبرازولام التي تُصرف بحرصٍ شديد عند الأطباء لمنع الإدمان عليها.
- الأدوية المُستخدمة في علاج نوبات الشقيقة.
- في بعض الحالات الشديدة، يُعطّل الطبيب الجزء المسؤول عن التوازن في الأذن الداخليّة، إما عن طريق حقنة بالمضاد الحيويّ المُسمّى جنتاميسين، أو بإزالة الغشاء الدهليزيّ في الأذن المُصابة جراحيًّا، خاصةً في حالة فقدان السّمع، وتبقى الأذن الأخرى السليمة مسؤولة عن تحقيق التوازن من بعد العملية.
المراجع
- ^ أ ب ت "Dizziness", mayoclinic,Sept. 06, 2018، Retrieved 3/1/2018. Edited.
- ^ أ ب Amber Erickson Gabbey (April 12, 2016), "What Causes Dizziness?"، healthline, Retrieved 3/1/2019. Edited.
- ↑ Benjamin Wedro, "Dizziness (Dizzy)"، medicinenet, Retrieved 3/1/2019. Edited.