اسباب انخفاض ضغط الدم

كتابة:
اسباب انخفاض ضغط الدم

انخفاض ضغط الدم

تضخ عضلة القلب الدم إلى باقي أعضاء الجسم باستمرار، إذ ترسل الدم المشبع بالأكسجين إلى عضلات الجسم وخلاياه، بينما ترسل الدم غير المشبع بالأكسجين إلى الرئة للحصول على الأكسجين، ويشار إلى هذا الضخ باسم ضغط الدم، ويُقاس ضغط الدم عبر قرائتين؛ هما: الضغط الانقباضيّ الذي يقيس ضغط الدم عند لحظة انقباض عضلة القلب، ويشار إليه في القياس بالرقم الأعلى، بينما يُعرَف الضغط الانبساطيّ بأنّه مقدار ضغط الدم بين ضربات القلب؛ أي في المدة التي يرتاح فيها القلب ويتوسع، وفي القياس يشار إليه بالرقم الأصغر. -على سبيل المثال- إذا كانت قراءة الضغط 120/80 ميليمترًا زئبقيًا فإنّ 120 الضغط الانقباضي، و80 الضغط الانبساطي، وتجدر الإشارة إلى تغيّر ضغط الدم من 30 إلى 40 ميليمترًا زئبقيًا بشكل طبيعي خلال اليوم، إذ يُلاحَظ انخفاض ضغط الدم أثناء النوم أو الراحة لأدنى مستوى طبيعي له، بينما يرتفع ضغط الدم طبيعيًا عند ممارسة التمارين الرياضية، أو التعرض لمستويات عالية من القلق والتوتر؛ لذلك يوصى بأخذ قراءة الضغط في الأوقات ذاتها من اليوم وضمن ظروف معينة بهدف المقارنة بينها.[١]

يُعرَف انخفاض الضغط بأنّه وصول ضغط الدم إلى 90/60 ميليمترًا زئبقيًا أو أقلّ من ذلك عند الأشخاص البالغين، الأمر الذي يؤدي أحيانًا إلى الإحساس بدوخة أو تعب، كما أنّه قد يعدّ علامة على الإصابة بمرض خفيّ آخر في بعض الأحيان، وقد تستدعي اللجوء إلى علاج مناسب لها،[٢] وتجدر الإشارة إلى أنّ انخفاض ضغط الذي لا يُسبِّب ظهور أي أعراض لا يدعو إلى القلق، ولا يتطلب أيّ علاج.[٣]


أسباب انخفاض الضغط

تتعدّد الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بـانخفاض ضغط الدم، وفي ما يأتي بيان لبعض هذه الأسباب:[٣]

  • الإصابة بحالة مرضية تسبب انخفاض الضغط؛ ومن أمثلة ذلك ما يأتي:
    • الجفاف، إذ يخسر الجسم كميات عالية من السوائل دون وجود ما يعوّض ذلك، ومن الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالجفاف: الحمّى، والتقيؤ، والإسهال الشديد، والاستخدام المفرط لمدرات البول، وممارسة تمارين رياضية عالية الشدة.
    • فقدان كميات عالية من الدم نتيجة التعرض لنزيف داخلي أو جرح، الأمر الذي ينتهي بانخفاض شديد في ضغط الدم.
    • الإصابة بتعفن الدم -العدوى في الدم-، الذي يهدد الحياة، وقد يصل إلى تعريض المصاب لصدمة إنتانية.
    • الإصابة بتفاعل تحسسي ناجم عن التعرض لبعض المحفزات؛ مثل: الأدوية، والطعام، وسموم الحشرات، مما يسبب ظهور الشرى، والحكة، ومشكلات في التنفس، وانتفاخ الحلق، وقد يصل إلى انخفاض شديد في ضغط الدم.
    • وجود مشاكل في القلب؛ مثال ذلك: بطء القلب، والنوبة القلبية، واضطرابات في صمامات القلب، وفشل عضلة القلب.
    • الإصابة باضطرابات الغدد الصماء؛ مثل: انخفاض مستوى سكر الدم، وداء أديسون، وداء السكري، واضطرابات جارات الدرقية.
    • انخفاض مستوى بعض العناصر الغذائية في الحمية المتبعة، ويتضمن ذلك فيتامين ب12، وحمض الفوليك، وعند انخفاض مستويهما؛ فإنّ الجسم يفقد قدرته على إنتاج خلايا الدم الحمراء.
  • استخدام بعض الأدوية التي تسبب انخفاض ضغط الدم؛ مثال ذلك ما يأتي:
    • الأدوية المستخدمة في علاج مرض الباركنسون؛ مثل: براميبكسول (Pramipexole)، أو الأدوية التي تحتوي على ليفودوبا (Levodopa).
    • محصرات مستقبلات الألفا.
    • حاصرات مستقبلات بيتا؛ مثل: بروبرانولول (Propranolol)، وأتينولول (Atenolol).
    • الأدوية المستخدمة في علاج ضعف الانتصاب، وتتضمن التادالافيل (Tadalafil)، والسيلدينافيل (Sildenafil)، خاصةً عند استخدامها مع النيتروغليسرين ( Nitroglycerin)، أحد أدوية علاج أمراض القلب.
    • بعض أنواع مضادات الاكتئاب؛ مثل: إيميبرامين (Imipramine)، ودوكسيبين (Doxepin).
    • مدرات البول؛ مثل: هيدروكلوروثيازيد، وفوروسيميد.
    • أدوية التخدير، خلال الجراحة قد ينخفض ضغط الدم لتقليل من فقدان الدم.[٤]
  • حمل المرأة؛ إذ يتوسّع جهاز الدوران بسرعة أثناء الحمل، ويعود لوضعه الطبيعي بعد الولادة.
  • التغير المفاجئ لوضعية الجسم، وهذا ما يُعرَف باسم انخفاض ضغط الدم الانتصابي، وهو انخفاض ضغط الدم الذي يحدث نتيجة تغير وضعية الجسم؛ كالوقوف من وضعية الجلوس أو الاستلقاء، لكن في هذه الحالة عادةً ما يعود ضغط الدم إلى الوضع الطبيعي بسرعة، وهذه الحالة أكثر شيوعًا عند كبار السن، كما يعاني منها المصابون بمرض السكري.[٤]
  • انخفاض ضغط الدم بعد الوجبات، قد ينخفض ضغط الدم بعد الأكل، ممّا يؤدي إلى الشعور بالدوخة أو الدوار أو الإغماء، وهذا شائع بين كبار السن المصابين بارتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلى مرضى السكري، والمصابين بـمرض باركنسون -الرعاش-، إذ بعد الأكل تحتاج الأمعاء إلى كمية أكبر من الدم، ممّا يؤدي إلى أن ينبض القلب أكثر وتضيق الأوعية الدموية في الأجزاء الأخرى للمساعدة في الحفاظ على ضغط الدم، لكن مع تقدم العمر تقل كفاءة هذه العمليات التعويضية -تسارع نبض القلب، وتضيق الأوعية الدموية- للحفاظ على ضغط الدم، ولتقليل المشكلة يستلقي الشخص بعد تناول الطعام، أو يقلل كمية الكربوهيدرات من الوجبة، أو يتناول وجبات أصغر بتكرار أكثر.[٤]
  • استخدام الحمام أو السعال، ربما ينخفض ضغط الدم عند الشد أثناء حركة الأمعاء نتيجة تحفيز العصب المبهم، مما يزيد من مستوى الناقل العصبي الأسيتيل كولين، الأمر الذي يسبِّب انخفاض ضغط الدم، والسعال يحفز العصب المبهم أيضًا.[٤]
  • انخفاض ضغط الدم العصبي، ربما يحدث انخفاض في ضغط الدم بسبب اضطراب في السيالات العصبية بين القلب والدماغ، مما يُؤثر في الغالب في الشباب، فعند الوقوف لمدة طويلة يتجمع الدم في الساقين، ويحاول القلب الحفاظ على ضغط الدم، غير أنّه في بعض الأشخاص قد تُرسل إشارات خاطئة تؤدي إلى خفض ضغط الدم.[٤]


أعراض انخفاض الضغط

يُحتَمَل ألّا يصاحب انخفاض الضغط ظهور أيّ أعراض، وهذه الحالة لا تستدعي اتباع أي نوع من العلاجات، بينما يُلاحَظ أنّ انخفاض الضغط ربما يتسبب في انخفاض التروية الدموية في الدماغ وباقي الأعضاء المهمة في الجسم أحيانًا، الأمر الذي يسبب ظهور جملة من الأعراض، ويُذكَر منها ما يأتي:[٥]

  • الارتباك.
  • خفقان القلب، أو عدم انتظام ضرباته.
  • الغثيان، والإحساس بالمرض.
  • الإغماء، وفقدان مفاجئ للوعي.
  • الإحساس بضعف عام.
  • الشعور بالدوار.
  • زغللة العينين.
  • الدوخة.
  • فقدان التركيز.[٣]

قد تصل حالة انخفاض الضغط إلى التسبب في حدوث صدمة في الحالات الشديدة منه، وتُعدّ حالة تهدّد حياة المصاب، ويُستدلّ عليها عبر ملاحظة بعض الأعراض في ما يأتي:[٣]

  • الإحساس بالبرد، وبهتان لون البشرة.
  • ضعف في ضربات القلب وسرعتها.
  • تنفس ضحل وسريع.
  • الارتباك -خاصة لدى كبار السن-.


علاج انخفاض الضغط

يُنفّذ علاج مرضى انخفاض الضغط عبر اتباع جملة من العلاجات المنزلية والدوائية، وفي ما يأتي بيان لها بشيء من التفصيل:[٦]

العلاج المنزلي

في أغلب الحالات لا يستدعي انخفاض الضغط استخدام أيّ أدوية، أو اللجوء إلى علاج طبي آخر؛ لذلك يُرفَع عبر اتباع بعض العلاجات المنزلية، ومنها:[٦]

  • الحدّ من شرب الكحول، حيث شرب الكحول يقلل من ضغط الدم.
  • الجلوس مع وضع ساق فوق الأخرى لرفع ضغط الدم.
  • مراجعة الطبيب في استخدام الأدوية التي تسبب ظهور أعراض جانبية؛ كانخفاض ضغط الدم.
  • زيادة استهلاك الملح باعتدال، مما يسهم في رفع ضغط الدم.
  • تناول وجبات صغيرة خلال اليوم بدل الوجبات الكبيرة، الأمر الذي يسهم في منع حدوث انخفاض الضغط بعد الوجبات.
  • ارتداء الجوارب الضاغطة التي تقلّل حجم الدم المتوجه للجزء السفلي من الجسم وتُحوّلها إلى المناطق الأخرى.
  • تجنب تغيير وضعية الجسم المفاجئة؛ كالجلوس أو الوقوف بسرعة، فهي لا تعطي مجالًا كافيًا للقلب ليضخ الدم بطريقة تناسب هذا التغيّر المفاجئ، الأمر الذي يسبب الإحساس بدوخة أو الإغماء.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام لتحفيز التروية الدموية.[٧]
  • رفع مستوى الرأس أثناء النوم عبر وضع بعض الوسادات أسفل الرأس.[٧]
  • تجنب التعرض للمياه الساخنة لمدة زمنية طويلة، إذ قد يسبب ذلك الإحساس بالدوخة، كما يوصى بوضع كرسي للجلوس عليه عند التعرض للدوخة أثناء الاستحمام.[٧]
  • تجنب البقاء في الوضعية نفسها لمدة طويلة.[٧]
  • عدم حمل الأجسام الثقيلة.[٧]
  • تجنب الشد أثناء التبول.[٧]

العلاج الدوائي

يُلجَأ إلى هذا الحل في حالة نقص ضغط الدم الانتصابي -الذي ذُكِر مسبقًا-، إذ يلجأ الطبيب إلى استخدام دواء الفلودروكورتيزون؛ فهو يزيد من حجم الدم لعلاج انخفاض الضغط من هذا النوع، كما قد يستخدم بعض الأطباء الميدودرين، الذي يرفع ضغط الدم عبر تضييق الأوعية الدموية لدى المصابين بنقص ضغط الدم الانتصابي المزمن.[٨]


ما الأغذية المساعدة في رفع ضغط الدم

يساهم تناول أنواع معيّنة من الأغذية في رفع ضغط الدم؛ ومن أمثلتها ما يأتي:[٩]

  • السوائل بكثرة، إذ إنّ الجفاف يقلل من حجم الدم؛ مما يسبّب انخفاض ضغط الدم.
  • الأطعمة المالحة، الملح يزيد من ضغط الدم؛ ومن هذه الأطعمة: السمك المُدخّن، والجبن، والزيتون.
  • الأطعمة الغنية بفيتامين ب 12، حيث نقص فيتامين ب 12 يسبّب الإصابة بفقر الدم، بالتالي انخفاض ضغط الدم، ومن الأطعمة المحتوية على هذا الفيتامين: البيض، والحبوب المُدعّمة، ولحم البقر.
  • الأطعمة الغنية بحمض الفوليك، حيث نقص ـحمض الفوليك له تأثير مُشابه لنقص فيتامين ب 12 نفسه.
  • شراب عرق السوس، إذ إنّه قد يقلِّل من تأثير الألدوستيرون، وهو الهرمون الذي يساعد في تنظيم مستويات الملح في الجسم، فلوحظَ أنّ شرب عرق السوس يساعد في زيادة معدّلات ضغط الدم.
  • المشروبات المحتوية على الكافيين، ربما يؤدي شرب القهوة والشاي المحتويين على الكافيين إلى ارتفاع ضغط الدم مؤقّتًا عن طريق تحفيز نظام القلب والأوعية الدموية، وزيادة معدل ضربات القلب.


المراجع

  1. Yvette Brazier (22-12-2017), "What's to know about low blood pressure?"، medicalnewstoday, Retrieved 10-10-2019. Edited.
  2. Erica Roth (8-5-2019), "Everything You Need to Know About Low Blood Pressure"، healthline, Retrieved 10-10-2019. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Low blood pressure (hypotension)", mayoclinic,10-3-2018، Retrieved 10-10-2019. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث ج Yvette Brazier (22-12-2017), "What to know about low blood pressure?"، medicalnewstoday, Retrieved 15-11-2019. Edited.
  5. "Low blood pressure (hypotension)", nhsinform,9-7-2019، Retrieved 10-10-2019. Edited.
  6. ^ أ ب Jenna Fletcher (24-9-2019), "Nine ways to raise blood pressure"، medicalnewstoday, Retrieved 10-10-2019. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث ج ح "Understanding Low Blood Pressure -- Diagnosis and Treatment", webmd,3-7-2019، Retrieved 10-10-2019. Edited.
  8. "Low blood pressure (hypotension)", mayoclinic,10-3-2018، Retrieved 10-10-2019. Edited.
  9. Corey Whelan (2017-9-19), "Raise Low Blood Pressure Naturally Through Diet"، www.healthline.com, Retrieved 2019-11-5. Edited.
5334 مشاهدة
للأعلى للسفل
×