محتويات
تضخم الرحم
يعدّ الرحم أحد أعضاء الجهاز التناسلي لدى المرأة، وهو عضو عضلي أجوف بمثابة الوعاء الذي تحمل به المرأة جنينها خلال فترة الحمل مدة تسعة أشهر، ويقع في الحوض الأنثوي بين المثانة والمستقيم، أسفل تجويف البطن، ويبلغ طوله حوالي 7 سم وعرضه 5 سم عند أوسع نقطة، ويتكون من ثلاثة أجزاء رئيسية هي؛ قاع الرحم، وهو قمة الرحم، والجسم؛ الجزء الرئيس من الرحم متضمنًا تجويف الرحم، أمّا عنق الرحم فهو الجزء السفلي الضيق من الرحم.[١]،[٢]
يتعرض الرحم كباقي أعضاء الجسم لبعض المشكلات والأمراض، مما قد يُؤثر في كفاءة عمله، ومن المشكلات الصحية التي قد تصيبه؛ تضخم الرحم؛ وهي حالة مرضية تتمثّل باتساع حجم الرحم وامتداد مساحته، فرحم المرأة يكون في الوضع الطبيعي بحجم قبضة اليد المشدودة؛ إذ يمكن أن يتمدد ويصبح بحجم كرة القدم أو أكبر أثناء فترة الحمل ليتسع لحجم الجنين خلال مراحل نموه، لكنّ العديد من الأسباب الأخرى يمكن أن تسبب تضخم رحم المرأة، ويرافقها عادةَ مجموعة من الأعراض مثل؛ الآلام الشديدة، والنزيف، وتحتاج هذه الحالات إلى التدخل الطبي لمعالجتها، منعًا لحدوث مضاعفات، قد تكون خطيرة في بعض الأحيان.[٣]
أسباب تضخم الرحم
يعدّ تضخم الرحم خلال فترة الحمل من الحالات الطبيعية؛ إذ يتمدد فيها الرحم ويتسع، لكن الحمل لا يعدّ السبب الوحيد لحدوث تضخم الرحم، إذ توجد العديد من الحالات المرضية التي قد تتسب في حدوثه، ومن ضمن هذه الأسباب، ما يأتي:،[٤]
- وجود الأورام الليفية الرحمية؛ وغالبًا ما تنمو هذه الأورام داخل الرحم وخارجه، مسببة تضخمًا في الرحم، ويكاد يكون سبب هذه الأورام غير واضح؛ إلا أنّه يرتبط ببعض التغيرات الهرمونية في الجسم، أو بعض العوامل الجينية التي تحفز تضخمه، كما تزداد فرصة الإصابة به بعد سن 50، وتتسبب هذه الأورام بحدوث مجموعة من الأعراض، مثل: شعور المرأة بألم في الجزء السفلي من الظهر، ويزداد الألم خلال الدورة الشهرية، وقد تلحظ المرأة غزارة في الطمث.
- الإصابة بالعضال الغدي الرحمي، وهو حالة تصيب بطانة الرحم لتصبح أكثر سماكةً؛ إذ تتحرك الأنسجة في بطانة الرحم وتتراكم في جدار الرحم مسببة اتساع الرحم وتضخمه، والسبب في حدوث العضال الغدي غير معروف، لكنّه يرتبط عادة بزيادة هرمون الاستروجين، ويُسبب حدوثه مجموعة من الأعراض، أهمها؛ طول فترات الدورة الشهرية، وغزارة نزيف الدورة الشهرية، وألم ومغص شديدين، والشعور بالأم الشديد أثناء الجماع، ويكون العلاج في هذه الحالة إمّا بالأدوية والعقاقير الطبية، أو باستئصال الرحم حسب مدى تقدم المرض.
- الإصابة بسرطان الجهاز التناسلي؛ كسرطان بطانة الرحم، وسرطان عنق الرحم، التي يتسبب بألم في منطقة الحوض، وألم أثناء التبول، ويكون علاج هذه الأورام السرطانية؛ بالكيماوي أو باستئصال الرحم.
علامات وأعراض تضخم الرحم
قد لا يُسبب تضخم الرحم أيّ أعراض في كثيرٍ من الأحيان، ولا يُكتشف إلّا من خلال فحص أمراض النساء، وقد يُرافق تضخم الرحم مجموعة من الأعراض، تختلف باختلاف المسبب الرئيسي لها، ومن ضمن هذه الأعراض ما يأتي:[٥]
- اضطرابات الدورة الشهرية، كحدوث دورات طمث غزيرة شبيهة بالنزيف، وحدوث دورات غير منتظمة، بالإضافة إلى إمكانية حدوث نزيف حاد وتجلطات بين الفترات.
- الشعور بالألم والامتلاء في الجزء السفلي من البطن، قد يمتد الألم إلى الظهر أو الساقين، وقد يزيد هذا الألم أثناء الاتصال الجنسي.
- الانتفاخ؛ إذ قد يضغط الرحم المتضخم على الأمعاء، مسبباً الانتفاخ والغازات الزائدة.
- الإمساك، نتيجة الضغط الواقع على الأمعاء.
- التبول المتكرر، فقد يتسبب الرحم المتضخم بالضغط على المثانة، مسببًا سلس البول أو كثرة التبول.
- زيادة الوزن، نتيجةً للتغيرات الهرمونية التي تتزامن مع تضخم الرحم.
- مشكلات الحمل والولادة؛ إذ قد يتسبب تضخم الرحم صعوبة في الحمل، أو يمكن أن يؤدي إلى الولادة المبكرة أو الإجهاض عند النساء الحوامل.
تشخيص وعلاج تضخم الرحم
تُكتشف حالات تضخم الرحم عادةً عن طريق الصدفة أثناء فحص الحوض الروتيني لأمراض النساء، وقد يُكتشف تضخم الرحم بمجموعة من الفحوصات الطبية، من ضمنها:[٦]
- فحص الحوض بالموجات فوق الصوتية.
- إجراء تنظير الرحم في العيادات الخارجية.
- التصوير بالرنين المغناطيسي.
بعد التشخيص الدقيق للحالة، وتحديد السبب الرئيس الكامن وراء حدوثها، يُحدد العلاج المناسب، ولا يحتاج تضخم الرحم الناجم عن الحم إلى تدخل طبي؛ إذ يبدأ الرحم بالانكماش بعد الولادة مباشرة، ليصل إلى نصف حجمه المتضخم بعد أسبوع من الولادة، ليعود بعد أربعة أسابيع من الولادة إلى حجمه الطبيعي، أمّا بالنسبة للحالات المرضية التي تسبب تضخم الرحم، فعادةً ما تحتاج إلى التدخل الطبي؛ إذ تتوفر العديد من العلاجات التي تعتمد المسبب الرئيس للحالة، ومن ضمن هذه العلاجات:[٤]
- أدوية موانع الحمل التي تحتوي على هرموني الاستروجين والبروجستيرون، أو استخدام جهاز اللولب الرحمي الذي يحتوي على هرمون البروجستيرون؛ إذ توقف هذه الأدوية نمو الأورام الليفية، وتخفف من نزيف الحيض.
- انصمام الشريان الرحمي، وذلك بإدخال أنبوب رقيق في الرحم، لحقن جزيئات صغيرة من شرايين الرحم، لقطع إمدادات الدم إلى الأورام الليفية، لتنكمش وتموت.
- العمليات الجراحية، بعضها يكون لإزالة الورم الليفي، أو استئصال الورم العضلي، أو الإزالة الجراحية الكاملة للرحم، والتي تسمى استئصال الرحم.
- الأدوية المسكنة للألم، والأدوية المضادة للالتهابات، مثل؛ الإيبوبروفين، التي تساعد في تخفيف الألم والنزيف الحاد المرتبط بالعضال الغدي.
- علاج سرطان الرحم وسرطان بطانة الرحم بالجراحة أو العلاج الإشعاعي أو العلاج الكيميائي أو مزيج من هذه العلاجات للقضاء على الأورام السرطانية.
مضاعفات تضخم الرحم
لا يتسبب تضخم الرحم عادةً بمضاعفات صحية خطيرة، لكنّه قد يتسبب في بعض الحالات، بتقليل الخصوبة لدى المرأة، ومشكلات في الحمل، إذ عادةً ما تواجه المرأة التي تعاني من تضخم الرحم من صعوبة في الحمل، وقد تتسبب الأورام الليفية المسببة لتضخم الرحم العقم لدى ما يقارب 10% من الحالات، وقد تتسبب بحدوث الإجهاض، أو حدوث مشكات عديدة عند الولادة، مثل؛ الولادة المبكرة، أو الولادة القيصرية، أو مواجهة مشكلات النزيف المفرط بعد الولادة.[٤]
المراجع
- ↑ "The uterus", cancer, Retrieved 2019-10-30. Edited.
- ↑ "Uterus", medlineplus, Retrieved 2019-10-30. Edited.
- ↑ Lana Barhum (2017-8-8), "What to know about enlarged uterus"، medicalnewstoday, Retrieved 2019-10-30. Edited.
- ^ أ ب ت Donna Christiano (2017-9-19), "What Causes an Enlarged Uterus and How Is It Treated?"، healthline, Retrieved 2019-10-30. Edited.
- ↑ Lana Barhum (2019-9-19), "Signs and Symptoms of an Enlarged Uterus "، verywellhealth, Retrieved 2019-10-30. Edited.
- ↑ Linda D. Bradley,Brenda Andrews، "Learn more about Enlarged Uterus"، sciencedirect, Retrieved 2019-10-30. Edited.