محتويات
جفاف العين
يعدّ جفاف العين حالةً شائعةً تحدث عندما لا تستطيع الدموع أن تحافظ على الترطيب الكافي للعين، وقد تنخفض كمية الدموع نتيجة أسباب عدّة؛ فقد لا يستطيع الجسم إنتاج كمية كافية، أو قد تكون النوعية التي يُنتجها رديئةً لا تؤدي مهمتها بالطريقة المطلوبة، ويؤدي جفاف العين إلى الشعور بعدم الارتياح والشعور بالحرق أو اللسع في العينين، وفي بعض الحالات قد يترافق جفاف العين مع التعرض لمواقف معيّنة، مثل: الوجود على متن طائرة أو في غرفة مكيفة، أو أثناء ركوب الدراجة، أو بعد النظر إلى شاشة الحاسوب لبضع ساعات.
قد تساعد العلاجات في التخفيف من أعراض الحالة، وتتضمن العلاجات المتاحة إجراء تغييرات في نمط الحياة واستخدام قطرات العين، وفي بعض الحالات قد يكون من الضروري الاستمرار باستخدام العلاجات مدى الحياة للتقليل من أعراض جفاف العين.[١]
ما هي أسباب جفاف العين؟
يمكن أن يكون جفاف العين حالةً مؤقتةً أو دائمةً، وقد يحدث ذلك نتيجة عدم إنتاج كمية كافية من الدموع، أو عندما تتبخر بسرعة أكبر من المعتاد، ومن الأسباب التي قد تؤدي إلى جفاف العين ما يأتي:[٢]
- التقدم بالسن: على الرغم من أن جفاف العين من الممكن أن يصيب أي فئة عمرية، إلا أنه يعدّ أكثر شيوعًا عند كبار السن، فعادةً ما يؤثر على الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 سنةً؛ وذلك بسبب قلّة إنتاج الدموع مع التقدم بالسّن.
- استخدام بعض الأدوية: تتكون الدموع من الماء والزيت والمواد المخاطية، ويمكن لبعض الأدوية أن تقلل من إنتاج المواد المخاطية، مما قد يؤدي إلى حدوث جفاف العين المزمن، وتتضمن هذه الأدوية مضادات الهيستامين، ومضادات الاكتئاب، ومدرات البول، وحاصرات بيتا المستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم.
- استخدام الحاسوب: يعاني بعض الأشخاص الذين يستخدمون الحاسوب مدّةً طويلةً من إجهاد العين وصداع التوتر، بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يؤثر الجلوس على الحاسوب في إنتاج الدّموع، ممّا يسبّب جفاف العين، إذ إنّ التحديق في الشّاشة يقلّل من رمش العين، ونتيجةً لذلك تتبخر الدموع بسرعة أكبر.
- جراحة الليزر: من الممكن أن يحدث جفاف العين بعد إجراء جراحة التصحيح بالليزر؛ إذ إنّ هذه الجراحة قد تؤدّي إلى قطع بعض الأعصاب في القرنية، وهذا يقلل من إنتاج الدموع في العينين، ولحسن الحظ عادةً ما تكون هذه الحالة مؤقتةً وتختفي بعد بضعة أيام أو أسابيع.
- انقطاع الطمث: تؤدّي الهرمونات دورًا في حدوث جفاف العين، لذلك قد تعاني بعض النساء منه خلال الحمل، أو انقطاع الطمث، أو فترة تناول أدوية موانع الحمل؛ إذ تحفز الهرمونات إنتاج الدموع، لذلك يمكن أن يؤدي حدوث خلل في توازنها إلى تقليل إنتاج الدموع.
- نقص فيتامين أ: يساهم فيتامين أ في الحفاظ على صحة العيون، وتتضمن الأطعمة الغنية به البيض، والجزر، والأسماك، والسبانخ، والبروكلي، والفلفل، ويمكن أن يؤدي اتباع نظام غذائي فقير بهذه الأطعمة إلى حدوث نقص في فيتامين (أ)، الأمر الذي بدوره يسبب جفاف العين ومشكلات البصر الأُخرى، مثل العمى الليلي.
- التعرض للرياح: قد يسبّب التعرض للمناخ البارد والرياح الشديدة زيادة سرعة تبخر الدموع من العين، وهذا قد يؤدي إلى جفاف مزمن فيها.
- متلازمة شوغرن: هي اضطراب مناعي ذاتي يؤدي إلى مهاجمة خلايا الدم البيضاء للغدد اللعابية والغدد المنتجة للدموع، مما يقلل من إنتاجها.
- أمراض المناعة الذاتية: قد تسبّب بعض أمراض المناعة الذاتية مثل التهاب المفاصل والذئبة والسكري حدوث قلة إنتاج كمية كافية من الدموع أو عدمه، وفي هذه الحالات يترافق جفاف العين مع أعراض أخرى اعتمادًا على نوع الحالة، فعلى سبيل المثال تتضمن الأعراض الأخرى لالتهاب المفاصل الشعور بالآلام فيها والشعور بالتعب والحمى، أمّا الأعراض المبكرة لمرض السكري فتتضمن التبول المتكرر والعطش الشديد.
- التهاب الجفن: يحدث التهاب الجفون عندما يحدث انسداد أو التهاب في الغدد الدهنية الصغيرة على الجفن الداخلي، وقد يؤدي ذلك إلى حدوث جفاف العين.
- الحساسية: يمكن أن تسبب الحساسية جفاف العين المزمن، وفي هذه الحالة تبدو العين محمرّةً ومثيرةً للحكة، وتزداد الإفرازات المائية فيها.
- الجفاف الخفيف: قد يسبّب الجفاف أو عدم شرب كمية كافية من السوائل حدوث جفاف العين، وتتضمن الأعراض الأخرى للجفاف خروج البول الداكن، وانخفاض الطاقة، والدوخة، وزيادة سرعة ضربات القلب، وعدم التبول.
- التدخين: يمكن أن يؤدي التدخين أو التعرض السلبي له إلى حدوث جفاف العين.
- ارتداء العدسات اللاصقة: إنّ استخدام العدسات اللاصقة مدّةً طويلةً قد يؤدي إلى جفاف العين.
كيف يمكن التخفيف من أعراض جفاف العين؟
قد تساعد بعض العلاجات المنزلية في التخفيف من أعراض جفاف العين، منها ما يأتي:[٣]
- استخدام قطرات العين والدموع الصناعية التي لا تحتاج إلى وصفة طبية: إذ يساعد ذلك في التخفيف من جفاف العين، ويوصى أيضًا باستخدامها قبل البدء بأي أنشطة تزيد من جفاف العين أو تُعرّضها لذلك، ويمكن استخدام قطرات العين دون مواد حافظة عند الحاجة، أو استخدام تلك التي تحتوي على مادة حافظة، لكن يجب استخدامها بحد أقصى أربع مرات في اليوم، وتجدر الإشارة إلى تجنّب استخدام قطرات العين لإزالة الاحمرار.
- اتباع بعض النصائح للحفاظ على الدموع الطبيعية: تتضمّن هذه النصائح ما يأتي:
- ارتداء النظارات الواقية للحماية من الرياح والهواء الساخن.
- التأكد من الرمش المتكرر عند استخدام الحاسوب أو مشاهدة التلفاز.
- تجنب التدخين أو الوجود في أماكن التدخين.
- الحفاظ على درجة حرارة الغرفة معتدلةً.
- استخدام جهاز ترطيب في المنزل للمساهمة في الحفاظ على رطوبة الهواء، كما يمكن أن يساهم رش الستائر برذاذ الماء في الحفاظ على رطوبة الغرفة.
- تنظيف الجفون وتدليكها: يمكن القيام بذلك بالطريقة الآتية:
- تنظيف الجفون عن طريق مسح العين بقطعة قطنية مغموسة في الماء الدافئ؛ لتقليل احتمالية التهابها.
- تدليك الجفن بلطف بحركة دائرية باستخدام إصبع نظيف؛ للمساعدة في إزالة المخاط من الغدد في الجفن.
- اتباع بعض النصائح الغذائية: تشير بعض الدراسات إلى أن الأحماض الدهنية أوميغا 3 وأوميغا 6 قد تساعد في التقليل من خطر حدوث جفاف العين، وتتضمن مصادرها الأسماك الزيتية، وزيت الكانولا، والجوز، وزيت الكتان وبذوره المطحونة، وبذور القنب وزيتها، وزيت الزيتون، وبذور اليقطين، وفول الصويا، ومع ذلك لا توجد دراسة موسّعة على البشر لدعم استخدامها في العلاج.
كيف يمكن علاج جفاف العين؟
تعدّ الوقاية من جفاف العين من العوامل الرئيسة لعلاجه، فإذا كانت العوامل البيئية هي السبب يمكن أن تساعد النظارات الواقية أو استخدام جهاز ترطيب في حل المشكلة، وعند ارتداء عدسات لاصقة من المهم الانتباه إلى تغييرها عند الضرورة، وبالإضافة إلى الطرق المذكورة أعلاه للتخفيف من أعراض جفاف العين توجد طرق علاجية أخرى، منها ما يأتي:[٤]
- الأدوية التي تحتاج إلى وصفة طبية: يمكن استخدام عدد من الأدوية لعلاج جفاف العين، بما في ذلك المواد الهلامية والمراهم والأقراص التي تحتوي على الستيرويدات؛ فهي تساعد في التخفيف من الجفاف، كما تمّت الموافقة على استخدام القطرات التي تحتوي على السيكلوسبورين (cyclosporine) التي تساعد على استعادة قدرة العين على إنتاج الدموع، بالإضافة إلى دواء ليفتاكرست (lifitegrast) الذي يخفف من الالتهاب الذي يقلل من إنتاج الدموع، لكن يجب التنويه إلى أنّ هذه القطرات تحتاج إلى وصفة طبية، وقد تسبب بعض الآثار الجانبية وليست مناسبةً للجميع.
- استخدام السدادات النقطية: في كل عين توجد أربع نقاط دمعية، وهي فتحات صغيرة تصرف الدموع باتجاه القنوات الدمعية، ويمكن أن يساعد إدخال سدادات نقطية في الفتحات السفلية لمنع تصريف الدموع والحفاظ عليها في العين، وعلى الرغم من أنّ مخاطر استخدام السدادات النقطية قليلة، إلا أنها قد تهيج العين وتزيد من الدموع، وفي حالات نادرة قد تسبب الإصابة بالعدوى.
المراجع
- ↑ Mayo Clinic Staff (14-3-2019), "Dry eyes"، mayoclinic, Retrieved 27-5-2020. Edited.
- ↑ Valencia Higuera (12-7-2018), "Chronic Dry Eye Causes and How to Treat Them"، healthline, Retrieved 27-5-2020. Edited.
- ↑ Yvette Brazier (11-1-2018), "What is dry eye and how can I get rid of it?"، medicalnewstoday, Retrieved 27-5-2020. Edited.
- ↑ Carol Eustice (4-2-2020), "An Overview of Dry Eye Syndrome"، verywellhealth, Retrieved 27-5-2020. Edited.